ألمانيا ماتزال الملاذ الآمن للمدخنين بعكس أغلب الدول الأوروبية

"إنجيلا ميركيل" مصدر تهديد لشركات التبع العالمية

تسعي حاليا "انجيلا ميركيل" المستشارة الالمانية الي تكريس جهود حكومتها لمكافحة التدخين بالاماكن العامة بالمانيا حيث نالت الخطط التي وضعتها ميركيل استحسان البرلمان الالماني حيث تمر حاليا هذه الخطط بمرحلة التنفيذ.
وقال "يولديتش ويلهايم" المتحدث باسم المستشارة الالمانية ان ميركيل التي فرضت قيودا علي التدخين بكل انواعه داخل حجرات الاجتماع بالحكومة نالت مؤخرا تأييدا من احد الوزراء لمنع التدخين في المستشفيات والمطارات والقطارات ومحطات البنزين والمطاعم.
وصرح "لوثار بيندنج" احد اعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالبرلمان والراعي الرسمي للائحة التي وضعت لحظر التدخين بان قرار ميركيل بتوسيع نطاق الحظر ليمثل المؤسسات والاماكن المذكورة يبدو غير جيد وينطوي علي شيء من التعسف.
يأتي تصريح بيندنج في الوقت الذي تتصاعد فيه التوقعات بان حملة حظر التدخين التي شنتها ميركيل قد تتسبب في انفجار ثورة عارمة بالمانيا التي تعد واحدة من اكثر الدول الاوروبية احتضانا للمدخنين كذلك في الوقت الذي تشهد خلاله قيود حظر التدخين انتشارا واسعا.
يذكر ان المانيا وبولندا واستونيا والنمسا واليونان فقط من ال25 دولة بالاتحاد هي الدول التي لم تفرض حتي الان قيودا قانونية علي التدخين داخل المطاعم كما ان المانيا الي الان لم تفرض الحظر في القطارات واماكن العمل.
وتعد هذه الحملة المنددة بالتدخين تهديدا واضحا لشركات التبغ العالمية التي قد تفقد اكبر اسواقها الاوروبية التي تجني من خلالها ارباحا ضخمة بالاضافة الي قيام الحكومة الالمانية مؤخرا بدفع قيمة الضرائب المفروضة علي شركات التبغ.
وعلي جانب آخر في امريكا التي تعتبر ارض الحرية لا يخلو هناك مكان عام من اللافتات المحذرة من التدخين والتي تشتمل علي عبارات صريحة تحظر ممارسته وكذلك الحال في ايطاليا وبريطانيا وعدد من الدول الاوروبية الاخري ويحدث ذلك دون اي شكوي او معارضة من شعوب هذه الدول وذلك علي عكس الحال في المانيا التي تشهد معارضة شديدة من المستهلكين نظرا لارتفاع اعداد المدخنين هناك.
وتكشف الاحصائيات عن ان المانيا تفقد سنويا 140 الف الماني علي سيل الوفاة نتيجة لامراض ناتجة عن التدخين بالاضافة الي طرح مركز الابحاث الالماني للسرطان لتقرير حذر فيه من المخاطر الصحية التي يلعب فيها التدخين الدور الاساسي وخصوصا مرض السرطان القاتل.
واضاف التقرير ان اكثر المهددين بهذا المرض هم العاملون بالمطاعم والذين يتعرضون لخطر التدخين السلبي وبذلك تعد اكثر المناطق التي تشهد ارتفاع نسبة التدخين بها من جانب المستهلكين خاصة انه لا يوجد حظر علي التدخين داخل هذه المطاعم بالمانيا.