[email protected] كظاهرة إيجابية تكشف عن نمو الوعي التكنولوجي في المجتمع لاسيما مع قرب بدء موسم الإجازات الصيفية للطلبة يرغب كثير من الآباء في إلحاق أبنائهم بدورات تدريبية في مجال تكنولوجيا المعلومات إلا أن السؤال الذي يطرحه أغلب الآباء يدور حول كيفية الحصول علي هذه الدورات المتخصصة بالشكل الصحيح . ويتزامن ذلك مع قيام العديد من المراكز وشركات التدريب علي برامج تكنولوجيا المعلومات بالإعلان عن تقديم شهادات وبرامج تدريبية مجانية أو بمقابل مادي بسيط جدا لا يتناسب مع طبيعة تلك الشهادات العالمية حيث يتم الإعلان في الصحف ومواقع الإنترنت مما يضع الراغبين في التدريب في حيرة من أمرهم ويجعلهم يتساءلون عن مدي مصداقية هذه الشهادات. ونعتقد أن موضوع التدريب التكنولوجيا أصبح عنصرا أساسيا تحرص عليه كافة كيانات العمل الاهلي والاجتماعي بل والمؤسسات الأمر الذي يؤكد أن هناك سوقاً ضخما يتزايد بشكل مستمر ويحتاج الي وضع آليات تنظيم العمل به ووضع مواصفات للجهات العاملة في مجال التدريب التكنولوجي وإشراف علي الشهادات التدريبية التي يتم منحها للمتدربين . وإذا لم نكن مخطئين فان الموافقة علي إقامة مراكز التدريب تكون عادة من اختصاص وزارة التربية والتعليم حيث نجد أن أغلب المراكز تكون عادة مخصصة لتقديم دورات تدريبية في اللغات الأجنبية ثم ما تلبث أن تدمج معها نشاط التدريب التكنولوجي باعتباره الأكثر طلبا في الوقت الحالي وذلك كما أشرنا سابقا ظاهرة مجتمعية إيجابية تكشف عن نمو الوعي التكنولوجي ولكن المهم هو كيف يمكن توظيفها بالشكل الصحيح بما يضمن التأهيل الجيد للمتدربين دون الدخول في تنافس سعري بين تلك المراكز علي حساب كفاءة وجودة عملية التدريب نفسها. ومن ثم نتطلع الي قيام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدور ملموس في وضع مواصفات فنية وتقنية وبشرية لاي مركز تدريب يرغب في تقديم خدمات تأهيل الموارد البشرية تكنولوجيا حتي لا نفاجأ فيما بعد بظهور جيل من أصحاب الشهادات التكنولوجية المعتمدة من بعض المراكز إلا انهم أنصاف مؤهلين وفي حاجة ماسة لاعادة تدريبهم مرة أخري لتلبية احتياجات سوق العمل وبالتالي يكون هناك نوع من ازدواجية الإنفاق والمجهود وضياع الوقت . لا نريد أن يفهم البعض أننا نهاجم فكرة توسع وانتشار مراكز التدريب في مجال برامج الكمبيوتر بل علي العكس نحن نشجع علي ذلك حتي يحصل كل مواطن علي حقه في التعامل مع التكنولوجيا إلا إننا نتصور انه حان الوقت لتنظيم عمل هذه المراكز حتي لا يؤثر الغث منها علي السمين ويكون الخاسر هو صناعة تكنولوجيا المعلومات والتي تعتمد علي الكوادر البشرية المؤهلة في المقام الأول . كما نأمل أن يكون التنظيم ذاتيا فيما بين مراكز التدريب كأن يتم إنشاء شعبة للتدريب بغرفة البرمجيات التابعة لاتحاد الصناعات تتولي وضع ميثاق عمل لتنظيم وتأهيل مراكز التدريب التكنولوجية .