تراجعت ثقة الشركات في المانيا اكبر اقتصادات اوروبا في مايو نتيجة انخفاض توقعات النمو الاقتصادي في ظل الارتفاع القياسي لاسعار النفط و صعود العملة الاوروبية الموحدة ( اليورو ) . و وفقا لتقرير مؤسسة " افو " الاقتصادية تراجع مؤشر الثقة بين الشركات الي 105.6 نقطة من اعلي مستوياته في ابريل عندما سجل 105.9 نقطة . و يعزي المحللون ذلك التراجع الي خليط من المخاوف بشأن النفط و اليورو . فمنذ بداية العام اضافت اسعار النفط نحو 16 % مما رفع فواتير الطاقة لكل من الشركات و المستهلكين علي حد سواء . في الوقت نفسه يضعف ارتفاع اليورو الذي اضاف 8.4 % امام الدولار من تنافسية الصادرات التي كانت المحرك الاول لعجلة الاقتصاد الالماني . و رغم ضعف بيانات الثقة يتوقع الخبراء اصرار البنك المركزي الاوروبي علي رفع اسعار الفائدة الشهر المقبل في ظل اشارة بيانات اخري الي تحسن نمو اقتصادات دول اليورو الاثنتي عشرة . و في انحاء المنطقة الاخري هوت ثقة الاعمال الفرنسية هذا الشهر للمرة الاولي منذ ابريل 2005 . و يدعم استطلاع " افو " نتائج تقرير مركز الابحاث الاقتصادية " زيو " الذي صدر في وقت سابق و اشار الي هبوط مستوي التفاؤل بين المستثمرين في مايو باسرع معدلاته منذ اكثر من عام . الفائدة و من التهديدات التي تثير قلق الخبراء ايضا التوجه العالمي نحو رفع اسعار الفائدة في اطار سعي البنوك المركزية علي مستوي العالم لاحتواء الضغوط التضخمية . و كانت المخاوف من ذلك التوجه الدافع الرئيسي وراء حركة التراجع الواسعة التي شهدتها اسواق الاوراق المالية خلال الشهر الجاري . و علي صعيد صعود النفط و النمو اعربت منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية عن دهشتها مناستيعاب النمو العالمي لارتفاع اسعار الطاقة . و قامت المنظمة برفع توقعاتها للنمو لاقتصادات اعضائها الثلاثين من 2.9 % الي 3.1 % في 2006 . نمو و تزداد الضغوط التضخمية مع استمرار متانة النمو الاقتصادي في دول العالم . ففي المانيا تعافي الاقتصاد من ركوده في الربع الاول مسجلا توسعا ب 0.4 % . و علي صعيد اشمل نطاقا توسع اقتصاد منطقة اليورو ب 0.6 % خلال نفس الربع . هذا و يتوقع البوندزبانك ( البنك المركزي الالماني ) ارتفاع معدل النمو من 1% في 2005 الي 1.5 %هذا العام . و يبدو ان مخاوف الفائدة لم تثني الشركات عن المضي في اعمالها التوسعية . و في هذا الاطار كررت شركة " هايدلبيرجر سيمينت " الالمانية لانتاج الاسمنت نفس المستهدف المرتفع لارباحها السنوية انعكاسا للنمو الاقتصادي في الاسواق الامريكية و الاوروبية . في الوقت نفسه قالت " ساب " اكبر شركات السوفت وير المخصص لادارة الاعمال في العالم انها تخطط لمضاعفة حجم انشطتها في الصين علي مدس السنوات الثلاث المقبلة .