مع حلول عيدها الوطني في الثالث من مايو المقبل الذي يوافق ذكري الاستقلال وما يسمي بيوم "الدستور" تواجه بولندا عدة عراقيل سياسية واقتصادية في الداخل والخارج وبالتحديد مع الاتحاد الأوروبي الذي انضمت لعضويته منذ عامين. وتتمثل المشاكل التي تواجه بولندا في التأقلم مع قوانين الاتحاد الأوروبي والسوق المفتوح الذي من شأنه رفع الأسعار داخل البلاد وغزو السوق البولندي من جميع الأعضاء الاَخرين في الاتحاد. ومنذ أيام فجرت محطة راديو "ماريا" البولندية قضية أموال منحها الاتحاد الأوروبي لبولندا من أجل إتمام سياسة السوق المفتوح والهيكلة الاقتصادية، وبدأت حملة إعلامية ضد الحكومة وحملة نقد من الصحفيين ضد رئيس الوزراء اندريه ليبر الذي كان عضوا في البرلمان من قبل وصنع اسمه من كثرة اشتراكه في مظاهرات الشوارع في التسعينيات، فالبلاد منقسمة علي نفسها، إذ هناك من يطالب باتباع سياسات السوق المفتوح والانفتاح علي الغرب، وهذا الاتجاه يدعمه الرئيس الأسبق ليخ فاونسا زعيم حركة تضامن التي انسلخت تماما عن الانحياز للاتحاد السوفييتي وتصدت للشيوعية والاشتراكية. وهناك من يرفضون تلقي أية معونات أو أموال من الرأسماليين في غرب أوروبا والإبقاء علي سياسات الاشتراكية السابقة. وتستخدم الحكومة الجديدة التي تنتمي لحزبي الوسط واليمين وحزب العدالة والقانون PIS سياسة وسطية لأنها تضم عددا من المؤسسات الاشتراكية السابقة. وقد وعد الرئيس ليخ كيفشانسكي وأخاه التوأم جاروسلو كيفشانسكي بمحاربة الفساد والجريمة والشيوعيين السابقين لأجل بناء "دولة قوية". وقد تم انتخاب حزب وسط اليمين والقانون والعدالة في سبتمبر الماضي ونال 156 مقعدا من إجمالي 460 مقعدا في "السيجم" وهو البرلمان البولندي.. إلا أن الاحتفال بالعيد الوطني لبولندا وما يسمي بيوم الدستور تنتابه عدة تحديات لخفض البطالة والعجز في الموازنة والاستعداد للانضمام لمنطقة اليورو وما يتبعه من ارتفاع للأسعار. ثم تطبيق المعايير الاقتصادية والقانونية للاتحاد الأوروبي وسيادة سياسات السوق المفتوح الذي سيشعل المنافسة مع بقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ومع أن الفلاح البولندي الذي يزرع محصوله في فصل واحد بسبب الجليد تعود علي بيع محصوله للحكومة فإنه اليوم أصبح واحدا من رجال الأعمال يجب أن يجد سوقا لمحصوله، وقد أكد وزير الزراعة البولندي أن التفاح في بلاده ينافس التفاح الأمريكي ويعد الأجود في العالم.. وتخترق منتجات "الاسباجيتي" البولندية الأسواق الإيطالية نفسها كما أن منتجات الجبن والحليب تخترق أسواق الدانمارك وهولندا. لكن الأهم هو الإصلاح السياسي والاقتصادي في المقام الأول كما يقول نائب الرئيس البولندي كيشانسكي، فالاتحاد الأوروبي يملي علينا مباديء قد نأخذ منها ما يصلح لبلادنا فقط.