شهدت البورصات العالمية تراجعاً خلال تعاملات الأسبوع الماضي بسبب المخاوف من تقلص نمو الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم بعد بيانات مخيبة للآمال أطاحت بأمال خفض الفائدة الأمريكية قريباً، وزادت من الضغوط علي الأسهم المخاوف من تأثر حركة سوق العقارات بسبب ظهور علامات تشير إلي وجود مشكلات متنامية في قطاع القروض الخاصة بالعقارات والمحفوفة بالمجازفات في الولاياتالمتحدة. وول ستريت انخفضت الاسهم الامريكية خلال تعاملات الأسبوع الماضي بما فيها الجلسة الختامية للأسبوع بعد أن أدي هبوط اسعار النفط لتراجع أسهم شركات الطاقة فيما هددت بيانات التضخم القوية الامال بخفض قريب لاسعار الفائدة. وخلال تعاملات الجمعة هبط مؤشر داو جونز الصناعي القياسي بنحو 49.27 نقطة أي 0.41% ليغلق علي 12110.41 نقطة. كما هوي مؤشر ستاندرد آند بورز الاوسع نطاقا بمقدار 5.33 نقطة 0.38% مسجلاً 1386.95 نقطة. أما مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا فخسر 6.04 نقطة أو ما نسبته 0.25% لينهي تعاملاته علي 2372.66 نقطة. وتراجعت كل مؤشرات الاسهم الامريكية الرئيسية خلال تعاملات الأسبوع ككل حيث فقد داو جونز 1.4% من قيمته فيما تراجع اس آند بي -500 بنسبة 1.1% وانخفض ناسداك ب0.6%. وأظهر تقرير لوزارة العمل الامريكية أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة تفوق التوقعات في فبراير مع عودة أسعار الطاقة للصعود في أعقاب انخفاضها في يناير وارتفعت أسعار المواد الغذائية بأسرع معدل منذ نحو عامين. وزاد مؤشر أسعار المستهلكين الذي يعد أبرز مؤشر عن التضخم بنسبة 0.4% بعد ارتفاعه بنسبة 0.2% في يناير بينما ارتفع المؤشر الأساسي الذي تستبعد منه أسعار المواد الغذائية والطاقة بنسبة 0.2% في أعقاب ارتفاعه بنسبة 0.3%.وكان المحللون يتوقعون ارتفاعا يبلغ 0.3% للمؤشر العام. وسجلت الاسعار الأساسية ارتفاعا سنويا بلغ 2.7% في فبراير وهو مستوي يرجح أن يبقي علي قلق المسئولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي البنك المركزي الامريكي بشأن التضخم عندما يجتمعون يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين لبحث أسعار الفائدة. وبحسب محللين فان المجلس من المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية دون تغير خلال اجتماعه القادم. وتراجعت الأسهم في قطاع العقارات بشكل كبير بسبب مخاوف من تنامي مشكلات في قطاع الرهن العقاري المحفوف بالمخاطر، حيث تراجع سهم كانتريوايد أكبر شركة للتمويل العقاري في الولاياتالمتحدة بنحو 3.2% ليصل سعرها إلي 34.96 دولار. الأسهم الأوروبية تراجعت الاسهم الاوروبية في ختام المعاملات يوم الجمعة الماضي فضلاً عن الأسبوع ككل مع تعرض اسهم البنوك لضغوط بسبب المخاوف بشأن نمو الاقتصاد الامريكي إلا أن شائعات عن عمليات اندماج واستحواذ عززت بعض الاسهم وعلي رأسها سهم يونيلفر للمنتجات الاستهلاكية وريبسول للنفط. واغلق مؤشر يوروفرست 300 منخفضا 0.07% الي 1454.9 نقطة بعد ان تحرك متقلبا في نطاق بين 1462.1 نقطة و1447.2 نقطة خلال تعاملات الجمعة، أما علي مدي الاسبوع فقد هوي المؤشر بنحو 2.3% متضررا من المخاوف من انتقال آثار أزمة سوق التمويل العقاري الامريكي الي القطاعات الاخري للاقتصاد. كما انخفض مؤشر داو جونز ستوكس 600 بمقدار 2.3% خلال تعاملات الاسبوع فيما هوي مؤشر ستوكس 50 بنحو 3% كما تراجع مؤشر يورو ستوكس 50 الذي يقيس اداء أسهم 13 دولة مشاركة في منطقة اليورو بنحو 2.6%. وقاد سهما دوتشيه بنك أكبر مصرف الماني وايكسا ثاني أكبر شركة أوروبية في قطاع التأمين التراجع في أسهم شركات القطاع المالي والذي حل ثاني أكبر هبوط له خلال العام الحالي. وفقد سهم دويتشيه نحو 4.9% من قيمته فيما هوي سهم ايكسا بنحو 68%. وتراجعت جميع بورصات اوروبا الغربية ال18 حيث انخفض مؤشر فاينانشال تايمز لأكبر 100 سهم في بورصة لندن بنسبة 1.8% بينما هبط مؤشر كاك 40 في بورصة باريس بنحو 2.8%، كما هوي مؤشر داكس ببورصة فرانكفورت بنحو 2%. علي جانب آخر عززت تكهنات عن صفقات اندماج واستحواذ كثيرا من الاسهم. وقفزت أسهم ريبسول الاسبانية 3.2% قرب الاغلاق. وارتفع سهم يونيلفر 2.8%. وزاد سهم امبريال توباكو للسجائر بنحو 4.9% بعد أن سجل مستوي قياسيا في 16 مارس الماضي وسط توقعت بتلقيها عرضاً للشراء. الأسهم الآسيوية تراجعت الأسهم الأسيوية للأسبوع الثالث علي التوالي مسجلة أكبر فترة من الهبوط خلال نحو ستة اشهر مع تأثرها بالبيانات المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي الذي يعتبر المقصد الرئيسي لمعظم صادرات الشركات العاملة في المنطقة الآسيوية. وهبط مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال اسيا -باسيفيك بنحو 0.9% لينهي تعاملات الأسبوع المنصرم عند 141.28 نقطة ليواصل خسائره التي سجلها علي مدار الأسبوعين السابقين وبلغت 3.6% . وتعد فترة هذا التراجع هي الأطول من نوعها منذ الثلاثة أسابيع المنتهية في 22 سبتمبر الماضي. وتراجع مؤشر نيكي المجمع لاسهم 225 مؤسسة في بورصة طوكيو بنحو 2.5% خلال تعاملات الأسبوع الماضي بقيادة سهم سوني بعدما شهدت العملة اليابانية تقدما أمام الدولار الأمريكي. وانخفض سهم سوني المصنعة لجهاز بلاي استيشين 3 بنحو 2.6% فيما انخفض سهم هوندا ثاني أكبر شركة يابانية مصنعة للسيارات بمقدار 5.1%. وارتفعت العملة اليابانية بنحو 1.3% ليصل سعره أمام الدولار 116.72 ين مع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي بعد أن كان في الأسبوع السابق 118.3 ين. ويؤثر ارتفاع الين بالسلب علي أداء أسهم الشركات اليابانية المصدرة إذ أن انخفاض الين يعطي قيمة تنافسية لمنتجاتها كما تتعاظم أرباحها القادمة من السوق الأمريكية عند تحويلها إلي عملتها الوطنية. و تراجعت الأسهم في باقي أسواق المنطقة فيما عدا بورصات كل من كوريا الجنوبية وتايوان واندونيسيا وتايلاند. علي جانب أخر جاءت أسهم التكنولوجيا علي رأس قائمة الأسهم الصاعدة بقيادة سهم تي دي كيه أكبر شركة يابانية مصنعة للرؤس المغنطيسية في الأقراص الصلبة بعدما ذكرت أنها دخلت في محادثات لشراء وحدة الأقراص الصلبة التابعة لشركة ألبس الكتريك. وقفز سهم الشركة بنحو 7% خلال تعاملات الأسبوع الماضي.