في توقيت مناسب تماما خرج شريط جديد لزعيم القاعدة أسامة بن لادن يهدد العالم الغربي بوجه عام والولايات المتحدة بوجه خاص بالويل والثبور وعظائم الأمور وقال إن هناك عمليات تحت الاعداد ولن يعوق تنفيذها الاجراءات الأمنية، وفي نفس الوقت يعرض هدنة بشروط لم يعلن عنها.. ويقول انها هدنة طويلة تتيح اعادة اعمار العراق وأفغانستان. والشريط مؤرخ قبل أكثر من شهر من الآن وجاء اعلانه في ظروف ازدياد الضغط العسكري علي المسلحين في العراق، وبعد الغارة الجوية علي منطقة حدودية باكستانية أودت بحياة أشخاص مهمين في تنظيم القاعدة وفي نفس الوقت الذي يعاني فيه الرئيس بوش من ضغوط داخلية شديدة لسحب قواته من العراق بدعوي أنها لم تحقق أهدافها من ناحية وتجنبا لخسائر كبيرة في الأرواح. والتوقيت مناسب للأمريكيين تماما فهو يعطيهم اشارة إلي أن تنظيم القاعدة يعاني من صعوبات بعد الضغوط العسكرية الشديدة في العراق وافغانستان وخاصة بعد ورود أنباء عن انشقاق بين المسلحين في العراق أدي إلي وصول معلومات إلي القوات الأمريكية وأجهزة الحكومة العراقية تؤدي إلي القبض علي أعداد من المسلحين احياء، وهو الأمر الذي يسمح باستجوابهم لمعرفة المزيد من المعلومات عن قواعدهم التنظيمية وأماكن اختفائهم والقوي المحلية التي تقدم لهم الدعم المادي والمعنوي. وتشير البيانات العسكرية المتداولة إلي أن تنظيم القاعدة تعرض لاختراق واسع في باكستان وفي أفغانستان وفي العراق نتيجة العمليات الاستخباراتية التي تستهدف جمع المعلومات وكذلك بسبب الضغوط الشديدة علي المجتمع المحلي لكي يسلم تلك العناصر المطلوبة او نتيجة اغراءات كبيرة بالحصول علي أموال أو مزايا اذا كفت القوي المحلية عن دعم المسلحين. والملاحظ أن العملية الاخيرة التي حدثت علي الحدود بين باكستان وافغانستان وأودت بحياة عدد من المدنيين استهدفت عددا من كوادر القاعدة كان المفترض أن يكون الرجل الثاني أيمن الظواهري من بينهم ولكنه لم يحضر في الوقت المناسب أو انصرف قبل العملية ويدل هذا علي أن معلومات علي قدر من الدقة بدأت تصل إلي أجهزة الاستخبارات عن مواعيد تحركات القادة وأماكن تواجدهم مع توافر القدرة علي توجيه ضربات لهم دون قيود. ومن ناحية أخري فإن زيادة الضغوط علي المجتمع المحلي يؤدي إلي بروز قوي تطالب بإبعاد هؤلاء الذين يتسببون في ايقاع خسائر بين المدنيين وزيادة تعرض المنطقة لتدخل قوات الأمن وبالتالي فقد القيادات المحلية القبلية لنفوذها التقليدي. ومع ذلك فلا يزال أفق انتهاء تلك العمليات غائما ولا تلوح فيه أي بوادر لتحقيق انتصار وشيك لأحد الطرفين.