تحقق للعمال خلال نصف القرن الماضي مكاسب ضخمة سواء بالنسبة للاجور او الرعاية الصحية والاجتماعية وايضا المعاشات التي اصبحت السند والحائط المتين للحماية في الشيخوخة.. ولا أحد يمكنه انكار دور العامل في النهضة الصناعية والانتاجية.. واذا كان قد حدث بعض القصور في مؤسسات او شركات ونجم عن ذلك خسائر فيها فانها كانت محدودة وامكن التغلب عليها وتصحيح اوضاعها، اما التي اصابها الخلل والخسائر الضخمة، فان الافضل هو تصفيتها. المهم ان القاعدة العمالية في مصر هي الدرع الواقية من استمرار النزيف لهدر العملة الصعبة، وبالتالي فان الانسان القادر علي العطاء ثروة لا تقدر بثمن، وطوال السنوات الماضية امكن لمصر ان يكون لها رصيد ضخم من العمالة الماهرة بل النادرة؛ وهو ما ساعد علي جذب المليارات للاستثمار علي ارض مصر المحروسة بابنائها المخلصين، ورغم ظهور بعض الطفيليات من الضاَلين الذين يحاولون اغتيال الامن والامال فان المجتمع المصري بنسيجه المتماسك سرعان ما يقضي علي هؤلاء الموتورين؛ من أجل مواصلة البناء. وإذا كانت مصر قد احتفلت أمس بعيد العمال، فإن هذه المناسبة من شأنها أن تؤكد أن العمل حق وواجب لكل من يعيش علي هذه الأرض الطيبة من أجل توفير حياة أفضل لكل مواطن. تحية لكل عامل يقف خلف الآلة لتشغيلها من زيادة الانتاج.. وتحية لكل فني يستخدم المعدات من اجل التصنيع وتحية قبل ذلك لمن حرروا العمال من سطوة اصحاب الاعمال الذين كانوا يعتبرونهم تروسا في الماكنات. وتحية ايضا لكل عامل زراعي يمسك بيده الفأس من اجل العمل علي رعاية وزيادة انتاج الارض الطيبة. *** * لن ينسي التاريخ ان عمال مدينة شيكاغو الذين تظاهروا لتحديد يوم العمل بثماني ساعات يومي 3 و4 مايو من عام 1886 تعرضوا لقمع القوات الامريكية وقتل منهم مائتا عامل واعتقل قادتهم وحكم بالاعدام علي ثمانية وسجن الباقي. * ولن ينسي التاريخ مقولة "اوجست سبايس" النقابي الامريكي التي اطلقها يوم اعدامه: "سيأتي اليوم الذي يصبح فيه صمتنا في القبور اعلي من اصواتنا". وعيد العمال اليوم هو بمثابة الصيحة المدوية لتحقيق ما قاله "سبايس".