[email protected] باتت السياحة المصرية في كابوس لا ينتهي وكأن قدر هذا القطاع والذي يعد أكبر القطاعات المستوعبة للعمالة ويولد نحو 7 مليارات دولار سنويا ويجذب 8.5 مليون سائح هو تحمل حماقة أفكار البعض من أبناء هذا الوطن وخيانتهم لحقوقه وتنفيذ بعض المخططات الإرهابية الخارجية التي تسعي للنيل من بلدنا حتي نظل مكتوفي الايدي وفي حالة انشغال دائم بمعالجة الكوارث التي تنجم عن مثل هذه الأعمال الإرهابية "طابا والقاهرة ثم شرم الشيخ وأخير مدينة دهب". تذكرت وأنا أتابع تفاصيل هذا الحادث المأسوي الخسيس عبر شاشات التلفاز ما كنت شاهد عيان عليه أثناء تواجدي في فندق جراند حياة بالعاصمة الأردنية عمان في العام الماضي وقيام بعض المتطرفين الإرهابيين بتفجير انفسهم في الفندق مما أدي إلي وقوع العديد من الضحايا والمصابين الأبرياء دون أن يرتكبوا اي ذنب ويبدو أن هذا الفكر المتطرف لم يعد يفرق في تعطشه للدماء بين بني البشر فالهدف من هذه العمليات الإجرامية هو إيقاع أكبر الخسائر في الأرواح ويا له من هدف حقير سيقذف بصاحبه إن شاء الله إلي قاع جهنم وليس كما يعتقد منفذو هذه العمليات الإرهابية أنهم سيكونون شهداء فمن أين تأتي مرتبة الشهادة وهم يزهقون الأرواح بدون حق ! وقد نجحت أجهزة الإعلام الوطنية وخاصة قناة النيل للأخبار والفضائية في سرعة البث المرئي من موقع الحادث وتقديم الحقائق الخاصة بتفجيرات دهب الإرهابية حتي أنها سبقت بالفعل جميع مواقع الانترنت الخبرية وأصبح التليفزيون مصدرا رئيسيا للمعلومات لكثير من القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية وساهمت بصورة كبيرة في توضيح مدي بشاعة الصورة لدي كثير من المواطنين والذين باتوا يكرهون وينبذون هذه العمليات بجميع أشكالها علاوة علي أنهم أصبحوا أكثر تفاعلا مع الأحداث وعلي استعداد لتقديم كل ما تحتاج إليه أجهزة الصحة والأمن حيث يمكن القول بأن تكرار هذه العمليات الإرهابية ساعد علي تقارب وتوحد أكبر بين المواطن وأجهزة الحكومة. نعتقد أنه من المهم استثمار هذا الشعور الوطني المتنامي بين أبناء الوطن الواحد بضرورة بتر الإرهاب في وضع نواة أساسية لبناء برنامج تكنولوجي لمعالجة الآثار الناجمة عن اي أزمة لضمان عدم تحولها إلي كارثة علي غرار كارثة العبارة السلام 98 بحيث يتيح هذا البرنامج وبصورة فورية الوسائل المتاحة والبديلة لمعالجة الأزمة أمام جميع الأجهزة الحكومية والشعبية المعنية عند حدوث أي أزمة وبما يضمن معالجة آثار هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن وبصورة كاملة . وليس المقصود بمعالجة الأزمة مجرد إزالة آثار هذه العملية ونقل المصابين للمستشفيات وتحديد هوية المتوفين وإنما القيام بمتابعة جميع المتضررين من هذه الأحداث والذين تكون معاناتهم أشد وأكبر وفي حاجة ماسة لوجود من يقدم لهم يد العون ولا يشترط أن تكون الأمور المادية فقط وإنما العديد من الأمور لعل أهمها إعادة التأهيل النفسي للبعض والتي ربما تستغرق شهوراً حتي يعود هؤلاء إلي طبيعتهم. كما نتساءل حول إمكانية استخراج بطاقات الكترونية ذكية لجميع العاملين في المنطقة السياحية والأثرية بحيث يصعب من مهمة وصول هؤلاء الإرهابيين إلي هذه الأماكن من خلال وضع ماكينات متخصصة علي جميع المعابر مع إقامة علاقات مع قبائل وبدو سيناء كمواطنين مصريين يهمهم الحفاظ علي أمن واستقرار وطنهم مصر والحيلولة دون تسرب الإرهابيين من المناطق الجبلية عبر الحدود مع بعض الدول المجاورة.