[email protected] الراوتر مجانا .. الموديم مجانا ... الاشتراك مجانا " لفترة محددة علي سبيل التجربة " ... هذه بعض الشعارات التي بات يمتلئ بها سوق الانترنت فائق السرعة " البرود باند " وذلك بهدف زيادة قاعدة مستخدمي هذه الخدمة والتي لا تزيد حتي الأن علي 100 ألف مشترك علي حين كان من المتوقع أن يصل عدد المشتركين لها إلي نحو مليون مشترك . ولعل من أخطر التحديات التي تواجه سوق خدمات "البرود باند " هو انتشار ما يعرف بالاشتراك المجمع لعدد من المستخدمين في مكان جغرافي واحد بالاعتماد علي اشتراك واحد فقط ومن ثمة تتم إعادة اقتسام سرعة خط الربط بين عدد من المستخدمين الأمر الذي يؤثر سلبيا علي جميع أطراف السوق . فالمشترك نفسه لا يمكنه الحصول علي مزايا خدمات البرود باند من سرعات عالية في الاتصال بالانترنت وتحميل البيانات وبالتالي لا يشعر بالقيمة الحقيقية لهذه الخدمة عند مقارنتها مع خدمة الاتصال ب" الديل أب "وذلك نتيجة لسماحه وتنازله لمستخدم أخر بالاشتراك معه في نفس الخدمة ومن ثم كلما زاد عدد المستخدمين " لنفس الاشتراك " قلت القيمة المضافة الحقيقية لخدمة البرود باند . أما بالنسبة لشركات الانترنت ومقدمي خدمات البرود باند فنتصور أن انتشار نظام الاشتراك الجماعي يؤثر سلبيا وبدرجة كبيرة علي استثمارات هذه الشركات نتيجة انخفاض الطلب علي الخدمة علاوة علي عدم قدرته علي إدارة السوق بصورة جيدة ومعرفة ما هو الحجم الحقيقي لمستخدمي خدمات البرود باند وتحديد معدلات النمو المستقبلية وما يتطلبه ذلك من توافر بنية تحتية مناسبة . وعلي الطرف الأخر نجد أن الأجهزة الحكومية المعنية تقف عاجزة عن القيام بدور ملموس لتنظيم سوق خدمات "البرود باند" فهي من ناحية تسعي لإتاحة خدمات البرود باند وزيادة القاعدة المحلية لمستخدميها " باعتبارها أحد متطلبات سد الفجوة الرقمية وبناء مجتمع المعلومات " وفي نفس الوقت لا تستطيع تجريم عملية إعادة تقسيم خط "البرود باند" من جانب بعض المشتركين الراغبين هذه الخدمة وفي نفس الوقت غير قادرين علي تحمل تكلفة الاشتراك الشهري . وإذا كانت هناك بعض الآراء التي تسعي إلي تجريم عملية اقتسام خدمات " البرود باند " باعتبارها غير قانونية علي غرار ما حدث مع بعض القنوات الفضائية فاننا نعتقد أن هذا الحل لن يستطيع أن يقدم الكثير وأن يحل المشكلة بصورة جذرية وعلينا التعامل مع جوهر هذه المشكلة والمتمثل في ارتفاع عنصر التكلفة بفئات كبيرة من المستخدمين . نتصور أن إعادة النظر في رسوم هذه الخدمة وتخفيضها بصورة كبيرة وفي نفس الوقت تخفيض رسوم الاشتراك الشهري إلي الثلث " بواقع 50 جنيها لسرعة 128 ك/ ث " يمكن أن يكون الحل السحري الذي يسمح لكل مستخدم لخدمة البرود باند بالحصول علي اشتراك خاص به لاسيما وأن هذا المستخدم يقوم بدفع نحو 30 جنيها شهريا مقابل الحصول علي نفس هذه السرعة " عبر نظام تقاسم الخدمة " للحديث بقية ....