قبل أسبوع تقريبا أنهت إيران مناورات عسكرية في مياه الخليج قالت انها جربت خلالها انواعا حديثة من الاسلحة والقذائف الذكية التي تستطيع الافلات من مراقبة اشعة الرادار، وكانت المناورة في مجملها رسالة موجهة الي الخلفاء الغربية وخاصة الولاياتالمتحدة من مغبة أي مغامرة عسكرية ضد إيران لن تمر بسهولة وسيكون الرد عليها قاسيا. والواقع أنه بين الحين والآخر تتسرب انباء من مصادر أمريكية وبريطانية واسرائيلية حول ترتيبات عسكرية لتوجيه ضربة اجهاض لبرنامج ايران النووي. وألمح مسئولون امريكيون من بينهم الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس إلي ان الخيار العسكري غير مستبعد وان أعلنوا تمسكهم الي النهاية بالحلول الدبلوماسية. طهران تفسر الانباء التي تتردد حول قصف جوي محتمل لاهداف داخل ايران بانها تدخل في اطار الحرب النفسية، وهذا ما حدث مؤخرا حيث فسرت ايران اخر الانباء التي وردت عن التخطيط لعمليات عسكرية ضدها بانها حرب نفسية، وكانت اسرائيل دائما تستحث الولاياتالمتحدة علي توجيه ضربة اجهاض للبرنامج النووي الايراني وتكاد تكون هي الدولة الوحيدة التي تقول بان البرنامج النووي الايراني بات علي وشك التوصل الي صناعة سلاح في غضون وقت قصير للغاية. ولاشك ان الانباء التي تتردد حول الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران قائمة بالفعل في اطار خطط دائمة وطارئة تقوم بها اجهزة الاستخبارات ووزارة الدفاع الامريكية.. ولا يمكن بأي حال استبعاد وجود هذه الخطط بصورة قاطعة. كما ان الاعلان او تسريب اخبار حول هذه الخطط المنفردة للولايات المتحدة والمشتركة مع حلفائها لاشك انه جزء من حرب نفسية ضد ايران لردعها عن المضي في تحدي المطالب بوقف تخصيب اليورانيوم علي اراضيها. كل ذلك وارد ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه هو هل هناك فعلا قرار بالقيام بضربة عسكرية لاجهاض البرنامج النووي الايراني؟ وهل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها مستعدون لتحمل تبعات شن الحرب المحدودة ضد ايران؟ وبتعبير آخر، هل تقدير المصالح الغربية وخطورة الوضع في ايران علي تلك المصالح يبرر القيام بعمل عسكري؟ وهل تستحق المغامرة الايرانية بتحدي قوي دولية متوترة في الوقت الحالي احتمال نتائج حرب وقائية؟ الخيارات دائما مطروحة حتي يبدأ احد اطراف اللعبة في اغلاق المسارات والاستسلام لفكرة ان الانذارات والشواهد ما هي الا من باب "التهويش" واثارة الفزع.