كانت مباراة رائعة وحوارا حضاريا بين طرفين، الطرف الاول رجل يمتلك موهبة الحديث وبالمنطق السليم مع قدرة فائقة علي جذب انتباه سامعيه وإلمام كامل بعلوم الإدارة ولديه رؤية مستقبلية واضحة قلما توجد في هذه الأيام! إنه وزير الطيران المدني الفريق أحمد شفيق!! والطرف المنافس للوزير احمد شفيق في المباراة، هو السيد محمد فريد خميس رئيس لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشوري الذي زار مطار القاهرة مع مجموعة من أعضاء مجلس الشوري للوقوف علي مراحل تطوير المطار الدولي وكيفية ادارته بوصفه من اكبر المنشآت في مصر والمباراة تؤكد علي ان فريد خميس ايضا لا يقل براعة عن اروع برلماني في العالم..! ومع ذلك يقول الرجل بتواضع جم: ان اهتماماته الاساسية الصناعة وكيف يرتقي بها وان يصل بها الي مصاف الدول المتقدمة. والحقيقة ان طرفي المباراة نجحا معا ومصر زاخرة بالخبرات التي يفخر بها كل مصري غيور علي بلده. وإذا أذن لي القارئ بالقفز إلي نهاية الزيارة وأذكر رأي اعضاء مجلس الشوري الذين شاركتهم زيارتهم لمطار القاهرة القديم، والذي صار جديدا في كل شيء، والرأي هو: ما يحدث علي ارض الواقع يؤكد انها ثورة ادارها باقتدار الطيار احمد شفيق وكان اختيارا موفقا من طيار آخر يقود شعب مصر بأكمله باقتدار وهو الرئيس الطيار محمد حسني مبارك لذلك فلابد ان تكون اختياراته لهذا الصنف من الرجال..! الفريق أحمد شفيق تولي شرح أوضاع قطاع الطيران المدني في الفترة التي سبقت وزارة الطيران.. وكيف كان نشاط الطيران مثل الشخص التائه الذي لا يعرف أباه، فتارة يلحق النشاط بوزارة السياحة ثم بوزارة النقل ثم الغاء وزارة الطيران من تشكيلات الوزارة وصارت بلا صاحب او رقيب! ومن دفع ثمن ذلك التخبط سمعة مصر واصبحت تأتي في مؤخرة الدول المحيطة بنا لدرجة ان شركة مصر للطيران كانت توفد مهندسيها للحصول علي شهادات تدريب من الاردن!! وقال الوزير: ان قيمة تكاليف تطوير المطار الدولي لم تشارك فيها خزانة الدولة بأي نسبة وتم التطوير بقرض قدمه البنك الدولي، الذي يعلم ان مصر قادرة علي ادارة مطارها الدولي وانه مطئمن علي استرداد القرض وفوائده..! وبعد ان تحدث معظم اعضاء مجلس الشوري عن معوقات الشحن الجوي وموضوع الساعة الذي يخص السماوات المفتوحة، وكفاءة المطارات الموجودة في مصر، اكدت هذه المناقشة علي وعي الاعضاء العميق لما يجري بالنسبة لنشاط الطيران المدني! وأحمد شفيق اجاب بصراحة.. ووضوح.. لذلك اقتنع اعضاء مجلس الشوري بان هذا الوزير نجح في ادارة ثورة في قطاع الطيران، كما اوضحنا من قبل..!