سجل الانتاج الصناعي الالماني توسعا باسرع معدلاته في عام في مايو فيما يعد دليلا جديدا علي ان الاقتصاد الاوروبي نجح في استيعاب الارتفاعات الاخيرة في اسعار الفائدة و صعود كل من النفط و اليورو . و اوضح تقرير وزارة الاقتصاد و التكنولوجيا في برلين صعود الانتاج ب 1.5 % مقارنة بابريل حينما قفز الانتاج ب 1.2 % . و جاءت زيادة مايو الاعلي منذ ابريل من العام الماضي . و جاءت النتائج اعلي من تقديرات المحللين التي لم تتجاوز 0.6 % . و يشجع ارتفاع الطلب علي البضائع الالمانية علي الاستثمارات داخل البلاد مما يزيد معدلات التعيينات و الانفاق الاستهلاكي . و دفع تسارع وتيرة النمو رئيس البنك الاوروبي المركزي جان كلود تريشيه الي رفع معدل الفائدة في اطار جهوده لاحتواء الضغوط التضخمية . و قاد التوسع الانتاجي في المانيا اكبر اقتصادات القارة الاوروبية البضائع الاستثمارية مثل آلات المصانع التي ارتفع انتاجها ب 2.7 % . و اشارت الوزارة الي ان الطلب المحلي كان احد اهم العوامل وراء قوة الانتاج و ليس الصادرات وحدها . الطلبيات و وفقا للبيانات الرسمية قفزت طلبيات المصانع الالمانية ب 17.3 % مقارنة بمايو 2005 اكبر صعود منذ عام 2000 و في هذا الاطار رفعت مؤسسة " افو " الاقتصادية تقديرها للنمو في 2006 من 1.7 % الي 1.8 % بعد يومين من ارتفاع مؤشرها لثقة الاعمال الي اعلي مستوياته في 15 عام . و كان اتحاد السيارات الالماني قد توقع تسجيل صادرات السيارات لمستوي قياسي هذا العام . في الوقت نفسه قالت شركة السيارات العملاقة " بيريتش موتورون ويرك " انها استثمرت ما يقرب من 19 مليار يورو لانتاج موديلات جديدة في الفترة ما بين 2005 و 2009 و تعيين موظفين جدد . و كان وزير المالية الالماني بير ستينبرويك قد توقع نمو الاقتصاد الالماني ب 1.8 % هذا العام . و حتي الآن تتوقع الحكومة نموا ب 1.6 % مقارنة ب 1 % العام الماضي . و يتوقع الخبراء ان يبدأ النمو الاقتصادي العالمي في التباطؤ نتيجة توجه البنوك المركزية علي مستوي العالم لرفع معدلات الفائدة في مواجهة التضخم الذي يحفزه تحليق اسعار النفط عند مستويات قياسية . و اضافت اسعار الخام النفيس 23 % هذا العام لتقفز الي 75 دولار للبرميل في التاسع من يوليو مقتربا من اعلي مستوياته علي الاطلاق في الخامس من يوليو عندما سجل 75.40 دولار للبرميل . و يخشي الاقتصاديون ايضا من تضرر الصادرات الاوروبية من صعود اليورو ب 8 % في مواجهة الدولار هذا العام لان ذلك يجعل المنتجات الاوروبية اغلي من منافساتها الامريكية في الاسواق العالمية مما يضعف الاقبال عليها . و علي صعيد الفائدة قال محافظ البنك الاوروبي المركزي جان كلود تريشيه ان البنك يتخذ مواقف حازمة للسيطرة علي الضغوط التضخمية نتيجة تسارع وتيرة النمو الاقتصادي . و كان البنك قد ترك معدل الفائدة دون تغيير عند 2.75 % خلال اجتماعه السابق في مطلع الاسبوع بعد ثلاث زيادات منذ ديسمبر الماضي . و امتدت عدوي رفع الفائدة الي معظم البنوك المركزية علي مستوي العالم حيث قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي ( لبنك الامريكي المركزي ) خلال اجتماعه في التاسع و العشرين من يونيو برفع معدل الفائدة للمرة السابعة عشر علي التوالي لتصل الي 5.25 % ملمحا الي احتمال مواصلة ارتفاعها في الاجتماعات المقبلة . في الوقت نفسه يتوقع المحللون قيام بنك اليابان برفع الفائدة الاسبوع المقبل بعد تثبيتها قرب نقطة الصفر منذ مارس 2001 . الا ان مركز " دي آي دابليو " الاقتصادي الالماني اشار الي ان الاوروبي المركزي يخاطر بالنمو الاقتصادي بسبب ما اسماه بمبالغته في تقدير الضغوط التضخمية . و رغم ذلك ما زال معظم المستثمرين يراهنون علي مواصلة رفع الفائدة الاوروبية بوتيرة اسرع .