يأخذ عدد من المثقفين الديمقراطيين علي هذا النوع من الاتفاقيات الثنائية التي تسعي الولاياتالمتحدة لابرامها مع كل دولة عربية علي حدة ان هذه الاتفاقيات التي يقتلها الكونجرس الامريكي بحثا ويشارك في اعداد شروطها البرلمانيون الامريكيون بعد عرضها علي ممثلي الشركات الامريكية العملاقة لتحسين شروط التفاوض الامريكي يجري تمريرها في بلداننا العربية بسرعة شديدة دون ان تأخذ حقها من الفحص والمناقشة من قبل المتخصصين او البرلمانيين ناهيك عن المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار الديمقراطي بشأنها وهنا لا نجد اعتراضا امريكيا علي الممارسة غير الديمقراطية وهي الورقة التي تلوح بها واشنطن للتخويف في وجه اية حكومة صديقة تتململ من شروط الاذعان الامريكية بل ان هذه الديمقراطية الامريكية المزعومة لا وجود حقيقيا لها حتي داخل المجتمع الامريكي فمناقشة هذه الاتفاقيات والتشاور فيها يتم مع الشركات الاحتكارية الكبري التي ستصب هذه الاتفاقيات بالأساس لصالحها اكثر منها في صالح المواطن الامريكي العادي. اتفاقيات "مزعومة" ولعل فيما يقوله المفكر الامريكي "نعوم تشومسكي" توضيحا لما نقول حيث وصف هذه الاتفاقيات في حوار صحفي معه بانها اتفاقيات مزعومة وانها ليست اتفاقيات ولكنها معاهدات مؤسسة من داخل هذا الاطار للعمل خذ مثلا النافتا - وهي مثال صارخ اتفاقية التجارة الحرة في امريكا الشمالية العبارة الوحيدة الصحيحة هي عبارة امريكا الشمالية الاتفاقية فعلا تتعلق بثلاثة بلاد في امريكا الشمالية اذا ما حسبنا المكسيك من امريكا الشمالية. ما عدا تلك العبارة فكل شيء هو زيف انها ليست اتفاقية حول التجارة الحرة انها اتفاقية شديدة الحمائية ويضيف تشومسكي: علي سبيل المثال معاهدة في الولاياتالمتحدة تتطلب اخذ رأي الحركة العمالية بجدية في اي اتفاقية اقتصادية دولية تؤثر علي العمال حسنا الحركة العمالية ام يبلغها احد حتي بذلك اعني ان هناك مجلسا عماليا استشاريا مسئول عن مثل هذه الاشياء اعتقد انهم قد ابلغوا باعطائهم نص الاتفاقية قبل التوقيع بأربع وعشرين ساعة لقد لوث كلينتون حقا سمعة الديموقراطية والحريات هذا الامر لم تخرج به تقارير ولم يسمع عنه احد علي الرغم من ذلك مجلس العمال الاستشاري بهذا الوقت المحدود كان قادرا علي دراسة الموضوع وطرح اقتراحا بناءا وشديد التفصيل من اكل اتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية ولكنه اقتراح بدلا من ان يتم توجيهة من اجل الاجور المنخفضة والنمو المنخفض والارباح الوفيرة في المستقبل كما وصفوه بشكل صحيح كان اقتراحا موجها نحو اجور عالية ونسبة نمو عالية واشكال اكثر مساواة من التكامل الدولي وتم عرض هذا الاقتراح وظهر ان هذا اقتراحهم هذا كان مماثلا جدا للاقتراح الذي قدم في نفس الوقت من مكتب ابحاث الكونجرس ومكتب التقييم الفني لم تخرج انباء عن كل ذلك انا اعني حتي يومنا هذا لا احد يعرف شيئا عن ذلك اكثر من عشر سنوات مرت علي ذلك مجرد انهم كبتوا الاشياء اعني ان الحركة العمالية ناقشت ولكن الاقتراحات الجادة التي تخرج مباشرة من الحركة الجماهيرية مثل الحركة العمالية وحتي مكتب ابحاث الكونجرس فهي خارج اجندتهم وتعتبر اتفاقية نافتا النموذج الذي تسير عليه امريكا في اتفاقياتها مع الدول الاخري كما يقول صحفي متخصص بشئون التجارة والاقتصاد بواشنطن وهو ايضا محرر التجارة العالمية والمال بوكالة انباء ibs تتعمد بنود الاتفاقية اهمال العمال وظروفهم فعلي سبيل المثال تقوم الشركات الكبيرة بنقل المشروعات والوظائف من الدول التي تدفع مرتبات كبيرة الي الدول التي تدفع مرتبات اقل حيث الانتاج سيكون ارخص للشركات الدولية التي لا تهتم بوضع الاتحادات العمالية او حقوق العمال بل تهتم بالارباح ويعرف هذا النمط من نقل الشركات والمصانع الي الدول الارخص باسم السباق الي القاع ويدلل علي ان وظائف اتفاقات التجارة الحرة لا تدوم الا لسنوات قليلة بأن معظم المصانع التي فتحت في مناطق تسمي الماكيلادورا بالمكسيك وهي تشبه مناطق الكويز المصرية الاسرائيلية تحت بنود نافتا نقلت مصانعها الي الصين والهند حيث العمالة ارخص وعادت مشكلة البطالة الي حالها اما بالنسبة للاردن فعلي الرغم من الادعاء بنجاح نموذج المناطق الصناعية المؤهلة الكويز الذي استحدثته في اتفاق التجارة بين الاردن واسرائيل لان اكثر من 35 الف فرصة عمل توافرت داخل المناطق الصناعية المؤهلة في الاردن خلال السنوات القليلة الماضية فإن مراجعة اقتصادية لاوضاع الاردن صدرت عن البنك الدولي في سبتمبر 2004 قالت ان النمو الاقتصادي الاخير لم يترجم الي زيادة متساوية في توفير فرص العمل او تقليل الفقر واضاف البنك: ما زالت معدلات البطالة عند نسبة 15% ونسبة العمل في وظائف اقل من المؤهلات مرتفعة وبقيت بؤر الفقر المدقع علي حالها.