سجل مؤشر الاسعار الانتاجية في المانيا و الذي يعد مقياس اولي لتضخم الاسعار هبوطا الشهر الماضي انعكاسا لنخفاض تكاليف الطاقة . و اوضح التقرير الصادر عن المكتب الوطني للاحصائيات ان اسعار كافة البضائع ارتفعت ب4.4 % في ديسمبر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي و هبوطا من 4.7 % في نوفمبر و كان الحبراء يتوقعون ارتفاع الاسعار ب4.6 % . و من المتوقع ان تتراجع الضغوط التضخمية في منطقة اليورو المؤلفة من ثلاث عشرة دولة انعكاسا لانخفاض النفط الخام ب23 % و قيام البنك الاوروبي المركزي بزيادة معدل الفائدة ست مرات منذ ديسمبر 2005 . هذا اضافة الي تلميحات البنك المستمرة الي الحاجة الي مواصلة تضييق السياسات النقديةو هو ما يثير انتقادات سياسية عديدة للبنك . يشار الي ان تضخم الاسعار الانتاجية في المانيا و الذي بلغ ذروته في مايو تباطؤ طوال 2006 . و سجل متوسط المعدل الشهري للزيادة في الاسعار 5.5 % العام الماضي اعلي قيمة له منذ 1982 في الوقت الذي تراجعت فيه اسعار النفط و غيره من المواد الخام خلال الاشهر الماضية نتيجة القلق من تراجع الطلب علي خلفية تباطؤ الاقتصاد الامريكي اكبر اقتصادات العالم . و فقد النفط الخام 4 % في ديسمبر مقارنة بنفس التوقيت من 2006 محوما حول 50 دولار للبرميل مقارنة بالقمة الغير مسبوقة التي بلغها في يوليو الماضي عندما سجل 78.40 دولار للبرميل . في نفس الوقت انخفضت اسعار النحاس ب25 % خلال الستة اشهر الماضية . و هبطت اسعار المنتجات الت لها علاقة بالنفط ب7.2 % الشهر الماضي مقارنة بنظيره في 2006 فيما انخفض سعر الغاز الطبيعي المسال ب11 % خلال نفس الفترة ، وفقا لبيانات مكتب الاحصائيات . من جهةاخري يواجه محافظ الاوروبي المركزي جان كلود تريشيه انتقادات حادة من السياسيين الاوروبيين و منهم مرشحي الرئاسة الفرنسية نيكولاس ساركوزي و سيجولين رويال اللذين يرون ان الزيادات المتلاحقة التي قررها البنك في ايقاع الفائدة من شأنها الاضرار بمسيرة النمو الاقتصادي . و في مواجهة هذه الانتقادات يدافع تريشيه عن موقفه من الفائدة بالاشارة الي المخاطر التي تهدد استقرار الاسعار " علي المدي المتوسط " و الي السرعة الفائقة التي ينمو بها المعروض النقدي الذي يستخدمه البنك كمعيار للتضخم في المستقبل . و ارتفع المعروض باسرع معدلاته في اكثر من ستة عشر عاما في نوفمبر . و كان البنك قد قفز بالفائدة من 2 % في ديسمبر 2005 و هو ادني مستوي لها في ستة عقود الي 3.5 % علي مدي ست مرات بواقع 0.25 % في كل مرة . و يتوقع البنك ان يتباطيء معدل التضخم بمنطقة اليورو الي 2 % هذا العام من 2.2 % العام الماضي . و يري الالمان ان سرعة النمو الاقتصادي تعطيهم الحق في المطالبة برفع الاجور بنحو 6.5 % الامر الذي يهدد بارتفاع الاسعار . في الوقت نفسه يري بعض اعضاء مجلس ادارة الاوروبي المركزي ان انخفاض اسعار الطاقة سوف يترجم في النهاية الي زيادة في التضخم من خلال دفع عجلة النمو بوتيرة اسرع . و يراهن المستثمرون علي ان البنك سيقوم برفع الفائدة مرتين اخريين هذا العام بواقع ربع نقطة في كل مرة لتصل الي 4 %