أقراص

"البرود باند"... وإعادة الهيكلة

Khaled@gn4me.com
لعل انتشار الانترنت اعتمد في بدايته علي ما توفره الشبكة من مزايا يصعب علي أي وسيلة أخري مجاراتها مما جعلها تحتل مكانة أكثر تقدما لدي الكثير من الأفراد والمؤسسات في الحصول علي المعلومات ومتابعة الأحداث المحلية والعالمية هذا ناهيك عن كونها إحدي وسائل الترفيه ومثيرا للتعبير عن حرية الرأي ولعل ما أعلنه مؤخرا الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أن عدد مشتركي البرود باند وصل في مصر نحو 100 ألف مشترك مشيرا إلي أنه تجري دراسة كيفية زيادة هذا العدد من خلال تخفيض الأسعار وتحسين مستوي الخدمة والدعم الفني لها وتسهيل الإجراءات علي المشتركين يفتح الباب لمناقشة ضرورة اعادة هيكلة مبادرة الانترنت فائق السرعة "البرود باند" والتي تتيح للمستخدمين مضاعفة سرعة الاتصال بالشبكة عدة مرات مقارنة بخدمة الديل أب للاتصال بالانترنت "عبر خط التليفون العادي" فإن الأمر بالتأكيد يحتاج إلي نوع من التوعية من جانب الشركات التي ستقدم هذه الخدمة لشرح كيف يمكن للمستخدمين تعظيم الاستفادة منها.
وبالطبع فإن اقتصار القاعدة المحلية لمستخدمي الانترنت فائق السرعة علي نحو 100 ألف مستخدم "علي أقص تقدير متفائل" مقابل نحو 20 مليون مستخدم في كوريا الجنوبية و70 مليونا في الولايات المتحدة يرجع بشكل أساسي إلي عدم معرفة المستخدم المحلي ماذا نعني بالبرود باند علاوة علي نقص الخدمات التي يمكنه الحصول عليها من خلال هذه الخدمة.
ومن ثم نتصور أن غياب الخدمات ذات القيمة المضافة يعد أحد العناصر التي تؤدي إلي عزوف المستخدم عن استخدام البرود باند وهنا تبرز أهمية اعطاء دفعة قوية لصناعة المحتوي الرقمي باللغة العربية علي الانترنت وتنشيط المبادرة المحلية لتنمية المحتوي العربي الرقمي علي الشبكة حيث لا يتجاوز نسبة 1% من إجمالي المحتوي العالمي الالكتروني علي الشبكة كما أن تقديم بعض الخدمات المكملة للبرود باند بات بمثابة الشرط الضروري مثل البريد الالكتروني وزيادة سعته وألبوم الصور الشخصية ومنح مساحة لخدمة تدوين البيانات والاَراء الشخصية للمستخدم وامكانية المساعدة في تصميم موقع شخصي.
كذلك يجب أن تقوم الجهات المشركة في المبادرة بتنظيم حملات توعية تشرح فيها للفئات المستهدفة من تلك المبادرة وما نوعية الخدمات الجديدة والمفيدة بالنسبة للمستخدمين "نقل الصوت عبر الانترنت - الفيديو حسب الطلب التليفزيون التفاعلي" وبالتالي فإن الأمر لا يمكن أن يقف عند مجرد طرح خدمة جديدة لزيادة سرعة الاتصال بالانترنت لإقناع المستخدم بالاعتماد علي تلك الخدمة وإنما يجب أن تعمل جميع الاطراف المعنية علي تقديم نوع من العروض الترويجية التي تضمن في النهاية تعظيم استفادة المستخدم النهائي ودفع المقابل المادي لتلك الخدمة.
نؤكد أيضا أن أحد أهم متطلبات زيادة قاعدة المستخدمين المحليين لخدمات البرود باند هو زيادة الاهتمام بتطوير وتحسين خدمات الدعم الفني والصيانة إذ لا يمكن أن نحقق مفهوم رضاء العملاء عن الخدمة دون ضمان حصولهم علي كامل حقوقهم "لاسيما وأن قيمة الاشتراك يتم دفعه بصورة تلقائية أيا كان مستوي الخدمة المقدم" ومن ثم ليست هناك حرية الاختيار أمام المستخدم علي غرار ما يحدث مع نظام (Dialup) والانتقال بين عدد من موفري خدمات الانترنت.