اعترف وأقر وأبصم وأوقع بأنني لا أفهم في السياسة.. لا أعرف كثيرا في التوازنات والحسابات والمقايسات.. والدليل عز والسادات. البيان الذي خرج من مجلس الشعب أمس أكد جهلي التام ببواطن الأمور.. فالنائبان الاثنان حبايب وحلوين ويكن كل منهما الخير والاحترام للاَخر، وكل الشهود المائتين "من الحزب الوطني" لابد أنهم رأوا شيئا اَخر أو حذاء نائب اَخر.. أو ربما اختلط عليهم الأمر وجل من لا يسهو. فهيئة مكتب المجلس أكدت في البيان عدم صحة الوقائع التي نسبها السادات لعز حول عدم قانونية تعاملاته المالية.. وعدم صحة الادعاءات التي نسبها عز للسادات حول إتيانه أفعال تعتبر مهينة "في إشارة لحكاية الحذاء...".. وأشارت إلي أن شهادات الشهود بمن فيهم عز أكدت أن الحذاء لم يفارق قدم العضو "السادات" وأن السيد العضو السادات ربما كان يتعين عليه ألا يثير موضوع الاتهامات إلا بعد قيد طلبه في جدول أعمال المجلس طبقا للائحة.. يعني المشكلة فقط في اللائحة وليست في الاتهامات. بل استمر البيان يؤكد أن العضو السادات ما أن علم بسلامة موقف "صديقه وحبيبه أحمد عز" بشأن صفقة البورصة وبشأن تخصيص أراضي منطقة خليج السويس حتي أكد أنه كان يمارس حقه في الاستيضاح "بس والله" وأنه الاَن "ارتاح ضميره" وأنه لا يمكن أن يهين المجلس ولا أحد من زملائه الذين يحترمهم. يعني العضوان خرجا "سمن علي عسل" والحكاية طلعت مجرد خلاف بسيط يمكن أن يحدث في أحسن العائلات أو أرفع البرلمانات، ولا في الأمر جزمة أو تربح غير مشروع أو حاجة.. ولا هناك إهانة ولا "دياولو".. لكن الخطأ فينا نحن الذين صدقنا وانفعلنا وقلبنا وجعنا علي هيبة المجلس ووقار أعضائه.. العيب فينا نحن الذين أخذنا الموضوع بجدية سواء ما جاء في اتهامات العضو السادات أو في واقعة الحذاء التي أقر 200 من أعضاء الوطني أنهم شاهدوها!! ألم أقل لكم إنني لا أفهم في السياسة.. لكن ما أفهمه الاَن هو أن العضوين قد أضاعا من وقتنا الكثير، وأنه من الأفضل لي علي الأقل أن أقاطع أي شيء يكتب عن المجلس أو أعضائه مادامت الموضوعات هي خلافات داخلية لا علاقة لنا بها، وأظن أن العضوين عليهما أن يقدما للرأي العام اعتذارا واضحا عن الواقعة.. وعن إثارة غضبه، وعن إضاعة وقته علي صفحات الجرائد التي كتبت تساند هذا أو ذاك.. والأهم عن مرارتنا التي انفقعت بجد.. و"سوري" ماكانش قصدي. وسلم لي ع المجلس الموقر!! لا حس ولا خبر أعلن الجانبان المصري والإسرائيلي أن هناك لجنة تحقيق مشتركة بينهما بعد واقعة مقتل المجندين المصريين علي الحدود، كان ذلك الاثنين الماضي.. وحتي تاريخه لم نسمع أي شيء عن تلك اللجنة.. لا تشكيلها ولا إجراءاتها ولا بدء التحقيق.. وكأن البيان مجرد جرعة من الثلج ليهدأ المصريون.. وأهالي الشهيدين وخلاص.. ولم أسمع في الحقيقة أولمرت يعتذر أمام الرئيس.. ولكن ما سمعته طبقا للترجمة العربية هو أنه يتأسف لمقتلهما ويعد بالتحقيق.. يا سلام!! ذلك يا سادة ليس اعتذارا عن خطأ ولا اعترافا بخطأ.. كيلا يحاول أحد أن يقنعنا بعكس ذلك.. لقد وصلنا من الضعف بأننا نحاول لي الكلام لنقول للناس إن الإسرائيليين يعتذرون.. وهم لا يفعلون.. ونقول للناس إن هناك لجنة تحقيق.. وهي حتي الاَن وهم لا حقيقة.. ونقول للناس: الحمد لله لقد تصدرت قضية الشهيدين وتكرار الاعتداءات الإسرائيلية أجندة المباحثات. أي كرامة، وأي انتماء ننتظرها من شباب هذا الوطن.. أرجوكم لا تسألوا لماذا ذهب كل ذلك أدراج الرياح.. فنحن مسئولون عن كل ذلك. أما الألم في قلوب أهل المجندين.. فالدولة وحدها مسئولة عنه.. ولا نعفيها من المسئولية.. حتي إشعار اَخر. فحتي الاَن.. لا حس ولا خبر.