دفعت المخاوف من ارتفاع التضخم بورصة وول ستريت إلي الهبوط خلال تعاملات الأسبوع الماضي وهو نفس ما حدث في البورصات الاوروبية التي تراجعت خاصة مع رفع المركزي الأوروبي لاسعار الفائدة مما جدد القلق من تأثر مستويات نمو اقتصاد المنطقة وارباح الشركات بينما استطاعت بورصات آسيا أن تحقق مكاسب ملحوظة متجاهلة كل تلك المخاوف. وشهدت الأسهم في وول ستريت أسوأ أداء أسبوعي لها منذ إبريل عام 2005 وسط مخاوف من زيادة التضخم بعد أن أظهر تقرير عن شهر مايو أن أسعار الواردات قد ارتفعت بمقدار الضعف عما توقعه الاقتصاديون. وأدي التقرير الحكومي إلي تزايد التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) والبنوك المركزية الأخري حول أنحاء العالم سيعيق النمو الاقتصادي من خلال رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم. وخلال تعاملات الجمعة الماضية هوي مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 46.9 أو بما قيمته 0.4% ليغلق علي 10891.92 نقطة ليصل إجمالي خسائر المؤشر خلال الأسبوع إلي 3.2% بعد أن تراجع بنحو 3.6% مسجلاً اكبر خسارة له منذ الأسبوع المنتهي في 15 أبريل 2005 حينما فقد 3.6%. كما فقد مؤشر استاندارد اند بروز 500 الأوسع نطاقاً نحو 5.63 نقطة أو 0.5% ليصل إلي 1252.3 نقطة وهوي أدني مستوي إقفال له خلال العام الحالي فيما هبط مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا بمقدار 10.26 نقطة ي 0.5% لينهي تعاملاته عند 2135.06 نقطة وهو مستوي لم يبلغه منذ نوفمبر الماضي. وخلال تعاملات الأسبوع خسر مؤشر اس اند بي 500 نحو 2.8% من قيمته مسجلاً أسوأ خسارة له منذ إبريل 2005 وسط تكهنات بأن رفع اسعار الفائدة سيدفع الاقتصاد وأرباح الشركات إلي الركود. وارتفعت أسعار الواردات بنحو 1.6% في مايو مع ارتفاع أسعار المعادن وفقا لما ذكرته وزارة العمل بينما توقع الاقتصاديون زيادة قدرها 0.7%. وجاء ذلك بعد ارتفاعه في شهر إبريل بنحو 2.1 لتسجل أسعار الواردات أكبر ارتفاع خلال شهرين منذ عام 1990. وقاد سهم تكساس انسترومنتس أكبر شركة في العالم مصنعة لرقائق الهاتف المحمول التراجعات منخفضة بنحو 1.04 دولار أي 3.4% ليبلغ سعر السهم إلي 29.68 دولار مسجلا ثاني اكبر هبوط بمؤشر اس آند بي 500 بعد ان خفضت شركة سيتي جروب لتقديرات أرباحها خلال عام 2007 مرجعة ذلك إلي انخفاض الطلب علي منتجاتها. وتراجع سهما اكسون موبيل وجنرال الكتريك أكبر شركتين في العالم من حيث القيمة السوقية خلال تعاملات الأسبوع الحالي. وانخفض سهم اكسون بنحو 77 سنتاً ليصل إلي 58.8 دولار بعد ان انخفضت اسعار البترول لتصل إلي 69.1 دولار للبرميل وهو أدني مستوي لها منذ 22 مايو الماضي. علي جانب اخر هبط سهم جنرال الكتريك بنحو 50 سنتاً ليصل إلي 34.07 دولار. بورصات أوروبا شهدت الأسهم الأوروبية ثاني أسوأ أسبوع لها خلال العام الحالي وسط مخاوف من ان ارتفاع اسعار الفائدة عبر انحاء العالم سيضر بالنمو الاقتصادي وأرباح الشركات. وجاء سهما نوكيا (أكبر شركة مصنعة للهواتف المحمولة) ولافارج (أكبر شركة مصنعة للاسمنت في العالم) علي رأس الأسهم المتراجعة والتي تتأثر بشكل كبير بالنمو الاقتصادي. وهبط مؤشر داو جونز استوكس 600 بنحو 3.1% خلال تعاملات الأسبوع الماضي بعد أن تعافت بعض الشيء خلال تعاملات الجمعة من أدني مستوياتها خلال العام الحالي. وفقد مؤشر ستوكس 50 نحو 2.4% خلال الأسبوع الماضي فيما انخفض مؤشر يورو ستوكس 50 الذي يقيس أداء أسهم 12دولة مشاركة في منطقة اليورو بنحو 3.2%. وقام البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس الماضي برفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة علي التوالي خلال ستة اشهر حيث رفعها بنحو ربع نقطة مئوية فيما قامت البنوك المركزية في كل من كوريا الجنوبية وجنوب افريقيا برفع غير متوقع للفائدة. وتراجعت جميع المؤشرات في بورصات أوروبا الغربية ال18خلال تعاملات الأسبوع المنصرم حيث فقد مؤشر داكس الألماني نحو 3.9% من قيمته وهي نفس قيمة خسائر مؤشر كاك 40 في وبورصة بارس. وفي بورصة لندن تراجع مؤشر اف تي للشركات المائة الكبري بنحو 1.9% فيما سجل مؤشر إيه تي اكس النمساوي أكبر تراجع في المنطقة منخفضاً بنحو 9.6%. وتراجع سهم عملاق الهواتف المحمولة نوكيا بنحو 5% ليصل إلي 16.08 يورو في بورصة هلسينكي فيما قاد سهم لافارج التراجعات بين اسهم البناء منخفضاً بنحو 6.7% ليصل سعره إلي 88.35 يورو في بورصة باريس. كما تراجعت أسهم شركات التعدين مع هبوط أسعار المعادن بما فيها النحاس والذهب. وهبط بي اتش بي بيليتون أكبر شركة تعدين في العالم بنحو 5.8% ليصل سعره 966 بنسا فيما انخفض مؤشر ريوتينتو ثالث أكبر شركة في قطاع التعدين في العالم بمقدار 7.7% ليصل سعرها إلي 2656 بنسا. وفي قطاع البترول هبط سهم توتال أكبر شركة اوروبية لتكرير النفط بنحو 4.5% ليصل سعرها إلي 48.42 يورو في بورصة باريس. بورصات آسيا علي جانب أخر استطاعت الأسهم الآسيوية ان تتعافي قليلاً خلال تعاملات الأسبوع الماضي بعد أن منيت بأكبر خسائر أسبوعية لها في أربعة أعوام خلال الأسبوع السابق وسط توقعات بأن النمو الاقتصادي في المنطقة قوي بالشكل الكافي لحماية الأرباح من ارتفاع أسعار الفائدة عبر انحاء العالم. وارتفع سهما كوماتسو وكوبوتا في اليابان بعد ان أظهر تقرير ارتفاع طلبيات شراء الماكينات وهو ما يعد دليلاً علي نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع لأسهم 225 مؤسسة يابانية بنحو 0.8% ليصل إلي 14750.84 نقطة فيما انتعش مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بمقدار 1.1% فيما ارتفعت المؤشرات في باقي أنحاء المنطقة ماعدا بورصات نيوزلندا وماليزيا وسيرلانكا واصين. وأضاف مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال اسيا باسيفيك الذي يقيس أداء الأسهم الدولارية في 14 سوقا في المنطقة خلال تعاملات الجمعة نحو 1.5% إلي قيمته مسجلاً 120.97 نقطة بعد أن تراجع بنحو 3.6% خلال تعاملات اليوم السابق وهو أكبر هبوط له منذ مايو 2004. وبرغم مكاسب الجمعة إلا ان المؤشر تراجع بنحو 7.3% خلال تعاملات الأسبوع بأكمله وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ يوليو 2002. وبذلك فإن المؤشر لايزال متراجعاً بنحو 16% عن أعلي مستوياته علي الإطلاق والتي سجلها في 8 مايو الماضي. اما في بورصة الهند فإن مؤشر بورصة بومباي قد قفز بنحو 5.6% مسجلاً أكبر مكاسب من بين الأسواق الآسيوية بينما فقد مؤشر شنغهاي بالبورصة الصينية نحو 2.5% من قيمته مسجلاً أكبر خسارة بالمنطقة. وارتفع سهم كوماتسو أكبر شركة في العالم مصنعة لأجهزة الحفر والتنقب في الأرض بنحو 6.2% ليصل سعره إلي 2060 ين أما سهم كوبوتا الشركة المصنعة للأجهزة الزراعية والصناعية فقد انتعش بمقدار 8.3% ليصل إلي 1006 ينات.