ارتفعت أسعار البترول في بداية تعاملات الأسبوع ليقترب سعر البرميل من 70 دولارا بسبب نقص الإمدادات من نيجيريا والقلق بشأن مشكلة نشاط إيران النووي. ومع ارتفاع الأسعار تحق الدول المصدرة عائدات طائلة، لكن الفوائد تعود أيضا علي شركات الطاقة الكبري في العالم مثل اكسون موبيل وبريتش بتروليوم "بي بي" وشل. وقد أعلنت شركة إكسون موبيل التي تعتبر أكبر منتج للطاقة في العالم عن تحقيقها لأرباح قياسية بسبب ارتفاع أسعار البترول. وقفزت أرباح الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي من 10.7 مليار دولار إلي 8.4 مليار دولار. ويتوقع أن تعلن شركة رويال داتش شل ثالث أكبر شركات الطاقة في العالم أرباحها السنوية للعام الماضي بنهاية الأسبوع محققة ربحا قياسيا بنحو 23 مليار دولار. لكن المحللين لا يتوقعون استمرار تلك الصورة الوردية لفترة طويلة. وحسب الأرقام التي ستصدر في بورصة لندن قبل نهاية الأسبوع تكون شركة شل الهولندية البريطانية قد حققت أرباحا بمعدل يزيد علي 2.5 مليون دولار في الساعة العام الماضي. وحسب نسب الأرباح السابقة فإن أرباح اكسون موبيل فاقت أرباح شركة شل بما يجعل أرباحها في الساعة تقارب 3 ملايين دولار، وكذلك الحال بالنسبة لثاني أكبر شركات الطاقة "بي بي" البريطانية. ويعد الرقم مهما من ناحيتين، أولاهما أنها المرة الأولي التي تحقق فيها شركة بريطانية أرباحا سنوية تفوق ال 20 مليار دولار. وفي الوقت الذي يعاني فيه المستهلك في الدول الغربية من وطأة ارتفاع أسعار مشتقات البترول تطالب الشركات الكبري باستمرار إعفاءاتها الضريبية. وتحصل الدول الغربية رسوما وضرائب تزيد علي نصف ما يدفعه المستهلك من ثمن لتر البنزين مثلا في حين تخفض الحكومات ضرائب الشركات لتشجيع الاستثمار. ويتوقع كثير من المحللين أن يكون الاستثمار والجدل بشأن احتياطات العالم الحقيقية من البترول الغاز السبب في عدم استمرار موجة الأرباح العالية لشركات الطاقة الكبري. فمع وصول العالم أو قرب وصوله إلي قمة إنتاجه من الطاقة تزيد كلفة استخراج برميل البترول باطراد، وتحتاج الاكتشافات الجديدة لاستثمارات ضخمة تتردد الشركات في الالتزام بها. كما أن هناك صيحات خافتة تحذر من أن احتياطات الشركات والدول المنتجة للبترول مبالغ فيها ربما بمقدار الضعف.. وتلك عوامل قد تجعل الحفاظ علي معدلات الربح الهائلة صعبا في المستقبل.