اوضح التقرير الصادر عن مركز " افو " الالماني للابحاث الاقتصادية تراجع ثقة الاعمال في المانيا اكبر اقتصادات القارة الاوروبية للشهر الثالث في سبتمبر نتيجة اقتراب سريان الزيادة الضريبية الجديدة بدء من مطلع العام المقبل و هو ما خيم علي التوقعات الخاصة بالنمو الاقتصادي . و قالت المؤسسة ان مؤشرها لمعنويات الشركات و الذي اعتمد علي استطلاع لآراء 7000 مدير تنفيذي تراجع الي 104.9 نقطة من 105 نقطة في اغسطس . و جاءت النتيجة افضل قليلا من توقعات الخبراء اللذيت تنبؤا بقراءة تبلغ 104.4 نقطة . و من المتوقع ان يتباطؤ ايقاع النمو الالماني انعكاسا لتراجع الصادرات بسبب هبوط النمو العالمي من جهة و انكماش الانفاق الاستهلاكي نتيجة للزيادة الضريبية المنتظرة من جهة اخري . في الوقت نفسه تستمر تلميحات البنك الاوروبي المركزي الي رفع سعر الفائدة مرة اخري الاسبوع المقبل معللا ذلك بالحاح الضغوط التضخمية نتيجة لاسرع عملية نمو يشهدها الاقتصاد الاوروبي منذ عام 2000 . و وفقا لتقرير " افو " تراجعت توقعات الشركات خلال الستة اشهر المقبلة الي 98.9 نقطة ادني قراءة لها منذ عشرة اشهر مقارنة ب 101.4 نقطة الشهر الماضي . اما مقياس الاوضاع الحالية فقفز من 108.7 نقطة الي 11.3 نقطة فيما يعد اعلي مستوياته منذ ابريل 1991 . و سبق تقرير " افو " مجموعة من البيانات الاقتصادية الاكثر تفاؤلا حيث ارتفعت طلبيات المصانع الالمانية و الانتاج الصناعي بمعدل اعلي من توقعات الخبراء في يوليو . كما صعدت الصادرات خلال نفس الشهر باسرع وتيرة لها في خمسة اشهر بينما قفز مؤشر ثقة المستهلك الالماني في سبتمبر الي اعلي مستوياتها منذ 2001 . و صاحب ذلك عد تقارير ايجابية علي مستوي القارة الاوروبية مثل صعود ثقة الاعمال البلجيكية التي تعد احد اهم معايير الاقتصاد الاوروبي علي غير المتوقع في سبتمبر . و من البيانات الايجابية ايضا توقعات بعض الشركات بزيادة ارباحهم . فعلي سبيل المثال قال رئيس شركة " ويرنر مارنيت " لتكرير النحاس ان ارباح الربع الاخير ستكون " جيدة للغاية " معربا عن تفاؤله بشأن العام المقبل . نمو اسرع و علي صعيد اشمل نطاقا اشار نيكولاس جارجاناس احد مشرعي البنك الاوروبي المركزي الي انه ليس من المستغرب توسع اقتصاد دول اليورو الاثنتي عشرة باسرع من المتوقع هذا العام و العام المقبل . و كان البنك قد رفع تقديراته للنمو في 31 اغسطس الي 2.5 5 في 2006 و 2.1 % في 2007 . من جهة اخري توقع صندوق النقد الدولي زيادة معدل النمو الالماني الي 2 % هذا العام قبل ان يتباطؤ الي 1.3 % في 2007 . تهديدات و يخشي علي هذا النمو من بدء تطبيق الزيادة الضريبية التي اقرتها المستشارة الالمانية انجيلا ميريكل من 16 5 حاليا الي 19 % في 2007 خاصة و ان الانفاق الاستهلاكي بدأ في الانتعاش قريبا بفضل زيادة فرص العمل . و تراجع معدل البطالة الي 10.6 % منذ بلوغه اعلي مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية العام الماضي عندما قفز الي 12 % . في الوقت نفسه يزداد القلق بشأن مستقبل الصادرات التي تقدم دعما رئيسيا للاقتصاد نتيجة تباطؤ اقتصادات الشركاء التجاريين لالمانيا . ففي الولاياتالمتحدة بدأ الضعف الذي مني به القطاع العقاري في الامتداد الي قطاعات اقتصادية اخري حيث اظهر تقرير صناعي تباطؤ قطاع التصنيع في منطقة فيلادلفيا الشهر الماضي فيما تراجعت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية للشهر الثاني . و من العوامل المثيرة للقلق ايضا اضافة اليورو نحو 8 % مقابل الدولار هذا العام مما يضعف الاقبال علي الصادرات الاوروبية في الاسواق العالمية لانها تصبح بذلك اغلي ثمنا . و في هذا الاطار توقعت " دايملر كرايسلر " اكبر منتجي الشاحنات الثقيلة في العالم ان يتراجع الطلب العالمي العام القادم بقيادة الولاياتالمتحدة و اوروبا و اليابان . و في نفس السياق توقعت منافستها " مان " ان ينكمش سوقها الرئيسي في اوروبا الي مستوي 2005 بعد ان توسع هذا العام بما لا يقل عن 6 % .