يتميز رجل الأعمال الفرنسي مالاماين كونيه بالطموح الشديد فهو رغم أنه لم يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره أمكنه أن يؤسس منذ 6 سنوات شركة إيرنيس للملابس والأدوات الرياضية وأن يصل بحجم مبيعاتها في عام 2005 إلي أكثر من 150 مليون دولار معظمها داخل فرنسا، ولكنه الاَن يريد أن يدفع إيرنيس لكي تنافس شركة نايك الأمريكية العملاقة التي بلغت مبيعاتها في العام نفسه 14 مليار دولار. وتقول مجلة "تايم": إنك إذا اتهمت كونيه بأنه رجل خيالي فسيرد عليك علي الفور مذكرا إياك بأن شركة بوما كانت منذ 5 سنوات فقط في حالة اضطراب عميق ولكن مبيعات هذه الشركة الألمانية الأمريكية صارت في العام الماضي ملياري دولار ولا تنس أن عمر شركة إيرنيس كله لا يتجاوز 6 سنوات. لقد بدأ كونيه عام 1999 يبيع الفانلات الرياضية التي تحمل اسم إيرنيس وقد اقتبس هذا الاسم من لاعب كرة السلة الأمريكي الشهير مايكل جوردون أملا أن تكون منتجات شركته هي الأعلي قامة والأقوي، وبدأ دعايته للشركة في ضواحي حي باريس الشمالية حيث كان يقطن مع عائلته وهي نفس الضواحي التي اندلعت منها منذ عدة أشهر أعمال العنف والشغب احتجاجا علي قانون العمل الجديد الذي تم إلغاؤه. وفد أقام كونيه مصنعا للملابس الرياضية يحقق معدل نمو سنوي لا يقل عن 100% وحرص علي أن يقدم مصنعه للشباب احتياجاتهم الحقيقية من الملابس والأدوات الرياضية فهو يلبي الطلب القائم ويتنبأ بالطلب المتوقع ويوجه إنتاج مصنعه علي هذا الأساس. وعلي الرغم من أن نجوم كرة القدم الفرنسية ذوي الشعبية يرتدون في الملاعب أزياء من صنع اديداس أو بوما أو نايك تنفيذا لعقودهم مع هذه الشركات فقد استطاع كونيه أن يستقطب المشاهير من هؤلاء النجوم ليرتدوا في حياتهم الخاصة ملابس من صنع إيرنيس. وتقول مجلة "تايم" إن إيرنيس صارت في 6 سنوات فقط أكبر شركة فرنسية للملابس والأدوات الرياضية واستطاع كونيه أن يجعل إيرنيس تقدم الزي الرسمي للعديد من الأندية الفرنسية ونحو 6 فرق قومية لكرة القدم في إفريقيا.. وسينضم إلي هذه القائمة في الموسم القادم نادي فولهام البريطاني وهو نادي يملكه الملياردير المصري الأصل محمد الفايد صاحب محال هارودز التي ستقوم هي أيضا ببيع الملابس الرياضية من إنتاج شركة "إيرنيس". ويمكن القول بأن كونيه يمثل قصة نجاح نادرة فهو شاب أسود من أصول إفريقية وكان يقطن في ضواحي باريس التي ترتفع فيها نسبة البطالة بين الشباب خصوصا من أبناء المهاجرين الأفارقة.. ولكنه استطاع أن يجعل من القطة المسنمة رمز شركته رمزا جذابا للشباب وللشركاء أيضا من الشركات التي تنتج لحسابه.. فهو لا يملك رأس المال الكثيف ولا إمكانيات الإنتاج المنتشرة حول العالم مثل اديداس ونايك ولكنه يملك شركاء معجبون ومستفيدون من قدرته التسويقية الهائلة ولضمان الجودة فإن كل إنتاجه يتم في فرنسا إما في مصنعه أو لدي شركائه الفرنسيين. ورغم نجاحاته وطموحاته لم ينس كونيه أصوله الفقيرة حيث يتخير شركاءه من بين المشروعات التي توظف الشباب المهاجر كما يسهم بالكثير ودون طلب في المشروعات الاجتماعية التي تخص هؤلاء الشباب وأسرهم. وقد ولد كونيه في إحدي قري مالي الجنوبية وهي قرية ليس فيها ماء ولا كهرباء حتي الاَن وهاجر مع والديه إلي فرنسا وهو في العاشرة من عمره وحصل علي شهادة في القانون علي أمل أن يعمل محققا في الشرطة وبعدها تعلم الملاكمة وحصل علي بطولتين فرنسيتين واختير ليمثل فرنسا في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1996 ولكن حادث سيارة وقع له في نهاية عام 1995 كسر ركبته وأجري فيها 12 عملية واحتاج إلي 5 سنوات من إعادة التأهيل.. وهكذا تبخرت اَماله في البطولة كملاكم ولكن لم ييأس وراح يفكر في تأسيس إيرنيس كشركة للملابس والأدوات الرياضية لتعوضه عن اَماله الرياضية الضائعة.. ويقول كونيه إن مصدر قوته أنه لا يقبل الحدود التي تعرقل طموحاته وأنه قادر ذات يوم علي اللحاق باديداس وبوما ونايك.