بدأ الزحف النسائي يؤتي ثماره.. ويجب أن نعترف لهن بالمقدرة.. والحنكة والكياسة!.. ويجب علينا أن نسقط الدعاوي القديمة التي تقول بأن المرأة تمثل الجنس الضعيف.. وأن دموع المرأة سلاحها الشديد في مواجهة الآخرين.. وأخيرا اتضح لنا أن المرأة هي الجنس الأقوي، وهي الجنس اللطيف أيضا! أما دموعها فهي مثل دموع التماسيح..! كانت هذه المقدمة ضرورية لتفسير نجاح المرأة الأخير واحتلالها للمناصب الأولي في بعض دول العالم! علي فكرة فأنا لست ضد المرأة أو ضد تقلدها أعلي المناصب وكل المناصب، لأنني أعتقد ان النساء لو حكمن العالم فسوف تنتهي الحروب والصرعات السياسية في الدنيا كلها، وقد يتحول الصراع فيما بين الرئيسات علي أسلوب وضع المكياج.. ولون أحمر الشفايف وآخر خطوط الموضة، وما يصلح لأجسامهن فيما كان البنطلون أفضل أو الفستان الذي ينفع معه اظهار مفاتن السيقان الجميلة! إنني أعتقد أن العالم سيصبح شكل تاني.. والحياة ستكون حلوة.. وبمبي في بمبي..! والأفضل لو أن الرئيسات كن ملكات جمال وعندها ستتحول الأممالمتحدة إلي منظمة لمسابقات الجمال للرئيسات..! وعلي فكرة.. فقد سبقت الدول الآسيوية العالم في قيام النساء بشغل المناصب الأولي، فقد رأينا امرأة رئيسة للجمهورية في سيريلانكا وانديرا غاندي رئيسة وزراء في الهند، وبنازير بوتو رئيسة للحكومة الباكستانية وقد كانت أقوي شخصية هناك.. وتانسو شيلر كانت رئيسة للوزراء في تركيا وظلت تحكم بلادها فترة طويلة ومن المعروف أن منصب رئيس الجمهورية في كل من تركيا وباكستان هي مناصب شرفية والحكم الفعلي لرئيس الوزراء. وإذا كانت المرأة قد احتلت المناصب الأولي في آسيا وأوروبا في بريطانيا بالتحديد اثناء فترة تولي السيدة مارجريت تاتشر رئاسة ا لحكومة وكانت تلقب بالمرأة الحديدية، فإن افريقيا وأمريكا اللاتينية لم تتول فيها النساء المناصب الأولي إلا في هذا الأيام. والآن وقد تزامن فوز ميشيل باشلي في الشيلي بالانتخابات الرئاسية مع تنصيب أول امرأة افريقية تنتخب لمنصب رئيس الدولة في ليبيريا، فيما أصبحت انجيل ميركل أول امرأة في تاريخ ألمانيا تنتخب لمنصب المستشارية في الوقت الذي ينتظر أن تحقق تارجا هالونين رئيسة فنلندا المنتهية فترة ولايتها لفوز في الدورة الثانية المقررة بتاريخ 29 يناير الجاري لفترة رئاسية ثانية. لقد أوضح اللقاء العلمي الذي نظمه المعهد الوطني الديمقراطي تحت رئاسة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ان النساء اللواتي يمثلن 52 في المائة من سكان العالم لا يمثلن سوي 15 في المائة من مناصب المسئولية في الحكومات علي المستوي العالمي غير ان عملية واسعة للمشاركة السياسية تبدو في الأفق، لاسيما وان الأشهر الاخيرة شهدت انتخاب أول امرأة تتولي منصب رئيس دولة في افريقيا، وانتخاب اول امرأة في منصب المستشارية في تاريخ ألمانيا، فيما تبقي مشيلد باشلي أول امرأة تنتخب في بلادها الشيلي بالاقتراع العام المباشر وعلي مستوي أمريكا الجنوبية، في الوقت الذي تنتظر تارجا هالونين الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فنلندا من أجل الفوز بفترة رئاسية ثانية، والأكيد انه من أوروبا إلي آسيا مرورا بأمريكا وافريقيا اصبحت المرأة خصما أكيدا للرجل علي منصب رئيس الدولة أو رئيس الوزراء من خلال صناديق الاقتراع واصبحت تزحف من أجل استكشاف المناصب السياسية الرفيعة والمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية. وقد أدت ايلين جونسن سيرليف القسم يوم الاثنين الماضي في ليبيريا بحضور عدد كبير من رؤساء الدول كأول امرأة تنتخب علي رأس دولة افريقيا، وكانت ايلين جونسن قد تمكنت بتاريخ 8 نوفمبر الماضي بالفوز في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بنسبة 4.59 في المائة أمام نجم الكرة جورج وياه وكانت امرأة قد حكمت ليبيريا لمدة تقل علي سنة بعد تعيين روث ساندو بيري في شهر سبتمبر من سنة 1996 رئيسة لمجلس الدولة في ليبيريا وهو جهاز تنفيذي انتقالي كان يسهر علي تسيير ليبيريا التي كانت رهينة لحرب أهلية منذ شهر ديسمبر ،1989 وكانت روث ساندو بيري أول امرأة رئيسة دولة في افريقيا عملت علي نزع أسلحة المتمردين واعادة توطين اللاجئين وتنظيم الانتخابات التي شهدتها البلاد في سنة ،1997 والتي فاز فيها شارل تايلور، حاليا تتولي العديد من النساء في افريقيا منصب نائبة الرئيس أو رئيسة الوزراء اضافة لمنصب وزيرات لا يكتفين فقط بوزارات اجتماعية تهم الأسرة أو الطفل، في افريقيا الجنوبية تم تعيين مالامبو نجوك في شهر يونيه الماضي في منصب نائبة الرئيس لتصبح أول امرأة تتولي هذا المنصب في بلادها، كذلك صادق البرلمان البوروندي في شهر اغسطس الماضي علي تعيين أليس نزو موكوندا في منصب النائب الثاني للرئيس المكلف بالشئون الاقتصادية والاجتماعية في جامبيا - كينست ايساتو سايدي في شهر مارس 1997 نائبة للرئيس وتم تأكيد تعيينها في منصب نائبة الرئيس ووزيرة المرأة في الحكومة في شهر مارس الماضي، كذلك احتفظت لويزا ديوغو التي عينها رئيس الوزراء في شهر فبراير 2004 بمنصبها في الحكومة التي تم تشكيلها في شهر فبراير الماضي من طرف رئيس الدولة الجديد أرماندو جوبوزا، كما تتولي امرأة في الموزمبيق منصب وزير الخارجية، في ساو طومي وبرنيسب، تم تعيين محافظة البنك المركزي ماريا دوكارمو سيلفيرا رئيسة للوزراء في شهر يونيه الماضي، فيما سبق لامرأة أخري، ماريا لوسوزا ان تتولي نفس المنصب خلال الفترة ما بين أكتوبر 2002 وسبتمبر 2004 في السنوات الأخيرة، تمكنت العديد من النساء الافريقيات من ولوج منصبي الرئيس أو رئيس الوزراء. وكانت واندير كازبوي قد عينت في سنة 1994 في منصب نائب الرئيس لتصبح أول امرأة تتولي منصبا سياسيا رفيع المستوي في بلادها واحتفظت بمنصبها إلي أن استقالت في سنة 2003 وفي السنغال تعد ماديور بوي أول امرأة تتولي منصب رئيس الوزراء في بلادها، في شهر مارس من سنة 2001 قبل ان تغادره في شهر نوفمبر ،2002 وكانت اجاثا ابويلين جيامانا قد عينت في منصب رئيس الوزراء في شهر يوليو 1993 قبل أن تلقي مصرعها في اليوم الأول من بداية مجازر 1994 كذلك ترأست سيلفي كينيجر الحكومة في بوروندي خلال الفترة ما بين يوليو 1993 وفبراير 1994. والآن.. هل نقول مبروك.. بل وألف مبروك.. وعقبال أولادنا جميعا..!