عندما تولي كارلوس غصن منصب الرئيس التنفيذي لشركة نيسان موتور عام 1999 وشرع في إنقاذ هذه الشركة من الغرق اضطر إلي سداد 20 مليار دولار من الديون والاستغناء عن 20 ألف عامل لكي تعود نيسان إلي الربحية من جديد.. وكان كثير من المراقبين خاصة اتحادات العمال يخشون أن يلجأ غصن إلي تكرار نفس الخطة مع شركة رينو الفرنسية بالاستغناء عن اَلاف العمال الفرنسيين ولكن الرجل أعلن خطته في فبراير الماضي متجنبا أن يستغني عن أي عدد من العمال وهي خطة طموح مدتها 4 سنوات. ويقول كارلوس غصن لمجلة "تايم" إن رينو ليست في أزمة حرجة مثلما كانت نيسان عندما تولاها عام 1999 ولذلك فقد قرر استخدام أساليب أخري لتحسين أدائها وهو علي ثقة من أن خطته سوف تنجح كما أنه مستعد لتحمل النتائج. والحقيقة أن قادة الشركات الأوروبية يتعاملون بحساسية مع فكرة الاستغناء عن العمال عندما يريدون دعم القدرة التنافسية لشركاتهم.. خصوصا أنهم يواجهون المنافسين القادمين ليس من الولاياتالمتحدة واليابان فحسب وإنما أيضا من الأسواق الناشئة مثل الصين والهند. وفي قطاع صناعة السيارات الأوروبية بوجه خاص يواجه قادة الشركات اختيارات صعبة من أجل المحافظة علي كفاءة هذا القطاع وعلي رأس هذه الاختيارات الصعبة الاستغناء عن العمالة، فشركة ديملر كرايزلر قررت الاستغناء عن 5.14 ألف وظيفة من مصانع مرسيدس وشركة فولكس واجن أعلنت في الشهر الماضي خطة للاستغناء عن 20 ألف عامل ولذلك تأتي خطة كارلوس غصن لإنقاذ رينو خطة متميزة لأنها تعد بنتائج طموح بعيدا عن اَلام خفض التكاليف عن طريق الاستغناء عن العمال. لقد وعد كارلوس غصن بزيادة مبيعات رينو سنويا بمقدار 800 ألف سيارة مع حلول عام 2009.. كما وعد بمضاعفة هامش أرباح العمليات وتحسين جودة الإنتاج وإعادة البريق إلي اسم رينو من جديد.. ويقول غصن 52 عاما إن أهمية درس نيسان تكمن في النتائج وليس في الأساليب وقد درسنا ظروف رينو قبل أن نلتزم بأية نتائج مستقبلية وهدفنا النهائي أن تتحول رينو لتصبح أعلي الشركات الأوروبية ربحية وأكثرها مبيعا في مجال السيارات. والمفارقة أن هذه السياسة سوف تتطلب التوسع خارج السوق الأوروبي.. ومن المعروف أن رينو تأسست عام 1898 وأحبها الفرنسيون بسبب تصميماتها المبتكرة وسياراتها المتينة وهي شركة رابحة حققت في عام 2005 ربحا يبلغ 36.3 مليار يورو وهو ما يجعلها ثالث أكبر شركة سيارات أوروبية.