مازال فقراء وبسطاء مصر هم الحائط المائل الذي تتحدث الحكومة كل يوم عنهم كأنهم سبب كل المشاكل فهم اصحاب الدعم.. وهم السبب في زيادة السكان.. وهم سكان العشوائيات وما فيها من كوارث وهم ايضا السبب في انتشار الجريمة.. وفي المقابل فان علي هؤلاء ان يدفعوا الثمن دائما وخلال الفترة الاخيرة ودفع هؤلاء الثمن غاليا في ثلاث مناسبات غير سارة.. كانت المناسبة الاولي عندما غرق منهم الف شخص مرة واحدة في عبارة السلام 98.. وكانت المناسبة الثانية عندما انتشرت اجهزة الدولة في العشش والمحلات الخاصة بهم تطارد انفلونزا الطيور.. وكانت المناسبة الثالثة عندما اطاحت البورصة بما بقي لديهم من مدخرات.. ثلاث وقائع واضحة تؤكد ان هذه الفئة من المجتمع تلاحقهم الازمات واللعنات والمشاكل.. ان وراء الكارثة الاولي كارثة العبارة الغارقة حالة الجشع التي اصابت رجال الاعمال علي حساب الغلابة حتي ولو حملت العبارة فوق طاقتها وغرقت.. وهي تعكس فكر هؤلاء الذين جمعوا المال بلا حساب او ضمير او مجرد التفكير في هؤلاء الغلابة.. وفي الكارثة الثانية كان كل تفكير الحكومة وهي تواجه مشكلة انفلونزا الطيور كيف تواجه الوباء دون ان تفكر في حجم الخسائر او الضحايا من اصحاب العشش والدكاكين.. وفي الكارثة الثالثة كان المستثمرون الصغار هم ضحية لعبة قذره في البورصة هبطت باسعار الاسهم واضطرت هؤلاء المساكين ان يخرجوا منها بعد ان فقدو تحويشة العمر.. الكارثة الاولي سببها الجشع والكارثة الثانية سببها غياب العدالة والكارثة الثالثة سببها التحايل وعدم المصداقية.. وهذا يعني ان المجتمع قد انقسم الان الي مجموعة قليلة من الاغنياء يطاردون المجتمع كله ويحصلون علي المال باي وسيلة ابتداء بالقتل في العبارة وانتهاء بالانهيار في البورصة.. والغريب ان ذلك كله واضح ومعروف ويتم امام الجميع وان الحكومة تعرف ذلك ولا تخفيه لانها قدمت الحماية لصاحب العبارة وهي التي واجهت اصحاب العشش والدكاكين وهي التي تعرف ماذا يجري في البورصة والايادي الخفية التي تلعب فيها واذا كانت لاتعرف ذلك كله فهذه هي الكارثة الاكبر.