[email protected] بدرجة كبيرة يمكن القول إن مؤتمر اندماج تكنولوجيا الإعلام والاتصالات الذي نظمته مؤخرا وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نجح بدرجة كبيرة في تحقيق أهدافه وذلك نتيجة الإعداد الجيد لجميع الموضوعات التي ركز عليها المؤتمر ناهيك عن الدعم السياسي علي أعلي مستوي من خلال افتتاح الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء للمؤتمر علاوة علي كونه أول مؤتمر يجمع بين العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام. ونتصور أن أهمية الحديث عن التلاحم بين الإعلام وثورة الاتصالات تنبع مما يتيحه هذا الاندماج من إمكانية تعظيم الاستفادة من البنية التكنولوجية وشبكات الاتصالات القائمة بالفعل وهو ما يعني أننا نفتح الباب أمام تنمية عوائد قطاع الاتصالات كذلك يسمح هذا الاندماج إذا ما استطعنا اقتناص الفرصة المتاحة من عودة الريادة للإعلام المصري بجميع صوره "مقروء - مسموع - مرئي" علي مستوي منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال تأهيل وإعداد الكوادر البشرية القادرة علي التعامل مع معطيات وأدوات هذا التلاحم. واستكمالا لحديثنا عن التحديات التي تواجه هذا التلاحم فأن توافر البنية التشريعية لتنظيم هذا السوق المستقبلي يعد بمثابة العمود الفقري الذي يضمن للأطراف حماية حقوقهم مع ضمان حصول المستخدم علي خدمات متميزة تتناسب مع القيمة المالية التي سيتحملها ومن ثمة فأن المشروع الذي تقوم حاليا بإعداده وزارة الإعلام من المهم عرضه علي العاملين في صناعة المحتوي الرقمي وشركات الاتصالات حتي لا نفاجئ فيما بعد عند التنفيذ بوجد أوجه تعارض كثيرة بين الطرفين مشغلي شبكات الاتصالات والعاملين في مجال الإعلام. نعتقد أيضا أن التوسع في قاعدة مستخدمي الإنترنت فائق السرعة البرود باند يشكل تحديا كبيرا لإنجاح هذا التحالف بين الإعلام والاتصالات فبدون توفير الأدوات التكنولوجية المناسبة يصعب الحديث عن كيفية تعظيم الاستفادة من هذه الأدوات وبالتالي فان علي شركات تقديم خدمات الانترنت التوسع في تقديم خدمات البرود باند علي مستوي المحافظات خارج القاهرة الكبري وتقديم أسعار تتناسب مع الإمكانيات المالية للمستخدمين في هذه المحافظات ونأمل أن تظل عملية إعادة هيكلة مبادرة البرود باند الحالية والتي ينتظر اعلانها خلال شهرين أن تستوعب أهمية زيادة قاعدة المستخدمين وتحسين كفاءة التشغيل. كذلك من المهم أن نشير هنا إلي أهمية انتقال شبكات الاتصالات المحمولة الحالية والجديدة للعمل بتقنيات الجيل الثالث للمحمول والتي تسمح لما لديها من إمكانيات فنية بنقل البيانات والصورة والفيديو بمستوي جودة وكفاءة أعلي إذا ما قورنت بالتقنيات المستخدمة حاليا بالرغم من إننا لم نصل بعد لقمة الاستفادة من هذه التقنيات. في النهاية نأمل أن يتم تكرار تنظيم هذا المؤتمر بصورة دورية سنوية ليتيح لجميع الأطراف تبادل الخبرات وإثراء أوجه التعاون الثنائي والاطلاع علي التقنيات الحديثة في مجال الاندماج بين الإعلام وثورة المعلومات والاتصالات.