«تطوير التعليم بالوزراء» يعلن اعتماد أول 3 معامل لغات دولية    "علوم جنوب الوادي" تنظم ندوة عن مكافحة الفساد    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    16 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    الذهب يتراجع من أعلى مستوياته في شهرين وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    وزير الإسكان من مؤتمر أخبار اليوم العقاري: ندعم الصناعات المرتبطة بالقطاع لتقليل الاستيراد    تداول 9 آلاف طن بضائع و573 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    إغلاق السفارة الأمريكية في إسرائيل بسبب القصف الإيراني    مراسلة القاهرة الإخبارية: صواريخ إيران تصل السفارة الأمريكية فى تل أبيب.. فيديو    لاعب بورتو: الأهلي وإنتر ميامي خصمان قويان.. وسنقاتل حتى النهاية    صباحك أوروبي.. صدام في مدريد.. إنجلترا المحبطة.. وتعليق كومباني    بالمواعيد.. جدول مباريات ريال مدريد في كأس العالم للأندية 2025    مواعيد مباريات اليوم.. تشيلسي مع لوس أنجلوس والترجي أمام فلامينجو بمونديال الأندية    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    سقوط مروع لمسن داخل بئر بمصعد بعقار في «الهرم»    وزارة التعليم: ليس ضرورياً حصول الطالب على نفس رقم نموذج الأسئلة بالثانوية    رياح وأتربة وحرارة مرتفعة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الاثنين    تحرير 533 مخالفة لعدم ارتداء «الخوذة» وسحب 879 رخصة خلال 24 ساعة    إصابة شخصين إثر انقلاب دراجة نارية بمدينة 6 أكتوبر    خلافات زوجية في الحلقة الثالثة من «فات الميعاد»    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    صيف 2025 .. علامات تدل على إصابتك بالجفاف في الطقس الحار    إصدار 19.9 مليون قرار علاج مميكن من خلال التأمين الصحي خلال عام    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    تفاصيل إنقاذ مريض كاد أن يفقد حياته بسبب خراج ضرس في مستشفي شربين بالدقهلية    تنسيق الجامعات.. اكتشف برنامج فن الموسيقى (Music Art) بكلية التربية الموسيقية بالزمالك    مدير جديد لإدارة مراقبة المخزون السلعي بجامعة قناة السويس    إعلام إسرائيلي: إيران أطلقت 370 صاروخا وأكثر من 100 مسيرة منذ بداية الحرب    مستشار الرئيس للصحة: مصر سوق كبيرة للاستثمار في الصحة مع وجود 110 ملايين مواطن وسياحة علاجية    سفير أمريكا بإسرائيل: ارتجاجات ناتجة عن صاروخ إيراني تلحق أضرارا طفيفة بالقنصلية الأمريكية    الميزان لا يزال في شنطة السيارة.. محافظ الدقهلية يستوقف نقل محملة بأنابيب الغاز للتأكد من وزنها    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    ب الكتب أمام اللجان.. توافد طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية لأداء امتحان "النحو"    السيطرة على حريق داخل شقة سكنية بسوهاج دون إصابات    يسرائيل كاتس: علي خامنئي تحول إلى قاتل جبان.. وسكان طهران سيدفعون الثمن قريبا    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    سعر جرام الذهب ببداية تعاملات اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    منتخب السعودية يستهل مشواره في الكأس الذهبية بالفوز على هاييتي بهدف    إيران: مقتل 224 مواطنا على الأقل منذ بدء هجمات إسرائيل يوم الجمعة    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    الأمن الإيراني يطارد سيارة تابعة للموساد الإسرائيلي وسط إطلاق نار| فيديو    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    تفاصيل اللحظات الأخيرة في واقعة شهيد بنزينة العاشر من رمضان    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطة الذكية‏..‏ في التركيبة النكدية‏!‏

فجأة وعلي حين غفلة‏..‏ انتفض التليفون الأرضي في منزلي وصحا من غفوته التي طالت واستطالت‏..‏ ودق جرسا طويلا طويلا كأنه جرس إنذار أو جرس إسعاف أو جرس حريق‏. ليوقظني من شوارد النوم ونواعس الراحة بعد ليلة قلقة قلوقة‏.‏ قال من أيقظني بصوت ابن العاشرة‏:‏ معلهش يا عمو‏..‏ أنا أحمد اللي اتكلمت عليه في مقالتك ووصفتني بالتلميذ الذي لا يكذب‏!‏
قلت‏:‏ أهلا يا أحمد‏..‏
قال‏:‏ أنا آسف‏..‏ أصل ماعنديش موبايل زي بقية العيال في بلدنا‏..‏
قلت‏:‏ موش أنت اللي قلبت الدنيا في جهاز التعليم في بلدنا كلها‏..‏ ويمكن كمان كنت السبب في إقصاء وزير للتعليم ومجيء وزير تعليم جديد‏..‏ بعدما كشفت المستور والمستخبي في انهيار العملية التعليمية كلها‏..‏ وقلت عن مهازل الغش في الامتحانات‏+‏ ضرب التلاميذ عمال علي بطال بسبب ودون سبب‏+‏ إجبارهم يوماتي علي الدروس الخصوصية‏!‏
قال‏:‏ أيوه وأمي كانت بتستلف من الجيران ثمن الدروس لأن ما معاهاش أل خمسين جنيه ثمن الحصة الواحدة‏..‏ ده غير الشتيمة اللي بتنزل يوماتي علي رأس كل تلميذ في المدرسة القذرة المؤرفة من جانب شلة المدرسين المحترمين‏!‏
وقال‏:‏ بس حبيت أقول لحضرتك إن معاش أبويا كل شهر من الحكومة صرفناه‏64‏ جنيها إلا ربع بس‏..‏ موش أربعة وسبعين جنيه وأربعين قرش زي ما قالولنا‏..‏ ده غير تلاته جنيه توكتوك لمركز صرف المعاش‏+‏ تلاتة جنيه جاي‏..‏ طيب نعيش بالخمسة وخمسين جنيه إزاي أنا وأمي وأختي‏..‏دول حتي ما يكفوناش العيش الحاف‏!‏
قلت‏:‏ أيوه وبالأمارة يا عم أحمد‏..‏ صديقنا العزيز د‏.‏ يوسف بطرس غالي وزير الجباية الغالي‏..‏ حاطط عينه عليهم‏..‏ عاوز يأخذ منهم نصيبه في ضريبة عقارات علي البيت الآيل للسقوط اللي أنتم عايشين فيه في البلد‏..‏ صح كده‏!‏
قال‏:‏ أيوه‏..‏ والنبي تشوف لنا حل‏..‏ دا احنا بدأنا امتحانات آخر السنة‏..‏ ما تنساناش والنبي يا عمو؟
لم أفطر‏..‏ اكتفيت بكوب صغير من الشاي أعددته بنفسي‏..‏
بعد ساعة في مكتبي عقدت اجتماعا عاجلا مع فريق المتدربين من الصحفيين الشباب والصحفيات‏..‏ وطلبت منهم أن يمسحوا بر مصر كله بمدنه بقراه بعزبه بكفوره‏..‏ يدخلوا البيوت المكتئبة‏..‏ ويسألوا الناس‏:‏ ماذا تأكلون‏..‏ وماذا تشربون وكيف تعيشون؟
قلت لهم‏:‏ اذهبوا إلي مراكز صنع القرار‏..‏ ومراكز البحوث‏..‏ ومراكز الأرقام والإحصائيات والحقائق‏..‏ ومراكز معلومات مصرية حكومية وأجنبية ممثلة في البنك الدولي‏,‏ وصندوق النقد الدولي‏,‏ ومجالس حقوق الإنسان‏..‏ افتحوا أمامنا صفحات من دفتر أحوال المواطن المصري الآن‏..‏ ما له وما عليه؟
وانطلق الرفاق بهمة الشباب وعزيمته يحملون هم المواطن المصري وهمهم‏..‏ ليعودوا إلينا بعد أسبوع كامل‏..‏
فماذا قالوا؟
وماذا شاهدوا؟ وماذا كتبوا؟
‏..............‏
‏..............‏
ذهبوا وذهبن إلي مراكز صنع القرار‏..‏ ومراكز المعلومات في مجلس الوزراء‏,‏ وهيئة التعبئة والإحصاء‏,‏ والمجالس النيابية والتشريعية‏,‏ واطلعوا علي آخر نشرات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يتحكمان في رقاب ومصير ومستقبل سكان العالم الثالث ونحن أولهم‏..‏ وعادوا إلينا بكنز من الأرقام والمعلومات والإحصائيات التي أقل ما توصف‏..‏ أنها مرعبة‏!‏
‏*‏ في تقرير لمركز المعلومات واتخاذ القرار في مجلس الوزراء الموقر اتضح أن لدينا‏32‏ مليون فقير في مصر‏..‏ بل يعيشون تحت خط الفقر نفسه‏..‏ يعني الفقر أصبح بالسبة إليهم أملة يعني بالعربي الفصيح أملا بنسبة تصل إلي‏46%‏ من سكان مصر‏..‏ ودخلهم اليومي أقل من دولار واحد في اليوم يعني‏560‏ قرشا في اليوم‏..‏ يعني نحو‏180‏ جنيها في الشهر‏!‏
واتضح أيضا أن نصيب أكثر من‏20%‏ من سكان مصر فقرا وعوزا من الدخل القومي‏..‏ لا يتجاوز‏8%‏ فقط لا غير‏..‏ بينما نصيب أغني‏20%‏ من السكان‏45%‏ من الدخل القومي‏..‏ يعني نصف الدخل القومي كله تقريبا‏!‏
واتضح أيضا وهذه هي المصيبة الكبري أن‏94%‏ من فقراء مصر لا يقرأون الصحف ولا الكتب‏!‏
‏*‏ وفي تقرير التنمية الاقتصادية في الدول العربية اتضح أن نحو‏23%‏ من الشعب المصري عند خط الفقر والفساد‏+‏ يقابلهم أكثر من سبعة ملايين غني بنسبة‏10%‏ من السكان‏+‏ هؤلاء السعداء يحيط بهم‏40‏ مليون مواطن آخر فقر وآخر عوز وآخر مرض وآخر حاجة‏!+15‏ مليون إنسان تحت خط الكفاف‏+10‏ ملايين إنسان تحت خط الفقر‏..‏ ياساتر‏!‏
واتضح أيضا أن‏84%‏ منهم بلا عمل‏..‏ يجلسون علي المقاهي ويتسكعون في الشوارع ويضعون همهم في البانجو أو التحرش بالفتيات أو حتي اغتصابهن‏!‏
‏*‏ ولكن الأخطر من ذلك كله‏..‏ أن نحو‏74%‏ من فقراء مصر‏..‏ يعني الناس اللي آخر غلب‏..‏ لا يتعاطون السياسة‏..‏ لأنها تسبب لهم سوء هضم‏..‏ بوصفهم خارج دائرة الإصلاح السياسي حسب تعبير عم عطوة‏,‏ وهو فلاح يزرع قيراطين برسيم وخضراوات بناحية البوادي في كفر الشيخ ماحدش بيسأل فيهم أبدا‏..‏ يادوب يشوفوا المرشح لمجلسي الشعب أو الشوري مرة واحدة بس‏..‏ ساعة الترشيح وآدي وش الضيف‏!‏
‏*‏ وقدم خبراء الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء آخر اورقاهم‏..‏ قالوا‏:‏ ارتفعت اسعار اللحوم والدواجن بنسبة‏18%+‏ الزيوت‏10%+‏ الجبن والبيض والالبان بنسبة‏8,5%‏ والخضروات‏54%‏ والفاكهة‏26%‏ والسكر‏22%.‏
‏.............‏
‏.............‏
لا‏..‏ للدعم النقدي‏!‏
لنترك الساحة الآن لفريق المتدربات الصحفيات والصحفيين الشباب‏..‏ هبة عبدالخالق‏+‏ فريدة عبدالستار‏+‏ سامح قايدر باي‏..‏ لكي يقولوا لنا ماذا شاهدوا؟ وماذا سجلوا في مفكراتهم وعدسات عيونهم وعقولهم وكاميراتهم؟
‏*‏ ذهبنا وسألنا‏..‏ طفنا ومشينا‏..‏ طرقنا أبواب الناس الغلابة‏..‏ دخلنا بيوتا أحنت رءوسها عوزا وحاجة‏..‏ جلسنا في غرف معتمة بلا نوافذ‏..‏ وتحدثنا إلي أفقر أهل الله في بلد النيل والنخيل وشمس الأصيل‏..‏
تحدثنا إلي من فاض بهم الكيل جوعا وفاقة وسؤالا‏..‏ تحدثنا إلي من تقول أرقام الحكومة الرسمية إنهم تحت خط الفقر‏..‏ وفوق خط الفقر‏..‏ وعند خط الفقر‏!‏
ولم تكتف الحكومة المصونة بأنهم آخر غلب‏..‏ بل زدناهم غلبا وغما بحديثنا وتصريحاتنا التي تخرج من أفواه أصحاب القرار الذين يجلسون في غرف مكيفة ويركبون عربات مكيفة ويتحدثون بلغة مكيفة‏..‏ وكأنهم سياح قادمون من بلاد الفرنجة يتفرجون ويتندرون ويتعجبون علي أهل مصر عتيقة ويلتقطون صورا تذكارية للذين لا يرحمون‏..‏ ونحن نريد أن نمنحهم نقودا زيادة في جيوبهم لكي يشتروا ما يشتهون وما يأكلون وما يشربون‏..‏ بداية من رغيف العيش حتي زجاجة الزيت وباكو الشاي وتلقيمة السكر وشيكارة الأرز‏..‏ تحت مسمي الدعم النقدي بدلا من الدعم العيني‏..‏ حتي يخلعوا ثياب البطة السوداء وينضموا إلي حظيرة أولاد البطة البيضاء‏..‏ يدفعون من جيوبهم ثمن ما يشترون وما يأكلون وما يلبسون وما يركبون‏!‏
وقفنا معهم من صباحية ربنا علي حد تعبيرهم البسيط وحتي صفاري شمس‏..‏ في طوابير العيش وأنابيب البوتاجاز واللحمة المستوردة‏,‏ حيث يتحول البني آدم إلي وحش كاسر في غابة وناسها ديابة‏!‏
واقفا يزفر وينطر في طابور العيش‏..‏ قال لنا مدرس إعدادي ترك حصص تلاميذه في المدرسة في قرية شلقان في القليوبية‏:‏ أنا تركت المدرسة والدرس والحصص وأخذت نصف يوم إجازة وفوضت زميلا لي ليحل محلي في جدول الحصص‏..‏ لكي أحصل لأولادي علي عشرين رغيفا مسلوعا مضروبا ممصوصا في حجم كف الإيد‏.‏
قلنا له‏:‏ طيب ما الحكومة كتر خيرها‏..‏ حتديلك فلوس دعم تشتري بيها العيش والزيت والأرز والسكر اللي انت عاوزه‏!‏
قال‏:‏ وهو فيه حد بيسأل فينا في الزمن الأغبر ده‏!‏
قلنا له‏:‏ كل شيء مدروس‏..‏ وكل شيء محسوب بالقلم والورقة‏.‏
يسألنا‏:‏ مين قال الكلام ده؟
قلنا له‏:‏ انت ما بتقراش جرايد‏..‏ رئيس الوزراء‏..‏ هو اللي قايل كده‏..‏
قال‏:‏ والنبي تقولوا لرئيس الوزراء بتاعنا اللي عاوز يجوع الشعب المصري‏..‏ اسمع كلام رئيسك‏..‏ اسمع كلام الرئيس مبارك اللي قال لا مساس بالدعم‏..‏ وشيل إيدك عن الدعم‏.‏؟
والنبي يا عم حمزة آسف أقصد يادكتور نظيف وخلي الطابق مستور‏!‏
‏..............‏
‏..............‏
غول‏..‏ اسمه الغلاء
غول اسمه الغلاء يطحن عظام الخلق بكرة وعشية‏..‏ ولا أحد يقف في طريقه‏..‏ ولا حتي يقول له تلت التلاتة كام‏!‏
اختفي مفتش التموين‏..‏ كأن الأرض انشقت وابتلعته‏..‏
واختفي في ظروف مريبة‏..‏ كشك أمناء الشرطة في الأسواق والشوارع التجارية‏!‏
الأسعار تزيد كل يوم‏..‏ وإذا سألنا‏..‏ فالجواب‏:‏ هي كده اللي عاجبه ياخد‏..‏ واللي موش عاجبه يضرب دماغه في الحيط‏!‏
وفي ظل ارتفاع الأسعار المبالغ فيه‏,‏ فوجئ متوسطو الدخل ومحدودو الدخل‏,‏ ومعدومو الدخل بتصريحات رسمية تفيد بأن الحكومة سوف ترفع الدعم العيني عن السلع الأساسية التي يتزايد سعرها بشكل يومي في ارتفاع غير مسبوق واستبداله بالدعم النقدي بدعوي أن يصل الدعم إلي مستحقيه‏!‏
ووفق أرقام رسمية‏,‏ فإن سعر رغيف الخبز سيقفز من خمسة قروش إلي عشرين قرشا‏,‏ وأنبوبة البوتاجاز سيصل إلي عشرين جنيها‏,‏ ثم إلي أربعين‏,‏ ومع هذا تتعهد الحكومة بأن تقدم الدعم لمن تعتبرهم مستحقين له بتعويضهم بثلاثة أرغفة يوميا لكل فرد‏,‏ وأنبوبة غاز لكل أسرة‏!‏
والسؤال هنا‏:‏ من في نظر الحكومة يستحق الدعم‏..‏ وأي دخل تعتبره الحكومة كافيا لأسرة مكونة من خمسة أشخاص‏,‏ أو أكثر ليأكلوا‏+‏ يتعلم الأبناء‏+‏ فاتورة العلاج والماء والكهرباء‏+‏ المواصلات‏+‏ إيجار منزل؟
ماذا يكفي في نظر الحكومة كدخل أسرة؟
لو افترضنا أن الحكومة ستعتبر مستحق الدعم العيني من يقل دخله عن‏200‏ جنيه كاملة‏..‏ ماذا ستفعل بها أسرة مصرية لتعيش بعد أن يتم إلغاء الدعم السلعي؟
الجواب‏:‏ سوف ترتفع الأسعار بشكل جنوني‏,‏ أي أن الأسرة التي تحصل علي دخل حتي لو خمسمائة جنيه مع زيادة الأسعار لن تستطيع الحياة وستصبح تحت خط الفقر وتحت وطأة الأسعار‏!‏
والدخل ثابت ولا يتغير ولو تغير فبنسبة ضئيلة يقابلها ارتفاع جنوني في الأسعار‏,‏ والضغوط التي يقابلها المواطن المصري جعلته قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر في أي لحظة‏..‏ وستواجه الحكومة حينئذ خطرا جسيما يفوق الإرهاب وهو الفقر‏!‏
‏....................‏
‏...................‏
كارثة تعويم الجنيه‏..‏ هي السبب‏!‏
‏..‏ والآن ماذا قال خبراء الاقتصاد لفريق المتدربات والمتدربين؟
‏**‏ قال لهم د‏.‏ إسماعيل صبري عبدالله وزير الاقتصاد الأسبق‏:‏ إن الحالة الاقتصادية المتردية التي وصلنا إليها سببها الرئيسي سوء تنفيذ قرار تعويم الجنيه المصري الصادر في‏2003/1/28,‏ بالشكل الذي أدي إلي انخفاض سعر صرف الجنيه لأكثر من‏40%‏ من قيمته وهو ما ترتب عليه التهاب الأسعار‏,‏ وانخفاض الدخول الحقيقية‏,‏ وانخفاض الاستثمارات‏,‏ بالإضافة إلي تدهور أغلب المؤشرات الاقتصادية‏,‏ وتفاقم نسب البطالة وزيادة المعاناة‏.‏
وأضاف الخبير الاقتصادي‏:‏ أنه كان ينبغي علي الحكومة قبل أن تنفذ قرار تعويم الجنيه أن تأخذ الاحتياطات اللازمة لذلك من خلال الحصول علي خط ائتمان من إحدي المؤسسات الدولية‏,‏ بما يسمح لها بالوفاء بكل احتياجات تمويل الواردات‏,‏ وفتح الاعتمادات لتفادي قيام سوق سوداء‏,‏ كالذي نواجهه في مصر الآن‏,‏ وأيضا كان ينبغي عليها تنظيم سوق مصرفية خاصة لضمان انسياب السيولة بين البنوك المختلفة‏,‏ وإزالة بؤر الأزمات والاختلالات التي قد تظهر بين العرض والطلب‏,‏ وهو ما يعرف بسوق انتربنك وأخيرا كان من الضروري مراجعة موازنة الدولة لتوجيه جزء من الزيادة التي ستتحقق نتيجة لتخفيض قيمة العملة في إيرادات قناة السويس‏,‏ وصادرات البترول والغاز الطبيعي والجمارك لدعم السلع الأساسية وتثبيت أسعارها‏,‏ ولكن شيئا من ذلك لم يحدث‏.‏
وعلي الرغم من أن الظروف الدولية الراهنة التي ترتب عليها انخفاض حركة التجارة الدولية والاستثمارات العالمية الخاصة‏,‏ وارتفاع أسعار السلع الغذائية والخامات الرئيسية بشكل ملحوظ قد أسهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية الداخلية‏,‏ فإنها لم تكن السبب الرئيسي لوصولنا إلي ما نحن عليه الآن‏,‏ والدليل علي ذلك والكلام للدكتور إسماعيل صبري أنه علي الرغم من تلك الظروف العالمية فقد نجحت‏143‏ دولة في تحقيق معدلات نمو أعلي من معدل نمو الاقتصاد المصري منها دول من الشرق الأوسط‏,‏ فتركيا حققت نموا بنسبة‏8,7%,‏ وإيران‏5,6%,‏ والسودان‏1,5%‏ وحتي سوريا والسودان حققا نموا بنسبة‏5,3%,‏ وهو ما يؤكد أن الخلل داخلنا نحن‏.‏
ولكي نعبر تلك الأزمة ينبغي أن نقتنع بأن الإصلاحات الجزئية لن تفيد كثيرا‏,‏ وأنه لمواجهة هذه التحديات لابد من نهضة كاملة تشمل السياسة والاقتصاد والمجتمع ككل‏,‏ وذلك لأن استمرار الوضع الراهن علي ما هو عليه الآن سوف يؤدي إلي زيادة التوتر في العلاقة بين المواطن والحكومة بالشكل الذي قد يصل إلي درجة الصدام‏.‏
‏**‏ وأكدت لهم د‏.‏ سهير عبدالمنعم الخبيرة الجنائية بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أن تأثير ارتفاع الأسعار‏,‏ وزيادة أعداد المدرجين تحت جرائم الفقر والتي تتمثل في التشرد والتسول‏,‏ بالإضافة إلي زيادة عدد الباعة الجائلين وعمالة الأطفال‏,‏ وهي بالطبع أمور كلها لا يمكن أن توجد في أي مجتمع متحضر له سياساته الواعية وخططه المستقبلية السليمة‏.‏
إن المجتمع المصري أصبح الآن علي شفا بركان يغلي وقد ينفجر في أي لحظة‏.!‏
فعندما يعجز الأفراد عن الحصول علي أبسط احتياجاتهم الأساسية مثلما نحن نوشك عليه الآن بالشكل الذي ينبيء بحدوث مجاعة‏,‏ سوف تعجز كل النظم والأجهزة الأمنية في السيطرة علي المواطنين‏,‏ فبالتأكيد حينما تغلق كل الأبواب في وجه المواطن‏,‏ ويفشل في الحصول علي قوت يومه‏,‏ فلن يهمه شيء وقتها‏,‏ ولن يردعه رادع‏,‏ وستكون العواقب وخيمة‏..‏
‏**‏ ويؤكد د‏.‏ محمد عويس وكيل المعهد العالي للخدمة الاجتماعية أن المتغيرات الاقتصادية الراهنة التي أدت إلي انتشار الفقر والبطالة أصابت المجتمع كله بالإحباط‏,‏ وجعلت الاتجاه للجريمة سهلا‏.‏
لقد أصبح المجتمع المصري أحد المجتمعات المستهلكة فقط وليست المنتجة‏,‏ مما شكل ضغوطا اقتصادية علي أفراد المجتمع كانت نتائجها التغيير السلبي المباشر في سلوك الأشخاص‏,‏ وبالتالي ازداد عدد المجرمين ومعدلات الجريمة بصفة عامة وسيما في الآونة الأخيرة‏.‏
إن زيادة الضغوط الاقتصادية أثرت علي طبقات المجتمع المصري‏,‏ وتسببت في ظهور فئة جديدة من المجرمين تسمي مجرمي الياقات البيضاء‏,‏ وهم بعض الأشخاص الحاصلين علي أعلي الشهادات‏,‏ وأكبر الدرجات العلمية كالأطباء والمهندسين وغيرهم من صفوة المجتمع‏.‏
‏**‏ وقال لهم د‏.‏ حمدي عبدالرحمن خبير الإرهاب‏:‏ إن التراخي أو تسويف البدء في تحقيق الإصلاح الاقتصادي سوف يؤدي إلي كارثة فظيعة لا يمكن مواجهتها‏,‏ وذلك لأن المجتمع المصري معرض لانفجار مدو لن يقدر عليه أحد‏,‏ ولن يرده راد‏,‏ وعلي النظام الحاكم أن يدرك أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر‏.‏
إن علي الحكومة ألا تخدع نفسها والرأي العام من خلال إطلاق مبادرات جوفاء أو تقديم حلول جزئية‏,‏لا تودي ولا تجيب‏!‏
وتبقي علامات الاستفهام‏:‏ كيف نضبط الأسعار؟
كيف نوفر السلع الغذائية للناس؟
وإلي أين يذهب الدعم؟
يتساءل هنا الدكتور حسن حافظ عبدالرحمن‏:‏
هل الحكومة غير قادرة علي ضبط الأسعار‏,‏ والضرب بشدة علي أيدي المحتكرين والتةار الجشعين؟
أم أن الأمر أصبح خارج السيطرة‏,‏ وفي رأينا ومن خبراتنا أن ضبط الأسعار والقضاء علي المحتكرين لا يحتاج إلي أكثر من شهر واحد إذا كانت هناك جهود قوية تعمل بحق لمساعدة محدودي الدخل‏,‏ ففي إمكان أي حكومة تتسم بالخبرة والمعرفة والنزاهة والشرف والأمانة أن تحقق هذا البرنامج في مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات‏,‏ ولاشك أنه من غير المعقول أن تعتمد مصر علي العالم الخارجي بأكثر من‏70%‏ من غذائها؟
‏..................‏
‏..................‏
‏..‏ وماذا بعد؟
البلد كله‏,‏ بما فيه مجلس الشعب نفسه‏,‏ لا حديث له‏,‏ إلا عن ارتفاع الأسعار الجنوني‏..‏ وإلي أين يذهب الدعم؟
لقد قال رئيس مجلس الوزراء أمام المجلس الموقر ونوابه‏:‏ إنه لا مساس برغيف العيش‏+‏ الغاز‏..‏ وفيما عدا ذلك فهو متروك للخبراء والوزراء يقررون مصيره‏,‏ ويشمل بالطبع السكر‏+‏ الزيت‏+‏ الشاي‏+‏ ألبان الأطفال‏!‏
وقال رئيس مجلس الوزراء للنواب‏:‏ هذا هو ما نستطيع عمله‏..‏ إذا كان عندكم حلول أخري فتعالوا‏..‏ نجيب فلوس من خارج الموازنة؟
مطلوب‏7,4‏ مليار جنيه الآن‏..‏ نجيبها منين؟
لو عاوزين تزودوا الرواتب قولوا لنا نجيب فلوس منين عشان نزود الرواتب من بكرة؟
كل شيء الآن يسير سيرا حسنا‏..‏ الصورة ليست قاتمة كما يدعون‏..‏ عندنا الناس لا تشعر بما فعلنا طيب‏..‏ الكهرباء وقلت العشوائيات وكمان الضمان الاجتماعي زاد‏..‏ فيه صرف صحي‏+‏ فيه طرق جديدة‏+‏ فيه مصانع جديدة‏..‏ وتقولون لا نشعر بتحسن‏!‏
انتهي كلام رئيس مجلس الوزراء بوصفته الذكية لإنقاذ الخلق من التركيبة النكدية‏..‏ ولكن يبقي الحال علي ما هو عليه‏..‏ لحين إشعار آخر‏..‏ ودمتم‏!‏
‏.............‏
‏.............‏
آخر مكالمة تليفونية بيني وبين أحمد ابن العاشرة‏..‏ التلميذ الذي لايكذب‏..‏ تلقتها زوجتي‏..‏ قال لها‏.‏ بلغي عمو أن انا رايح اشتغل في غيطان البصل في بلدنا‏..‏ عشان اصرف علي أمي واخواتي‏!{‏

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.