مقاطعة واسعة تشهدها الأسواق لكل السلع الدنماركية منذ اسبوع ومن المنتظر ان تستمر لفترة طويلة استجابة للموقف الموحد الذي اتخذته شعوب البلدان الإسلامية والعربية بعد الإساءة للنبي محمد -صلي الله عليه وسلم. ورغم الاعتذار -غير الواضح والمحدد- الذي بادر به رئيس الوزراء الدنماركي إلا أن اتحاد الغرف التجارية باعتباره الممثل الشرعي للتجار والداعي لهذه المقاطعة فانه عازم علي المضي قدما فيها ولن يتراجع عنها كما اكد رئيس الاتحاد خالد ابو اسماعيل بقرار فردي وانما سيأتي هذا القرار بعد ان يقره الاتحاد العام في اجتماعه الشهر القادم. اما عن السلع التي دخلت في قائمة المقاطعة فهي بعض انواع الجبن كالريكفورد و"الموتزاريلا" وانواع من الزبدة (مثل لورباك) وبعض الالبان السائلة والمجففة وانواع من مستحضرات التجميل بالاضافة الي الانسولين. وهناك بعض ثلاجات العرض وبعض قطع الغيار. وتشير البيانات الي ان حجم التبادل التجاري مع مصر والدنمارك يصل تقريبا ل400 مليون دولار. والسؤال هو: ما تأثير هذه المقاطعة علي حركة هذه السلع وما الضرر الذي سيعود علي المستهلكين إذا قاطعوها؟ الثلاث بقرات في البداية يقول خالد ابو اسماعيل رئيس اتحاد الغرف التجارية ان الهدف من القرار هو اظهار قوة الدول الاسلامية والعربية ومدي قوة القطاع الاهلي في التأثير علي قرار اقتصاديات الدول التي تسيء للمسلمين ودور الشعوب في التأثير علي القرارات ولا سيما اذا طالها ضرر مادي او معنوي. ويؤكد ابو اسماعيل ان هذا القرار لا دخل للحكومة به وانما هو اتفاق من جانب التجار واصحاب المحال ونفي ان يشمل هذا القرار مقاطعة للسلع الدنماركية التي تصنع داخل مصانع مصرية مثل سمن الثلاث بقرات ويقول ان القرار سيشمل كل ما هو مستورد من الدنمارك. ويقول ابو اسماعيل ان القرار احدث تأثيرا بالفعل علي المصريين الذين امتنعوا منذ نشر الصور السيئة عن شراء هذه المنتجات. ويوضح ابو اسماعيل ان التأثير الاكبر علي الجانب الدنماركي سيكون من منع حركة الملاحة والبواخر (تجارة الخدمات) التي تعتمد عليها الدنمارك وتقدر بحوالي 37 مليار دولار مع الدول العربية والاسلامية مشيرا الي ان القرار احدث ايضا تأثيرا علي الجانب الدنماركي والدليل المبادرة باعتذار رئيس الوزراء علي لسان السفير المصري! الحيطة والحذر ومن جانبه يقول حمدي النجار رئيس شعبة المستوردين باتحاد الغرف ان ما جري من تطاول علي شخص الرسول موضوع لا يجب الاستهانة به انما يجب التعامل معه بنوع من الحيطة والحذر بعيدا عن التصفيق مشيرا الي ان الدول الغربية من الممكن ان تستغل هذه الحادثة وتزيد من الاساءة للمسلمين وهي دول علمانية وبالتالي كيف يمكن التعامل مع العديد من الدول.. هل سنقاطع كل منتجاتها؟ ويقترح النجار ان تكون هناك عقوية رادعة في كل بلدان العالم لكل من تسول له نفسه بالتطاول علي أي من الاديان الثلاثة كما يحدث اذا تكلم احد عن "محرقة اليهود". اما ممدوح ستين عضو شعبة المستوردين وواحد من كبار المستوردين من الدنمارك فيقول المقاطعون تعاملوا مع الموضوع بالعاطفية ونسوا ان هناك بالفعل بضائع باموال باهظة موجودة في السوق مملوكة لمصريين وبالتالي هم سيدفعون الثمن وليس الدنمارك. ويضيف ان البضائع الدنماركية الموجودة في السوق القابلة للتلف تقدر بحوالي عشرين مليون جنيه. وهي الآن أموال مهددة بالضياع وفي النهاية هي اموال ستضيع علي مصر. واشار الي انه كمستورد ويتعامل مع الدنمارك منذ فترة بعيدة وقرر منع التعامل معها بعد ما حدث لكن المشكلة ليست في منع التعامل كما يقول ولكن في البضائع الموجودة في السوق والتي بدأ التجار يردونها اليه مرة اخري.