سيف الله فهمي واحد من "كبار" شباب رجال الأعمال المرموقين في مجتمع الأعمال المصري بصفة عامة، وقطاع الاتصالات بصفة خاصة كما يشغل في نفس الوقت عدة مناصب في منظمات الأعمال المختلفة أبرزها انه المدير الاقليمي لمنظمة شباب رؤساء الأعمال، بالاضافة إلي نشاطه السياسي كعضو في هيئة مكتب امانة قطاع الأعمال بالحزب الوطني. اكد سيف الله فهمي في حوار مع الاسبوعي ان الشفافية ومكافحة الفساد هي البعد الغائب عن الاستثمار في مصر وقال ان هناك أملا في مواجهة ذلك مع خطوات الحكومة الاخيرة جاء ذلك في اطار اجابته عن اسئلة الاسبوعي حول مجتمع الأعمال ودوره تجاه تحقيق الانطلاقة الاقتصادية وممارسة دوره في المسئولية الاجتماعية. * ما منظمة شباب رؤساء الأعمال التي تشغل منصب المدير الاقليمي لها.. وما دورها وما الذي يمكن ان تقدمه لمجتمع الأعمال المصري؟ ** منظمة شباب رؤساء الأعمال منظمة دولية يصل عدد اعضائها إلي حوالي اثني عشر ألف عضو يضمون كبار مجتمع الأعمال في العالم، ويمثل اجمالي قيمة أعمال اعضاء هذه المنظمة ثالث أكبر اقتصاد في العالم ويشترط لعضوية هذه المنظمة ان تحقق الشركة حدا أدني من حجم المبيعات سنويا وان يعمل بها أكثر من 150 موظفا. وتهدف المنظمة إلي ايجاد رؤساء شركات افضل واقوي واكثر قدرة علي افادة المجتمع الذي يعملون به واكثر ما يميز منظمة شاب الرؤساء هو اهتمامها بالبعد الاجتماعي فهي تساعد العضو علي التنسيق بين نجاحه علي المستويين العملي والاجتماعي والشخصي في نفس الوقت. أما فيما يتعلق بمصر فتوجد حوالي 34 شركة انضمت لمنظمة شباب رؤساء الأعمال. * إلي جانب عملكم في مجال الاتصالات اللاسلكية تشغل العديد من المناصب الأخري اضافة إلي منظمة شباب رؤساء الأعمال كيف تفسر اهتمام رجل أعمال بكل هذه الانشطة وهل يعد ذلك من دواعي الوجاهة الاجتماعية - أم أنها ضرورة لنجاح أعمالك؟! ** نحن جيل تعب كثيرا حتي استطاع ان يحقق شيئا، وفي نفس الوقت نحن نريد ان نقدم شيئا لبلدنا، ورجل الأعمال المتحضر لا يستطيع ان ينعزل عن مجتمعه ولا يمكن بالنسبة لي ان أعيش في بلدي ولا أهتم بكيفية سير الأمور به، وبالتالي فلا توجد أي استفادة يمكن ان تتحقق من هذه الانشطة العامة، ولا توجد لأي جهة علاقة بعملي الخاص، وكل ما أريده أن أفيد بلدي بما لدي من خبرات. * وكيف تفسر حرص رجال الأعمال الكبار والناجحين علي الانتماء للحزب الوطني دون غيره من خلال منصبك كعضو هيئة مكتب أمانة قطاع الأعمال بالحزب الوطني؟ ** الحزب الوطني هو الحزب الحاكم، وعادة ما يحرص رجال الأعمال من ذوي الخبرة علي المشاركة في تحسين ادارة الدولة من خلال الحزب الحاكم. * وهل أنت مع اختيار عدد من رجال الأعمال كوزراء؟ ** نعم أنا مع اختيار الوزراء من ذوي الكفاءات واذا كان الأمر الطبيعي والافضل ان يتم اختيار الوزير من خلال تدرجه في العمل الحكومي ومن نفس الوزارة إلا أن العجز في وجود هذه الكفاءات القادرة علي العمل الوزاري استدعي اللجوء للقطاع الخاص واختيار بعض الوزراء من الكفاءات التي يضمها وتهمني الاشارة هنا إلي أنه برغم ان القانون يسمح للوزير ان يستمر في عمله الخاص اثناء عمله كوزير إلا أن مجموعة رجال الأعمال الذين شغلوا المناصب الوزارية تخارجوا من شركاتهم وهذه لمسة جيدة لدرء أي شبهات يمكن أن تثار بالنسبة لهم. * وما رأيك في تطور مجتمع الأعمال في مصر ولماذا لا نلمس دورا حقيقيا لرجال الأعمال في المسئولية الاجتماعية في المجتمع؟ ** في الفترة الماضية كان لدينا شركات عريقة انشأها رجال الاقتصاد المعروفون مثل عبود باشا وطلعت حرب أما نحن فمازالت مؤسساتنا ناشئة وكما ان الشركات الكبري لدينا لم يتعد عمرها أكثر من عشرين عاما، ومازالت في مرحلة النضج. كما ان مفهوم المسئولية الاجتماعية يحتاج إلي أن تصل الشركة إلي حجم معين من التطور والنضج حتي تقوم بدورها في ذلك المجال، وقد بدأ ذلك يحدث بالفعل منذ عامين أو ثلاثة ويحتاج لوقت حتي نشعر به. * وفي رأيك ما أهم معوقات الاستثمار في مصر؟ ** اعتقد ان الشفافية ومكافحة الفساد مازالت هي البعد الغائب في الاستثمار حتي الآن واطالب بإنشاء مجلس قومي لمكافحة الفساد يكون بمثابة مرصد يقف علي مظاهر واسباب الفساد وبعضها بين يدي الدولة للتصدي لها. ومع ذلك فإن الشيء الباعث علي الأمل ان الحكومة بدأت تطبق السياسات التي يرسمها الحزب والتي ترسم خطوات الاصلاح بصورة جيدة، خاصة أن المشكلة في الفترة الماضية تمثلت في ان الحكومة لم تكن تنفذ اكثر من 5% من توصيات الحزب.