أخيرا صدر قرار الإدانة في فضيحة شركة إنرون الامريكية ضد مؤسسات كين لاي - 64 عاما - ورئيسها التنفيذي جيف سكيللنج - 52 عاما - وعدد آخر من قادة الشركة.. ومن المقرر ان يصدر الحكم النهائي في سبتمبر القادم. وتقول مجلة "تايم" انه بعد 4 سنوات من التحقيقات وستة عشر اسبوعا من الاستماع الي شهادة الشهود وستة ايام من المداولات اصدرت هيئة المحلفين المكونة من 8 سيدات واربعة رجال قرارها بالادانة وقالت ان انهيار شركة انرون لم يكن مجرد ضربة حظ سيئ وانما نتيجة فساد مالي ومحاسبي عشش داخل الشركة بعلم قادتها وادانت هيئة المحلفين كلا من لاي وسكيللنج بالخداع والتآمر والتربح علي حساب العاملين وحملة الاسهم وينتظر لاي احكاما بالسجن قد تصل الي 165 عاما علي التهم التي ادين بشأنها اما سكيللنج فأحكام السجن التي تنتظره قد تصل الي 185 سنة اي انهما صارا مهددين بان يقضيا بقية حياتهما وراء القضبان علي الرغم من انهما انفقا معا 60 مليون دولار كتكاليف دفاع عن نفسيهما في هذه القضية. لقد كانت انرون اكبر شركات الطاقة الامريكية شركة واعدة ولكنها تحولت فجأة في مطلع عام 2002 من سابع اكبر شركة امريكية ضمن مؤشر فورتشن - 500 الي شركة مفلسة.. وادي سقوط انرون الي تفجير موجة من الفضائح المحاسبية في مجتمع الشركات الامريكي وصفها المراقبون بانها تشبه في تأثيرها المدوي احداث 11 سبتمبر الارهابية عام 2001 خصوصا ان علاقات انرون ورجالها بالرئيس الامريكي جورج دبليو بوش ورجاله لم تكن خافية علي احد. وتقول مجلة "نيوزويك" ان سقوط انرون المدوي ساعد علي صدور قانون سربانيز - أوكسلي الذي اعادة تنظيم مجتمع الشركات الامريكي علي اسس اكثر صرامة ومكن المدعي العام اليوت سيستزر من فتح ملفات عشرات الشركات الامريكية الاخري بالتعاون مع هيئة محاربة الفساد الشركاتي التي شكلها الرئيس بوش لينفي عن حكومته تهمة التستر علي الفساد.. وتقول الارقام انه صدر في هذا الاطار 1063 قرار ادانة منها 36 قرارا ضد المديرين الماليين ونحو 167 قرارا ضد الرؤساء التنفيذيين للشركات الامريكية وتذكر مجلة "تايم" ان انهيار شركة انرون اعتبارا عام 2001 اطاح بمصالح ووظائف ومعاشات ومدخرات 21 الفا من العاملين بلغت خسائرهم عدة مليارات من الدولارات بعد ان هوي سعر سهم الشركة من 90 دولارا ليصبح 4 سنتات فقط في البورصة دون ان يجد من يشتريه. ورغم ان محاميي لاي وسكيللنج يعتزمون استئناف قرارات الادانة والاحكام بعد صدورها في سبتمبر القادم الا ان عملية الاستئناف في القضاء الامريكي تعتبر عملية مطولة قد تستغرق عدة سنوات. لقد كانت انرون ذات يوم شركة مرشحة لان تغير طريق الرأسمالية الامريكية بان تصبح نموذجا لشركات الاقتصاد الجديد في مجال الطاقة الذي يعتبر من اكبر القطاعات من الاقتصاد الامريكي والعالمي علي حد سواء ولكن انرون غيرت طريق الرأسمالية الامريكية باسلوب مختلف عندما افلست فجأة كاشفة عن نموذج غير مسبوق لفساد الادارة وعمليات الغش والتربح وخداع المستثمرين التي كانت قد استشرت في مجتمع الشركات الامريكي. وتقول مجلة "نيوزويك" ان لجنة التحريات التابعة لهيئة التحقيقات الفيدرالية قد فحصت اورقا ومعلومات وبيانات في قضية انرون تضاهي 20% من جملة المعلومات المخزنة في مكتبة الكونجرس الامريكي وقد ادين كين لاي في التهم العشر الموجة اليه بالخداع والتآمر اما جيف سكيللنج فقد ادين في 19 تهمة من التهم الثماني والعشرين الموجة اليه وكانت ادانته باغلبية كبيرة من هيئة المحلفين. وتجدر الاشارة الي ان مجتمع الشركات الامريكي قد عاد اليه قدر معقول من الانضباط منذ تفجر فضيحة انرون وان سلوك قادة ومديري الشركات قد تغير دون انتظار لصدور قرار الادانة في هذه القضية الكبري.. والغريب ان تنتهي حياة كين لاي هذه النهاية المأساوية بالرغم من ان بدايتها كانت قصة نجاح لشاب استطاع ان يكمل تعليمه حتي النهاية ويحصل علي دكتوراة في الاقتصاد من جامعة هيوستون وهو في مقتبل العمر. وعلي اية حال فقد تحولت فضيحة انرون بالفعل الي فيلم تليفزيوني وستصدر الاحكام النهائية بشأنها يوم 11 سبتمبر القادم في الذكري الخامسة لاحداث 11 سبتمبر الارهابية التي هزت المجتمع الامريكي من الاعماق مثلما هزته فضيحة انرون.