ظهر تأثير التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال في مجالات عديدة من ابرزها مجال الطب بجميع تخصصاته وانقسم الاطباء الي قسمين الاول اسرع للحاق بالتكنولوجيا الحديثة مؤمنين بأهميتها وباسهاماتها في التشخيص وعلاج المرضي واحترفوا استخدام الكمبيوتر والانترنت والذي اصبح بالنسبة لهم كونصلتو العصر الحديث اما القسم الاخر فمازالوا متشبثين باساليب التشخيص القديمة رافضين فتح باب علي عالم التكنولوجيا علي الرغم من كل اسهاماته الملموسة في عالم الطب. نحن ندعو الفريق الاخر لقراءة هذا التحقيق ربما تتغير اراؤهم... يقول الدكتور محسن سليمان استاذ الامراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة القاهرة انه حرص دائما علي اللحاق بعالم التكنولوجيا للاستفادة منها في مجال عمله علي الرغم من انني انتمي الي الجيل القديم الا انني اجد متعة حقيقية مع التكنولوجيا الحديثة بجميع اشكالها وأجدها عالما ساحرا يستحق الدخول فية فلقد كنت من اوائل اطباء مصر الذين ادخلوا الكمبيوتر في عيادتهم لادخال البيانات المتعلقة بالمرضي كاسمائهم وحالتهم الصحية ووجدت لذلك مردودا رائعا علي عملي فلقد كنت اجلس مع المريض وقتا طويلا لسماع شكواه من البداية علي الرغم من ان مقابلتي له قد لا تكون الاولي فقد يكون اتي الي منذ عدة سنوات ولكن بعد ادخال الكمبيوتر اصبحت استطيع الرجوع اليه للالمام بالتاريخ المرضي مما يساعدني علي ان اشخص المرض بدقة وبسرعة. ويضيف الدكتور محسن ان مجال تخصصي العلمي والمهني يعد من التخصصات الدقيقة في عالم الطب والتي تحتاج الي التدقيق عند الكشف لمعرفة اصل المرض وطبيعته لذا قمت بشراء العديد من الكاميرات لكي التقط صورا للمناطق المصابة في جسم المريض قبل وبعد الشفاء لأتعرف علي طبيعة المرض وشكله عن قرب ولكن معظم الكاميرات كانت تعطيني صورا غير جيدة وكنت استخدم في البداية نظام TIF لفصل الالوان والذي كان معروفا بكثرة اخطائه في عملية الطبع والتحميض حتي ظهرت الكاميرا الرقمية والتي تتمتع بمميزات هائلة منها عدم وجود اخطاء فصورها تخرج كانها حقيقية وقد ساعدتني في اعداد مجلة الجمعية المصرية للامراض الجلدية والتي اقوم برئاستها لانها اعطت للمجلة روحا وساعدتني في شرح الامراض الجلدية لطلبة كلية الطب بطريقة واضحة لم احصل عليها وانا طالب. ولقد قمت بعد ذلك بشراء جهاز DATA SHOW المتصل بالكمبيوتر لكي اعرض من خلالة محاضراتي علي الطلبة داخل قاعة المحاضرات لاني اسهل في استخدامة بالمقارنة مع الشرائح التي كانت تعرض بواسطة جهاز كبير كما انني حريص علي ان احفظ محاضرتي وصوري العلمية علي CD بدلا من الورق. ويقول دكتور محسن انه منذ ظهور الانترنت كوسيلة لنقل المعلومات وانا مواظب علي تصفح الشبكة لمدة ساعتين يوميا لزيارة المواقع المتعلقة بالامراض الجلدية وانضم الي غرف الدردشة مع اساتذة من جميع انحاء العالم ينتمون لنفس تخصصي العلمي كي نتشاور في الحالات التي تعرض علينا و نستطيع الان ان نطلق علي الانترنت كونصلتو العصر ولقد لاحظت خلال تواجدي داخل غرف الدردشة غيابا كبيرا لاطباء الامراض الجلدية في مصر علي الرغم من عددهم الكبير الذي تجاوز 1860 طبيبا واتساءل لماذا لا يهتمون بتبادل الخبرات عبر الانترنت. ويقول الدكتور حسام بدراوي استاذ امراض النساء والولادة بكلية طب القصر العيني لقد كان للكمبيوتر بالغ الاثر في مساعدتي علي معرفة اي معلومة اريد الحصول عليها فهو سريع ودقيق كما انه ساعدني علي تنظيم محاضراتي التي وضعتها علي cd وجعلني اكثر ارتباطا وتفاعلا مع الطلبة من خلال اتصالهم بي عبر شبكة الانترنت كما ان للانترنت الفضل في تذكيري بمواعيد المؤتمرات العلمية المتعلقة بمجال تخصصي الطبي بالاضافة الي انه قام بتحسين قدراتي اللغوية في الكتابة ولم يعد لي حاجة الي استخدام سكرتارية فانا الذي اقوم بكتابة كل ابحاثي ومواضيعي بنفسي علي الكمبيوتر. ويشير دكتور حسام الي ان تكنولوجيا الانترنت اصبحت شيئا حيويا بالنسبة له وانه من هواة تصفح المواقع المتعلقة بمجال امراض النساء والولادة والمجالات العلمية المنشورة علي الشبكة لانه تمده باخر المستجدات العلمية والطبية وتطلعه علي اهم برامج الكمبيوتر التي يستخدمها اطباء النساء والولادة في جميع انحاء العالم. سفينة ابحار اما الدكتورة مديحة خطاب عميد كلية طب القصر العيني فتقول اثناء عملي كطبيبة بمستشفي القصر العيني اتابع كل ما يحدث داخل اروقة المستشفي وانا جالسة في مكتبي وذلك بمساعدة شبكة الاتصالات التي تربطني بكل اجزاء المستشفي حيث يمكنني بلمسة واحدة علي الكمبيوتر ان اطمئن علي سير العمل في الصيدلية وعدد الاسرة الشاغرة ويمكنني متابعة حالات المرضي واعرف عددهم وما يعانون منه دون الحاجة الي المرور علي الاقسام.