في خطوة من شأنها أن تحيي الأمل في إمكانية علاج مرض السرطان المميت وحتي لهؤلاء الذين يعانون مراحل متقدمة من المرض حصلت شركة "انفينتي" للأدوية من شركة "نوفاريتس ايه جي" السويسرية علي مبلغ 400 مليون دولار لتطوير عقارات من شأنها مهاجمة البروتين الذي يعتبر المسبب الرئيسي للكثير من أنواع أمراض السرطان التي تهاجم الخلايا السليمة. وأعلنت الشركتان عن الاتفاق قبل أيام، وخلال العامين الأولين من التعاون بينهما ستدفع الشركة السويسرية لنظيرتها الأمريكية "انفينتي" ومقرها كامبريدج بولاية "ماشوس" مبلغ 30 مليون دولار للقيام بالأبحاث التي تستخدم التقنية الحيوية التي تتبناها نوفاريتس لدفع رسوم براءات الاختراع والابحاث وبعض الاموال ستدفع للخبراء. وستصل المدفوعات الاجمالية من "نوفاريتس" إلي "انفينتي" لحوالي 400 مليون دولار في حالة ما إذا التزمت انفينتي بالشروط المتفق عليها بالفعل في الاتفاق الذي أبرم قبل أيام قليلة وهي شروط تتعلق بالأهداف المرتبطة بالتطوير الفعلي وعملية التسويق التجاري. ووافقت نوفاريتس أيضاً علي الاستثمار في كمية لم يكشف عنها النقاب من أسهم انفينتي والمتوقع خلال العامين القادمين. ويعزز الدعم المقدم إلي انفينتي من خططها للانضمام إلي الجهود الطويلة والشاقة لإيجاد أو تطوير دواء مركب يكون قادراً علي أن يسكن بروتين "بي سي 2" الذي يؤدي انتاجه الغزير في الخلايا السرطانية إلي مقاومة الأدوية ويساعده علي البقاء حياً. وتعاني جهود مكافحة السرطان علي مر أكثر من 20 عاماً من تحديد هذا البروتين وقدرته علي زيادة الأورام الخبيثة علي مقاومة التعقاقير إلا أن تحديده جعل من الأمر أكثر يسراً إلا أن لورين والينسكي وهي عالمة في معهد "دانافاربير" للسرطان تري أنه لم يتم حتي الآن الاقرار بعقار قادر علي أن يهاجم البروتين "BC-2 ويحد من نشاطه الزائد وقدرته علي مقاومة العقاقير التي تعطي لوقف زحف الخلايا الخبيثة علي الجسم. وتقول كبيرة العلماء في معهد انفينتي ان تقنية معهدها تقوم علي تطوير مركب صناعي مماثل للبروتين ولكن أكثر قوة منه بحيث يستطيع ان يعمل علي اضعافه والحد من نشاطه الزائد يتكون من جزيئات أكثر تعقيداً من المركب الذي يتم استخدامه في الوقت الحاضر في مراكز الابحاث وتضيف ان الشركة طورت هذا المركب وانها مستعدة علي تجربته في معاملها. ويقول رئيس الشركة الأمريكية ان العقار الجديد سيكون قادراً علي ايقاف زحف الخلايا السرطانية علي الدم ويحد من تحويل الخلايا السليمة إلي خلايا حديثة. ورغم أن شركة "انفينتي" تعد حديثة العهد حيث أسست عام 2001 فقط إلا أنها تحقق نجاحات كبيرة وأنجزت عقاراً أثار نجاحاً كبيراً في مرض السرطان وهي متخصصة في هذا المرض كما عقدت عدة اتفاقات مع شركات لها اسم كبيرة في عالم الأدوية مثل "اميجن انك" وجونسون اند جونسون". وبموجب الاتفاق مع الشركة السويسرية ستحصل نفاريتس علي 10% من أسهم الشركة. ويذكر أن نوفاريتس وهي من أكبر شركات الدواء في العالم حققت في العام الماضي مبيعات سنوية 32 مليار دولار، وبالرغم من الجهود العلمية المضنية لابتكار ادوية في كل المجالات لمكافحة الامراض فإن العالم الثالث والدول الفقيرة والاشد فقراً عادة ما تنتظر عشرات الأعوام للحصول علي أدوية طورت منذ زمن طويل، وكانت كفيلة بالقضاء علي الكثير من الامراض القديمة والحديثة معاً إلا أن فرص هذه الدول ضئيلة للحصول علي الادوية لضعف امكانياتها والاتفاقيات التي يطغي عليها فقط الرغبة في حصد الارباح دون التصدي للأمراض التي تهدد البشرية بأكملها ولا يقتصر الأمر علي ذلك بل يتعداه إلي الاسراع لاحتكار الأدوية التي تنتج في دول العالم الفقير وبالتالي حرمان ما يزيد علي ثلاثة أرباع سكان العالم من الحصول علي أدوية تزداد الحاجة إليها بصورة ماسة مع تفشي الأوبئة والأمراض بشكل لم يشهده العالم علي مدي قرون رغم التطور الهائل في مجال التكنولوجيا الحيوية. فالعالم كما يقولون أو كما يدعون بات قرية صغيرة وانتشار أحد الامراض الوبائية في جزء منه يهدد الجزء الباقي بأسره ولذلك يتعين علي منظمات حقوق الانسان والبيئة ومنظمة الصحة العالمية بصفتها أن تتدخل لترغم شركات الادوية الكبري علي طرح منتجاتها المفيدة للبشرية وأن تعمل جاهدة علي تقليل فترة براءة الاختراع وهو في الوضع الحاضر أمر يبدو صعب المنال في ظل عدم وجود آليات لإجبار هذه الشركات أو علي الاقل اقناعها بالتخلي عن جزء من ارباحها الهائلة والالتفات إلي العالم الفقير الذي أعياه الجوع والمرض أوشك أن يفتك به.