انهيار البورصة مؤقت بسبب اتخاذ قرارات انفعالية بناء علي الشائعات والاحساس بالخوف انتقد خبراء سوق المال عدم محاولة إدارة البورصة القضاء علي حالة الفزع الناتجة عن الاحداث في عدد من الدول العربية وقيام مواطم بحرق نفسه أمام البرلمان التي أصابت المستثمرين وطمأنتهم أمس رغم استمرار نزيف الخسائر التي شهدتها أسعار الأسهم منذ بداية الجلسة بسبب اتجاه الأجانب الي البيع العشوائي لأسهمهم مسجلين مبيعات بقيمة485.09 مليون جنيه مقابل مشتريات بقيمة244.62 مليون جنيه محققين صافي بيع قدره240.46 مليون جنيه مما تسبب في انهيار البورصة أمس بنسبة2.42% دون أي أسباب منطقية أو أحداث جوهرية. وأكد حسام أبو شاملة خبير أسواق المال ومحلل مالي بإحدي شركات الاوراق المالية أن الانخفاض الحاد الذي شهدته البورصة أمس جاء بسبب حالة من الفزع والخوف سيطرت علي المستثمرين بسبب عمليات البيع العشوائي للأجانب أمس نتيجة التوترات التي حدثت في الساحة السياسية لعدد من البلدان العربية مؤكدا أن انخفاض وعي المستثمر في البورصة المصرية هو الذي يدفعه الي اتخاذ قرارات استثمارية سواء بالبيع أو الشراء بناء علي الانفعالات العاطفية الناتجة عن الاحساس بالخوف الزائد وتعد تلك ظاهرة ملحوظة في البورصة المصرية أثناء الأزمات موضحا أن أثناء أزمة أمريكا الاقتصادية وأزمة دبي سجلت البورصة المصرية انخفاضا أكثر من بورصات تلك الدول رغم أنها بعيدة عن إمكانية التأثر بتلك الأزمات بشكل مباشر. وقال حسام أن ادارة البورصة كان يمكنها أن تتفادي هذا الانخفاض إذا كانت قد أصدرت بيانا تنفي فيه أي شائعات أو احساس غير منطقي بالخوف الزائد مفصحة عن الأسباب الحقيقية وراء اتجاه الأجانب للبيع وأهم الأسهم التي قاموا ببيعها بشكل مكثف. ويري محسن عادل خبير أسواق المال ومحلل فني بإحدي شركات التداول ان حجم مبيعات الاجانب الذي تجاوز اليوم مستوي ال240 مليون جنية لا يرتبط الا بعوامل فنية بالبورصة حيث ان عدم تمكن مؤشر السوق من الحفاظ علي استقراره عند حاجز ال7200 نقطة قد تسبب في ظهور موجة ضاغطة من عمليات جني الارباح من جانب المتعاملين الاجانب قابلتها موجة شراء انتقائي تجميعي من جانب المتعاملين الافراد المصريين و المؤسسات المحلية وهو ما يؤشر علي قدرة السوق علي تحقيق ارتدادة تصحيحيةخلال الجلسات القادمة خاصة و ان قوة الانباء الكامنة المتعلقة بنتائج الاعمال والتوزيعات لم يظهر حتي الآن اثرها علي مؤشرات السوق كما ان العنصر اللافت للنظر في تداولات امس قد تمثل في الارتفاع القياسي في قيم واحجام التداولات التي تجاوزت1.5 مليار جنية وفي تداولات علي الاسهم فقط دون اي صفقات لاول مرة في3 اشهر وهو الامر الذي يؤكد وجود قوة شرائية جديدة داخل مؤشرات البورصة المصرية خلال الفترة الحالية و يجب النظر بعين الاعتبار الي ان حجم مشتريات الاجانب المكثف العام الماضي الذي بلغ نحو8.4 مليار جنية يوكد ان مؤشرات التداول قادرة علي استيعاب عمليات جني الارباح السريعة مثلما حدث خلال جلسة امس. وأكد سيد عويضي محلل فني للأسهم بإحدي شركات الاستشارات المالية أن احداث تونس اثرت بشكل مباشر علي اداء البورصة المصريةوانخفضت البورصة المصرية منذ بداية الاسبوع في جلستي الاحد والاثنين في حدود250 نقطة وبلغ الانخفاض ذروته في جلسة أمس حيث انخفض مؤشر السوق الرئيسي( ايجي اكس30)171 نقطة بنسبة انخفاض بلغت2.42% ليغلق عند مستوي6910 نقطة و بقيمة تداوال بلغت اكثر من مليار ونصف المليار جنيه وهي نسبة انخفاض عالية و بقيمة تدول عالية نسبيا لقيمة التداول المعتادة يوميا. وأضاف عويضي أن هذا الانخفاض الكبير جاء نتيجة تدافع المستثمرين الاجانب في عمليات البيع المكثفة علي اسهم المؤشر الرئيسية حيث سجل الاجانب صافي بيع تجاوزت قيمته240 مليون جنيه وهو رقم مرتفع جدا و لم تستطع مشتريات المصرييين والعرب مقاومة هذا السيل من البيع حيث تجاوزت مشتريات المستثمرين المصريين180 مليون جنيه, في حين تجاوزت مشتريات العرب60 مليون جني. وقال أن المؤشر استطاع في نهاية شهر ديسمبر الماضي تجاوز مستوي7000 نقطة وانهاءحركتة العرضية قصيرة الاجل و استهدف المؤشر بهذا التجاوز مستوي المقاومة الهام7280 نقطة وبالفعل وصل الي مستوي7245 نقطة و بدأ في الارتداد التصحيحي لأسفل ثم جاءت احداث تونس لتعمق هذا التصحيح الي المستويات التي وصلنا اليها في نهاية جلسة الاثنين ومشيرا الي ان المنطقة التي انهي عندها السوق تعاملات اليوم هي منطقة دعم جيد و كنا نتوقع الوصول اليها في التصحيح قبل استئناف الصعود مرة اخري لكن ليس بهذه الصورة السريعة و التي أسهمت احداث تونس في سرعته. وأكد أن مستوي6900-6800 مازال مستوي دعم جيد جدا ونعتقد انه ربما من جلسة الثلاثاء يجد المستثمرون المضاربون هذا الاسعار ان تلك الاسعار جيده للشراء ولو لعملية تصحيح قصيرة الاجل للهبوط الكبير الذي حدث في جلسة أمس وأمس الأول وربما بدأ هذا بالفعل في الساعة الاخيرة من جلسة أمس. ويتوقع عويضي حدوث عمليات ارتداد في جلسة اليوم كنوع من عمليات التصحيح التي يجب أن تشهدها البورصة بعد الهبوط الكبير.