كوريا الجنوبية واليابان اثنتان من الدول ذات الاقتصادات الكبري في شرق اَسيا، وتضمهما علاقات اقتصادية مميزة وتاريخية أيضا، إلا أن النزاع بينهما علي جزيرة دوكودو ذات الثروات الطبيعية يعكر صفو هذه العلاقات، فاليابان تدعي أن هذه الجزيرة حق لها منذ احتلتها خلال الحرب الروسية اليابانية، واستخدمتها من أجل تدشين قواتها العسكرية إبان فترة هذه الحرب ووضعت فيها برجا للمراقبة وكابلات كهربائية ومعدات عسكرية خلال فترة حكم الكولونيل "بنسولا" الذي استمر 35 عاما في كوريا. وترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية من خلال عضويتهما في تجمع دول الاَسيان والباسفيك "إيبك" وبينهما أيضا منطقة تجارة خاصة واتفاقات تجارية. وبنوع من الدبلوماسية العالية والحكمة السياسية دعا الرئيس الكوري اليابان لأن تصحح علاقاتها التاريخية والسياسية الطويلة مع بلاده بإعادة الجزيرة لكوريا، وقال في خطاب أذاعه التليفزيون الرسمي الكوري: كوريا أرضنا.. إنها ليست مجرد جزء من اقليمنا لكنها التربة المهمة لتاريخنا حيث شهدت 40 عاما من التاريخ المؤلم والمحفور بكل زهاء. والجزيرة ضمت لليابان خلال اغتصابها للأراضي الكورية في عهد بنسولا، والحرب اليابانية كانت عدوانا من الامبراطورية اليابانية لتأمين سيطرتها علي كوريا في عهد بنسولا. وتدعي اليابان حاليا أن الجزيرة حق لها، لكن الرئيس الكوري "روه موه هيون" طالب اليابان باتخاذ الإجراء المناسب لعودة الجزيرة لصاحبها. ويضيف الرئيس الكوري أن اليابان شوهت التاريخ في كتبها عن تلك الحقبة مؤكدا أن حكومته ستعطي اهتماما كبيرا لموضوع جزيرة دوكودو وأن تشويهها للتاريخ لن يمحي موضوع دوكودو الذي سيظل مسجلا في العلاقات التاريخية بين كوريا واليابان وأن تاريخنا سنكتبه برؤيتنا باستقلالية وحيادية. ويستطرد: سوف نستخدم كل السبل الضرورية للوصول لتسوية موضوع دوكودو مهما كانت التضحيات والتكاليف، ولاشك أن الدولتين تلعبان دورا مهما في الاقتصاد الاَسيوي والعالمي، إذ تحتل اليابان المرتبة الثالثة في الاقتصاد العالمي، والثانية في اَسيا بينما تعتبر كوريا معجزة شرق اَسيا الاقتصادية بعد تقدمها التقني والاقتصادي ومشاركتها اليابان في تنظيم بطولة كأس العالم عام 2002. ويشير مكتب "تشيونج وا داي" وهو مقر الرئاسة الكوري في بيان أصدره مؤخرا واعتبره كرسالة خاصة للشعب الكوري واليابان والعالم للمناداة بتكاتف الرأي العام العالمي نحو الشرعية وتصحيح التاريخ وعودة جزيرة دوكودو إلي كوريا كجزء من استقلال كوريا عام ،1945 ومع ذلك فإن اليابان مازالت مستمرة في الإدعاء بأن دوكودو حق اقليمي لها لأنها احتلتها خلال عهد الكولونيل وقيامها بالعدوان علي جزر كورية خلال فترة حكم الكولونيل، ولم تلجأ إلي أي تسوية مع كوريا بشأن الجزيرة. الحكومة اليابانية من جانبها طبقت خطة لربط الجزيرة بالخطوط الملاحية عبر المياه التابعة للمنطقة الاقتصادية الكورية E.Z. وتري كوريا أن ذلك يخل بحدود المنطقة الاقتصادية في بحر الشرق، وتسعي كوريا لإعادة تسجيل الاسماء الكورية وفق الملامح الجغرافية المميزة لقاع بحر الشرق. ومن منطلق اقتصادي وسياسي فإن الرسالة الخاصة التي وجهها الرئيس الكوري الجنوبي روه موه ميون تأتي كواحدة من الطرق النشطة كما يقول لإقناع وجذب الرأي العام العالمي والشعب الياباني نحو إعادة تسوية المشكلات التاريخية بينهما بسلوك أخلاقي قائم علي الحقيقة، كما أن كوريا سوف تستمر في استخدام حقوقها القانونية والشرعية نحو الجزيرة، وهي علي ثقة في أن الشعب الياباني لديه حس عام وقدرة علي تجاوز هذه المشكلة.