صحيفة الجارديان البريطانية نشرت بالامس ان الجندي الاسرائيلي الاسير لدي الفصائل الفلسطينية المسلحة لايزال علي قيد الحياة كما نقلت عن مصادر فلسطينية قولها ان مصير الجندي الاسير اصبح مرتبطا بالصراع علي السلطة في الجانب الفلسطيني وبالخلافات الدولية في الشرق الاوسط. وقالت الصحيفة ان الموقف المعقد اصبح في يد خالد مشعل الزعيم الروحي لحماس الذي يتولي الانفاق عليها وهو مقيم في دمشق ويحظي بدعم من دمشق وطهران. والحقيقة ان الموقف في قطاع غزة اصبح عسيرا علي الاسر الفلسطينية التي تعيش في ظروف صعبة وتنتظر نتيجة لعبة التضاغط الشديد بين العناصر المسلحة والاجنحة السياسية التي تمثلها والتي اثبتت حتي الان ان كلا من الرئيس محمود عباس "الفتحاوي" واسماعيل هنية "الحمساوي" رئيس الوزراء لا يملكان التأثير الكافي علي الفصائل المسلحة التي تعتد فقط بقيادة خالد مشعل من دمشق. وتحاول اسرائيل من جانبها تدويل القضية وادخال اطراف اخري فيها نظرا لصعوبة استخدام العنف الزائد ضد المدنيين بصورة قد تقلب المجتمع الدولي علي اسرائيل كما انه لن يفيد الحكومة الاسرائيلية شيئا الا تستطيع حل ازمة الجندي المختطف باسترداده حيا. وقد صرحت مصادر اسرائيلية بان دمشق هي المسئولة عن اعمال الفصائل المسلحة وطالبت سوريا بالتخلي عن خالد مشعل وطرده وهكذا تجد اسرائيل لنفسها مجالا للضغط علي سوريا وتحويل الانتباه الي ما يعتبر سلوكا ارهابيا من دمشق وهي صيغة تلائم اسرائيل والولايات المتحدة اكثر من صيغة اجتياح قطاع غزة وايقاع خسائر جسيمة بالمدنيين. واشارت صحيفة الجارديان الي ما يفيد بان الوساطة بين المسلحين واسرائيل والتي تقوم بها مصر لم تصل الي نتيجة او وصلت الي طريق مسدود بناء علي تعليمات من خالد مشعل زعيم حماس الفعلي الذي يتولي الانفاق علي الجناح العسكري بدعم من سوريا وايران وتقول الصحيفة ان القيادة المصرية حاولت اقناع الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين بالتدخل للضغط علي حماس من خلال دمشق لعدم تصعيد الموقف بصورة قد تؤدي الي افلاته من الايدي وحدوث كارثة سياسية وانسانية في قطاع غزة. وتشير التوقعات الي ان اتجاه اسرائيل والولايات المتحدة سيكون التركيز علي سوريا في المرحلة المقبلة ومطاردة نفوذها علي المنظمات الفلسطينية وهي الورقة الاستراتيجية الاخيرة التي تملكها دمشق في صراعها مع اسرائيل حيث تدعم دمشق الاتجاه المعارض للسلام مع اسرائيل الا بشروط معينة وتدعم المقاومة المسلحة مما يقوي الاجنحة الراديكالية ضد العناصر التي قبلت بالحلول السلمية. والسؤال الآن: هل تنجح اسرائيل في طرد النفوذ السوري من الاراضي الفلسطينية كما نجحت في طرده من لبنان؟