كسرت أسعار الاسهم المصرية اتجاهها الصعودي الذي شهدته أمس الأول لتعاود هبوطها جماعيا من جديد في تعاملات الأمس، وبنسب أكبر من نسب الصعود لتعكس التدافع البيعي الشديد من جانب المصريين مع استمرار الاتجاه الشرائي للمتعاملين للمؤسسات الأجنبية والتي ساهمت تعاملاتها بقدر كبير في الحد في خسائر الأسهم. وتباطأت التعاملات بدرجة كبيرة ليتوقف حجمها عند 694.2 مليون جنيه فقط خلال تداول 12.3 مليون ورقة في 16.9 ألف صفقة علي أسهم 115 شركة لتعكس إحجام المتعاملين خاصة الأفراد علي التعامل ترقبا لما يحدث وأملا في ان تكسر البورصة اتجاهها الهبوطي وهو ما أوجد بالفعل حالة شديدة من الذعر أدت للتوقف عن الشراء أو البيع. وفسر أحد المستثمرين موقفه قائلاً: انني اذا بعت اسهمي سأخسر لا محالة، واذا قمت بالشراء فالرؤية غير واضحة وهناك احتمالات بهبوط اضافي لافتا إلي أن الأفضل هو الانتظار حتي يتضح الموقف. وانعكست حالة التباطؤ وتراجع الأسعار علي آخر الاكتتابات التي شهدتها البورصة والمتمثل في المصرية للالومنيوم والذي شهد احجاما شديدا من المتعاملين علي الرغم من تأكيد أكثر من دراسة مالية ان السعر المستهدف للسهم يتراوح بين 64 جنيها و70 جنيها أي أكثر من سعر الطرح والذي تحدد عند 54 جنيها بأكثر من 10 جنيهات. وارجع حسن عطا المدير العام المساعد لشركة كايرو كابيتال الإحجام إلي حالة التباطؤ الشديدة التي تشهدها التعاملات والهبوط الحاد في أسعار الأسهم مما أوجد نوعاً من التململ لدي المتعاملين الأفراد. ويتنازع تعاملات البورصة اتجاهان متضاديان احدهما من جانب المتعاملين الأفراد عديمي الخبرة، تؤديه وبنجاح حتي هذه اللحظة المؤسسات الاجنبية بمساهمة بعض المؤسسات المصرية. وفيما يتعلق بالاتجاه الأول يمكن وصفه برد الفعل وليس الفعل، فدائما خطواتهم متأخرة خطوة عن حركة المؤسسات والذين نجحوا بالفعل في دفعهم نحو هذه الحالة إلا أن شريحة واعية منهم توقفت بالفعل عن التدافع البيعي وتنتظر مرحلة انتقالية صعودية قادمة لا حالة مع تأكدهم من أن الطرف الثاني - المؤسسات والأجانب - سيدخلون بكامل طاقتهم خلال الفترة القليلة المقبلة بعد ان اصبحت أسعار الأسهم أكثر إغراءً من أي وقت مضي لتشهد بعدها الأسعار صحوة قوية. وقد هبط مؤشر كاس 30 بنسبة 1.5% ليغلق علي 6632.37 نقطة ليهدر نسبة الصعود التي سجلها أمس الأول واستحوذت تعاملات الأجانب علي 31.9% من اجمالي التعاملات مقابل68.1% للمصريين في ظل أحجام عن التعامل بشكل عام. وتراجعت أسعار الأسهم جميعها عدا بعض الأسهم بقطاع المطاحن واسهم محدودة في قطاع البنوك، وجاءت اسهم الغزل ومواد البناء والاسكان علي رأس الاسهم الاكثر انخفاضا اضافة إلي اسهم الاتصالات والخدمات والتي تمثل القيمة النسبية الأكبر من أداء السوق. وهبط سهم النيل لحليج الأقطان 5.1% إلي 6.05 جنيه وسهم العربية لحليج الأقطان 4.3% ليبلغ 15.89 جنيه وانخفض سهم هيرمس القابضة 4.19% إلي 137.59 جنيه وسهم العز للحديد 4.1% إلي 80.89 جنيه.