نفي أيمن فتحي حسين الرئيس الجديد للبنك الوطني المصري بشكل قاطع وجود خلافات داخل البنك دفعت بأحمد قورة إلي الاستقالة من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة وعضو منتدب، وقال إن "قورة" هو الذي بادر بالاستقالة بعد استشارة أعضاء مجلس الإدارة وكبار المساهمين وأن هؤلاء الأعضاء حاولوا اثناءه عنها إلا أنه أصر عليها. جاء ذلك في حوار سريع أجرته "العالم اليوم الأسبوعي" مع أيمن حسين عقب اختياره رئيساً جديداً للبنك الوطني المصري يوم الخميس الماضي. * جاءت استقالة أحمد قورة مفاجئة للجميع، ولذا أرجعها البعض إلي وجود خلافات بين قورة والمساهمين الجدد.. ما صحة ذلك؟ ** هذه الخلافات غير صحيحة.. واستقالة أحمد قورة لم تكن مفاجئة كما يظن البعض، فالرجل تقدم باستقالته منذ فترة وأصر عليها رغم محاولات اثنائه عنها من قبل عدد من كبار المساهمين، ومع هذا الاصرار تم قبولها في أول اجتماع لمجلس إدارة البنك عقد مساء الأربعاء الماضي، وتم إبلاغ البورصة والبنك المركزي بقرار المجلس علي الفور، واتفقنا نحن المساهمين علي إقامة حفل ضخم قبل نهاية الشهر الجاري لتكريم أحمد قورة، وسيشارك في هذا الحفل كبار المساهمين بالبنك، كما سيتم دعوة كبار العملاء. * أنت لا تتحدث عن خلاف.. إذن لماذا استقال "قورة" من الأصل؟ ** استقالة رئيس البنك الوطني المصري السابق جاءت عقب حدوث تطورات بالبنك خلال الفترة الماضية، فقد تغيرت تركيبة المساهمين، فقد نجح مجموعة من كبار المستثمرين المصريين والعرب الشهر الماضي في الاستحواذ علي حصة رئيسية بالبنك البالغ رأسماله المدفوع 750 مليون جنيه، فقد تخارج عدد من المستثمرين في مقدمتهم بنك الشركة المصرفية العربية وبنك الاستثمار العربي، وقامت مجموعة مستثمرين تقودها حورس ونعيم القابضة وغيرها بالاستحواذ علي حصة رئيسية بالبنك، بل ان 15 مساهماً باتوا يسيطرون علي نحو 60% من رأسمال البنك.. وبالطبع فإن أي مستثمر جديد تكون له رؤية محددة بشأن إدارة أمواله واختيار ممثلين بمجلس الإدارة، وهذا ما حدث، حيث تقرر إضافة كل من: 1- ياسر الملواني الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرمس 2- أحمد نعيم العضو المنتدب لمجموعة نعيم القابضة إلي مجلس إدارة البنك الوطني المصري كممثلين عن الجهات التي يعملون بها، وقد تم ارسال طلب بهذ الشأن إلي البنك المركزي للموافقة عليه ونأمل أن تتم الموافقة قبل أول اجتماع لمجلس الادارة عقب تشكيله الجديد وأحب أن أؤكد هنا أن مجموعة المستثمرين الجدد لديهم تصور بنقل البنك الوطني المصري إلي مصاف البنوك الكبري العاملة في السوق وعلي رأسها التجاري الدولي CIB والأهلي سوسيتيه جنرال وغيرها ونحن لدينا الامكانيات التي تساعدنا في ذلك. فعلي مستوي البنك نجح أحمد قورة في دعم المركز المالي للبنك من خلال زيادة رأس المال المدفوع عدة مرات في غضون سنوات محدودة وهذه الزيادة البالغ قيمتها حاليا 750 مليون جنيه تفوق القيمة المحددة من البنك المركزي وهي 500 مليون جنيه. كما نجح أحمد قورة كذلك في تنظيف المحفظة الائتمانية للبنك والقضاء علي مشكلة الديون المتعثرة وتكوين مخصصات كافية للديون المشكوك في تحصيلها وأدي كل ذلك إلي حدوث قفزة في سعر سهم البنك بالبورصة والآن تتحدث عن 25 جنيها للسهم وربما أكثر. هذه نقطة أما النقطة الثانية فهي أن المستثمرين الجدد لديهم من الامكانيات المالية والفنية التي تدعم خطة تحويل الوطني المصري إلي بنك قوي قادر علي منافسة كبريات البنوك العاملة في السوق. الاضافات الجديدة * في ظل تولي إدارة جديدة للبنك.. وتغيير تركيبة المساهمين.. ما الذي ستضيفونه للوطني المصري لتتجاوزو مرحلة تنظيف المحفظة وإعادة الهيكلة المالية التي قامت بها إدارة البنك السابقة؟ ** لدينا الكثير لنفعله.. فبالاضافة إلي الاستمرار في إعادة هيكلة البنك فإن لدينا خطة لاحداث نقلة للكوادر البشرية بالبنك من خلال التدريب المكثف واعادة التأهيل. كما أن لديناخطة طموحة للتوسع في أنشطة التجزئة المصرفية خاصة وأن البنك يمتلك شبكة كبيرة من الفروع المنتشرة في المحافظات والمدن الكبري بالاضافة إلي تقوية المركز المالي للبنك والاستمرار في سياسة دعم المخصصات. والأهم من كل هذه الخطوات هو تحسين الخدمة المصرفية المقدمة للعملاء بهدف توسيع قاعدة المتعاملين مع البنك وتحقيق ايرادات اضافية. * ماذا عن الموضوعات المدرجة علي جدول اعمال اول اجتماع لمجلس الادارة المقرر عقده الاربعاء القادم. ** سيتم خلال الاجتماع عرض تصور شامل لانطلاق البنك في المرحلة المقبلة سواء علي مستوي الخدمة المصرفية أو علي مستوي دعم المركز المالي. عروض شراء * تردد ان عددا من البنوك العربية والعالمية عرضت الاستحواذ علي البنك الوطني المصري.. هل هذا صحيح.. وهل لديكم الاستعداد كمساهمين في بيع البنك؟ ** بالطبع.. هناك عدة بنوك عالمية وعربية كبري عرضت شراء البنك الوطني المصري ومن بين هذه البنوك: السعودي الفرنسي الذي يعمل داخل السوق السعودي ومصرف قطر الاسلامي الذي يصنف علي انه واحد من اكبر البنوك القطرية وهناك عروض سابقة من بنك عودة اللبناني قبل استحواذه علي بنك القاهرة الشرق الاقصي.. وهذه البنوك تحدثت بالفعل مع كبار المساهمين بالبنك الوطني المصري.. ونحن لا نمانع بشكل عام من استحواذ هؤلاء علي حصة رئيسية بالبنك بشرط ان يتم تقديم عرض مالي مغر إذ أن البنك الوطني المصري يشبه "البللورة" غالية الثمن وكل ما تحتاجه هو مجرد "تلميع" لها من ذرات التراب التي قد تحيط بها. * هل ستشارك في العمل التنفيذي داخل البنك الوطني المصري؟ ** تم الاتفاق داخل مجلس ادارة البنك الاخير علي ألا أشارك في العمل التنفيذي فأنا رئيس مجلس فقط أما العمل التنفيذي فهو من مهام د. ياسر إسماعيل حسن العضو المنتدب للبنك.