لا احد يعلم ماذا حدث في البورصة يوم الثلاثاء الماضي وما هي اسباب هذا الانهيار في اسعار الاسهم وحالة الجنون التي اصابت المواطنين امام انخفاض مروع يحدث لاول مرة في تاريخ البورصة المصرية.. وكان الاغرب من هذا الانهيار حركة التصحيح التي شهدتها البورصة في نفس اليوم ثم كان الارتفاع الكبير في اليوم التالي .. ومنذ اسابيع كنت قد كتبت في هذا المكان عن سهم الاتصالات وما حدث فيه وقلت يومها ان حركة هذا السهم شهدت ارتفاعا وصل الي نسبة 100% في اليوم الاول للفتح علي هذا السهم ثم انخفضت الاسعار مرة واحدة.. ولا احد يعلم حتي الان ماذا حدث في النصف ساعة الاولي علي الفتح في هذا اليوم.. ولعل هذا ما حدث اخيراً في تلك الساعة التي شهدت انهيار الاسعار ثم استعادت البورصة توازنها ثم استردت مكاسبها في اليوم التالي.. والسؤال من الذي تستطيع ان يهبط بأسعار البورصة بهذه الصورة ومن لديه القدرة المالية ان يشمل هذا الانهيار جميع الاسهم بل استثناء.. وفي نفس الوقت كيف استردت البورصة توازنها في هذا الوقت القصير.. ان الخسائر التي حدثت في البورصة اصابت صغار المستثمرين من المواطنين الغلابة الذين دخلوا البورصة بدون فهم او وعي وباعوا الاسهم خلال نصف ساعة وخسروا نصف مدخراتهم وخرجوا.. ولكن الحيتان الكبيرة التي صنعت هذا الانهيار هي التي خفضت اسعار الاسهم بهذه النسب الرهيبة واشترت بهذه الاسعار وتحكمت في البورصة لكي تأخذها مرة اخري وترتفع بأسعار الاسهم.. وهذه مضاربات حيتان كبيرة لابد من الكشف عنها.. واذا كان الانهيار قد حدث لتستعيد البورصة توازنها فإنه قد يحدث ولا تتوازن مرة اخري.. ان خطورة ما حدث انه يضع اقتصاد الدولة في يد مجموعة من الاشخاص قادرين علي التلاعب به في اي لحظة وبأية وسيلة دون حساب للعواقب.. واذا كانت ادارة البورصة قد اوقفت التعامل يومين متتاليين فربما لا تستطيع ان تفعل ذلك امام انهيارات اكبر وهبوط قد يؤدي الي كارثة.. لقد خرج صغار المستثمرين من البورصة خاسرين لكي تحتكر الحيتان عمليات الشراء والبيع والمضاربة وهذا ليس في مصلحة الاقتصاد المصري لان ما حدث يوم الثلاثاء الماضي انذار خطر لابد ان تدرسه الحكومة وفيه رسائل كثيرة لا احد يعرف مصدرها.