بمراقبة حركة هبوط وصعود أسعار الأسهم في وول ستريت خلال السنوات الأخيرة سنلاحظ أن كثيرا من الشركات الأمريكية الكبري تعد من الشركات الخاسرة.. فخلال السنوات الخمس الأخيرة هبط سعر سهم جنرال موتورز بنسبة 63% وسعر سهم جنرال اليكتريك بنسبة 21% وفايزر بنسبة 37%.. وسنلاحظ أن صناديق الاستثمار الأمريكية راحت تهرب من أسهم وسندات هذه الشركات باحثة عن الأرباح في الأسواق الناشئة.. ويعد صندوق الاستثمار ماجلان هو أحدث صندوق يترك أسهم شركات مثل مايكروسوفت وألتريا وAT&T ويقتني أسهم شركات الأسواق الناشئة.. باختصار، فقد صارت وول ستريت تثق في الشركات التركية أكثر من ثقتها في جنرال اليكتريك. وتقول مجلة "نيوزويك" إن هذا قد يبدو أمرا طبيعيا علي أساس أن البورصة بطبيعتها كائن دوري وأن هبوط أسهم الشركات الكبري التي تزيد إيراداتها علي 10 مليارات دولار هو ظاهرة مؤقتة.. وهناك بالفعل من المراقبين من يتوقع أن يكون العام الحالي هو عام عودة أسعار أسهم الشركات الكبري إلي الصعود مرة أخري.. ولكن هذه التوقعات للأسف توقعات متكررة ولا تتحقق علي الرغم من معدل النمو الجيد الذي يحققه الاقتصاد الأمريكي، ونحن بإزاء سوق هابطة بالنسبة للعديد من الشركات الأمريكية العملاقة مثل جنرال اليكتريك وول مارت.. ويري اندرو كلارك المحلل في صندوق الاستثمار تراكر ليبير أن الشركات الكبري لاتزال في مرحلة التعافي من السوق الهابطة وهي مرحلة طالت أكثر مما هو متوقع. ولعلنا نتذكر أن انفجار فقاعة شركات التكنولوجيا عام 2000 أثر في المقام الأول علي أسعار أسهم الشركات الكبري وليس الشركات الصاعدة.. ومنذ ذلك التاريخ والشركات الكبري تكاد تراوح في مكانها ولكن أسعار أسهمها بدأت تصعد أخيرا بمعدل 2% سنويا وهي نسبة صعود تعادل 20% من معدلات صعود أسعار أسهم الشركات الصغيرة وحتي الاَن لم تسترد أسهم الشركات الكبري قيمتها التي كانت عليها قبل الفقاعة، فلو أنك وضعت 10 اَلاف دولار في أسهم الشركات الكبري عام 1999 فإن قيمتها الاَن لن تتجاوز ال 7388 دولارا حسب أرقام صندوق الاستثمار تراكر ليبير، أما أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة فقد استعوضت ما فقدته منذ عام 2001/2002. ويري جوزيف ميلانو مدير المحفظة في صندوق الاستثمار نيو أمريكا جروث فوند أن المستثمرين بحاجة إلي ما يكسر سلسلة الأنباء السيئة التي تتردد عن الاقتصاد العالمي حتي يستعيدوا ثقتهم في الشركات الأمريكية الكبري التي صار لها وجود في كل الأسواق العالمية تقريبا. لقد كان هناك نبأ سييء مدو سنويا منذ عام 2001 ابتداء من حادث 11 سبتمبر الإرهابي الشهير ثم الركود ثم الحرب في العراق وأفغانستان ثم الارتفاع في أسعار الفائدة.. وهناك محللون اَخرون يرون أن تباطؤ نمو أوروبا واليابان بالمقارنة مع الولاياتالمتحدة يؤثر سلبيا علي الشركات الكبري أكثر من تأثيره علي الشركات الصغيرة التي تركز علي السوق الأمريكي وحده.