شهدت البورصات العالمية أداء متبايناً خلال تعاملات الأسبوع الماضي ففي حين استطاعت كل من وول ستريت والبورصات الأوروبية ان تحقق انتعاشاً بسبب انخفاض أسعار البترول والثقة بنتائج الشركات فإ البورصات الآسيوية فشلت في اللحاق بهما متأثرة بهبوط أسعار المعادن. وساعد هبوط أسعار البترول والميزانية الأمريكية التي جاءت أكبر من المتوقع علي دعم الأسهم في وول ستريت وتحقيق مكاسب خلال تعاملات الأسبوع. وكانت الأسهم قد هبطت في بداية تعاملات الجمعة وسط مبيعات مخيبة للآمال من قبل شركة فايزر وارتفاع العجز التجاري الذي جاء أكبر من المتوقع إلا أن هبوط أسعار البترول لتصل لأدني مستوياتها خلال ستة أسابيع في بورصة نيويورك وتقرير الميزاينة الذي يشير إلي تعافي الاقتصاد دعم من أداء الأسهم. وخلال تعاملات الجمعة انتعش مؤشر اس اند بي 500 بنحو 3.21 أو 0.3% ليصل إلي 1266.99 نقطة فيما تقدم مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 35.70 أي بنسبة 0.3% ليغلق علي 10919.05 نقطة كما صعد مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا بمقدار 6.01 نقطة (0.3%) لينهي عند 2261.88 نقطة. ومنذ الثالث من فبراير فإن مؤشر اس اند بي صعد بنحو 0.2% وارتفع مؤشر داو جونز ب1.2% بينما هبط مؤشر ناسداك بنسبة تقل عن 0.1%. وانخفضت اسعار البترول تسليم شهر مارس بنحو 1.3% ليصل سعر البرميل إلي 61.84 دولار في بورصة نيويورك بعد صدور تقرير أظهر أن منتجي البترول في العالم سيزيدون من طاقتهم الانتاجية خلال العام الحالي ليتماشوا مع الطلب وبذلك فإن أسعار البترول قد هبطت بنسبة 13% منذ تسجيلها لمستوي قياسي حينما بلغت 70.85 دولار في أغسطس الماضي. واستطاع السوق ان يتغلب علي خسائره بعدما ذكرت وزارة الخزائة الأمريكي أن الولاياتالمتحدة قد حققت فائضاً تجارياً بلغ نحو 20.99 مليار دولار خلال شهر يناير فيما توقع الخبراء بأن تسجل فائضاً قدره 9.5 مليار دولار. وساهمت زيادة الضرائب في ارتفاع الفائض الأمر الذي يرجح أن الاقتصاد تعافي خلال شهر يناير بعدما سجل أبطأ مستوي نمو له في ثلاثة أعوام خلال الربع الأخير من العام الماضي. وقادت أسهم التأمين انتعاشات السوق بعدما ذكرت اون ثاني أكبر شركة للتأمين في العالم بأن أرباحها قد تضاعفت ثلاث مرات. وارتفع سهم أون بمقدار 3.23 دولار أو ما نسبته 38.11 دولار مسجلاً افضل أداء بمؤشر اس اند بي . بعد ان بلغ صافي دخل الشركة 224 مليون دولار خلال الربع الأخير من عام 2005 مقارنة ب81 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام السابق مدعومة بأعمالها في شمال أمريكا وخفض نفقات التقاضي ومكاسب محققة من بيع وحدة لها. علي جانب آخر هبط سهم فايزر أكبر شركة في العالم لصناعة العقاقير بنحو 66 سنتاً ليصل سعره إلي 25.68 دولار بعد ان قالت الشركة أن إيراداتها خلال العام الحالي مشابهة للعام الماضي والتي حققت فيها مبيعات قدرها 51.3 مليار دولار. وفيما يتعلق بتوزيعات الشركة فتوقعت ان تكون بنجو 2 دولار مقارنة ب 2.02 دولار خلال العام السابق. بورصات أوروبا واصلت الأسهم الأوروبية انتعاشها خلال الأسبوع الحالي مدعومة بأرباح الصفقات وتجدد الثقة بشأن نمو أرباح الشركات. وخلال الاسبوع اضاف مؤشر داو جونز ستوكس 600 نحو 0.4% إلي قيمته ليصل إجمالي مكاسب المؤشر منذ بداية العام الحالي تقدماً بلغ 4.2%. كما استطع مؤشر ستوكس 50 أن ينتعش بنحو طفيف مسجلاً تقدماً اقل من 0.1% فيما صعد مؤشر يورو ستوكس 50 الذي يقيس اداء اسهم الدول ال 12 المشاركة في منطقة اليورو بنحو 0.5%. وكان مؤشر ستوكس 600 قد حقق افضل أداء خلال يناير منذ عام 1998 قبيل أن يهبط خلال الأسبوع الماضي متأثراً بالأرباح القادمة من فولفو ورويال دويتش شيل التي جاءت مخيبة للآمال. وبالنسبة للمؤشرات الوطنية فقد ارتفع نحو 14 مؤشراً من بين مؤشرات 18 بورصة موجودة في أوروبا الغربية حيث تقدم مؤشر اف تي للشركات المائة الكبري في بريطانيا بنحو 0.1% فيما انتعش مؤشر كاك 40 في بورصة باريس بمقدار 0.5% كما قفز مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت بمقدار 0.7%. وقفز سهم برتغال تليكوم أكبر شركة للاتصالات في البلاد بنحو 17% خلال اسبوع وهو أكبر ارتفاع له بعد تلاقيها عرضاً من شركة سونا التي تبلغ قيمتها السوقية نحو ربع البرتغال بلغ قيمته نحو 10.7 مليار يورو (12.8 مليار دولار). وانتعش سهم دويتش تليكوم أكبر شركة أوروبية للهواتف بنحو 3.1% فيما تقدم سهم فرانس تليكوم ثاني اكبر شركة أوروبية للهواتف بنحو 2.4%. وصعد سهم شركة فولكسواجن الألمانية للسيارات بنحو 13% ليصل سعره إلي 55.4 يورو بعدما حققت الشركة صافي دخل بلغ 435 مليون يورو خلال الربع الأخير من 2005 مقابل 234 مليون يورو خلال العام السابق. بورصات آسيا تراجعت الأسهم الآسيوية للاسبوع الثاني علي التوالي مواصلة هبوطها خلال شهر فبراير بعدما سجلت أعلي مستوياتها خلال نحو عقد بعد أن قاد اسهم شركات التعدين مثل سهم بي اتش بي بيليتون الانخفاضات بعد ان منيت اسعار المعادن بأكبر خسارة اسبوعية لها منذ ديسمبر . وتراجع مؤشر موجان ستانلي كابيتال انترناشونال اسيا -باسيفيك الذي يقيس اداء نحو 14 بورصة في المنطقة بنحو 1.1% خلال هذا الاسبوع منهياً التعاملات علي 125.93 نقطة وذلك عقب هبوطه بنحو واحد بالمائة خلال الأسبوع السابق. وبذلك فان المؤشر قد هبط بنحو 3% منذ أن قفز لأعلي مستوياته منذ مايو 1996 في 31 يناير الماضي. وكانت الأسهم في اليابان والتي تمثل نحو 60% من مؤشر مورجان ستانلي اكبر المتراجعين حيث خسر مؤشر نيكي المجمع لأسهم 225 شركة يابانية نحو 2.4% فيما فقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً نحو 2.8% من قيمته. وفي باقي الاسواق انخفضت كل من بورصات استراليا ونيوزلندا وماليزيا وتايلاند والفلبين فيما شهدت كل من بورصة كوريا الجنوبية وهونج كونج وتايوان وسنغافورة تغيراً طفيفاً إلا أن الاسهم ارتفعت في الهند بعد قفز المؤشر العام فوق مستوي ال 10000 نقطة لأول مرة في تاريخه. وسجل مؤشر فرعي لشركات المواد الأولية أكبر تراجع بمؤشر مورجان ستانلي منخفضاً بمقدار 2.7%. وفقد سهم بي اتش بي أكبر شركة للتعدين في العالم نحو 3.1% من قيمته كما تراجع سهم سوميتومو ميتال مينينج ثاني اكبر شركة يابانية لمصاهر النحاس بمقدار 7.5% كما انخفض سهم كوريا زنك اكبر شركة في العالم لصهر الزنك بنحو 4.6% فيما هبط سهم سيام سيتي ثاني أكبر شركة للاسمنت في تايلاند بنحو 14%. وتراجع سهم ادفانست أكبر شركة في العالم مصنعة للأجهزة المختبرة للرقائق الذاكرة بنحو 6.9% خلال أسبوع فيما هبط سهم سامسونج الكترونيكس أكبر شركة مصدرة في كوريا الجنوبية بنحو 2.4%.