توقعت دراسة حديثة لشركة التجاري الدولي للسمسرة (CIBC)، ان يدعم النمو القوي لقطاع التشييد والبناء محليا وعالميا خلال العام الحالي والقادم ربحية شركات الحديد المصرية التي يأتي في مقدمتها العز لحديد التسليح والاسكندرية للحديد والصلب والتي تمتلك الاولي حصة كبيرة فيها، اذ توقعت الدراسة ان ينمو الطلب المحلي علي الحديد من نحو 700 الف طن في عام 2004 الي 1.2 مليون طن في عام 2007 كنتيجة لتوقع نمو قطاع التشييد والبناء في مصر بنحو 4.4% وفقا لخطة الدولة في عام 2005/2006 في حين توقعت ان ينمو الطلب المحلي علي الحديد خلال العشرة سنوات القادمة بمعدل 3.5% ليصل الي 1.5 مليون طن في عام 2015. وعلي المستوي العالمي توقعت الدراسة استمرار نمو قطاع التشييد والبناء، وهو ما يدعم الطلب العالمي علي حديد التسليح خاصة في الصين والهند والدول الخليجية وامريكا الجنوبية واوروبا الغربية، وهو ما سوف ينعكس علي معدل نمو الطلب العالمي علي الحديد، اذ من المتوقع ان ينمو بنحو 4.6% خلال الفترة من 2005 الي 2007 ومن ثم الاسعار العالمية التي تلعب دورا اساسيا في اتجاه الاسعار المحلية وبالتالي ربحية الشركات المحلية. وبناءا علي توقعات النمو المحلية والعالمية، فقد حددت الدراسة القيمة العادلة للاسكندرية لحديد التسليح بنحو 1758.56 جنيه للسهم في حين حددت سعر 81.95 جنيه قيمة عادلة لحديد عز علي المدي القصير وسعر 90.53 جنيه للسهم في حالة تحقق سيناريو نمو الاسعار وهو ما تحقق بالفعل خلال الاسابيع الماضية اذ حقق السهم مستوي 85 جنيه وفي طريقه الي مستوي ال90.53 جنيه. وتوقعت الدراسة استمرار ارتفاع اسعار الحديد خلال العام الحالي والقادم وان كانت بمعدلات ابطئ من السنوات السابقة في حين ابرزت الدراسة النمو القوي لاسعار الحديد محليا وعالميا خلال السنوات العشرة القادمة باستثناء عامي 2007 و2013 حيث توقعت ان يشهد نمو الاسعار تباطؤ ملحوظ. ونظرا للدور الكبير الذي تلعبه مستويات الاسعار العالمية علي اتجاه الاسعار داخليا، فقد وضعت الدراسة سيناريوهين مختلفين لاتجاه الاسعار. السيناريو الاول حيث يشير السيناريو الاول الي ان هناك توقعات بارتفاع قوي لاسعار الحديد خلال العشرة اعوام القادمة كنتيجة لازدهار الاقتصاد العالمي وهو ما يؤدي الي نمو قوي لقطاع التشيد والبناء عالميا ومن ثم زيادة الطلب العالمي علي الحديد ولاسيما من الصين والهند في الوقت الذي من المتوقع ان تؤدي زيادة اسعار المواد الخام وزيادة تكلفة الشحن الي زيادة الاسعار العالمية وبالتالي المحلية ومما يدعم ارتفاع الاسعار المحلية ايضا توقع الانخفاض في قيمة العملة المحلية خلال السنوات القادمة بنسبة 3% في المتوسط عند ادني تقدير وهو ما سوف يرفع من اسعار الحديد المحلية كنتيجة لارتفاع اسعار المواد الخام المستورده وبالتالي تري الدراسة مع تحقق هذا السيناريو فان هناك ارتفاع بنحو 20% في سعر سهم حديد عز خلال عام وبالتالي فان السعر العادل في هذه الحالة سوف يكون 90.53 جنيه للسهم. السيناريو الثاني اذ يشير هذا السيناريو الي تراجع الاسعار العالمية وبالتالي المحلية حيث سوف تدور الاسعار العالمية في نطاق ضيق حول 418 و473 دولار للطن خلال الخمسة والاربعة سنوات القادمة. في هذه الحالة فان منتجي الحديد سوف يرفعون امكانيات الانتاج الي النقطة التي تؤدي الي زيادة المخزون وباتالي الانخفاض التدريجي للاسعار حتي الوصول الي نقطة تكلفة الانتاج. عند هذه النقطة تري الدراسة ان المنتجين سوف يخفضون المعروض من الانتاج وبالتالي عودة الاسعار الي الارتفاع نسبيا ووفق هذا السيناريو فان السعر العادل لسهم العز للحديد سوف يكون 75.71 جنيه للسهم وان كانت الدراسة قد استبعدت هذا السيناريو حيث ان هناك تنامي في الطلب العالمي سوف يؤدي الي التقليل من اثر زيادة الانتاج عالميا وبل الي تلاشية وبالتالي فان الاتجاه الصعودي للاسعار هو الاكثر ترجيحا. السوق العالمية للحديد والقت الدراسة الضؤ علي السوق العالمية للحديد، حيث بلغ الانتاج العالمي من الحديد الخام خلال التسعة شهور الاولي من عام 2005 لنحو 61 دولة تمثل 98% من اجمالي الانتاج العالمي، 819 مليون طن بنمو 6.3% عن نفس الفترة من العام الماضي، حيث سجل الانتاج زيادة ملحوظة في بعض الدول المنتجة وانخفاض ملحوظ في دول اخري. ففي الاتحاد الاوروبي والذي يمثل 17% من الانتاج العالمي للحديد الخام سجل انتاج الحديد الخام انخفاضا نسبته 4.2% الي 138.8 مليون طن، اذ انخفض انتاج كل من المانيا وفرنسا واسبانيا بنحو 4.6% و 7% و0.1% علي الترتيب بينما وراتفع انتاج ايطاليا (ثاني اكبر منتج في الاتحاد الاوروبي) بنحو 3.4% الي 21.6 مليون طن. وفي آسيا حيث يمثل انتاجها 51% من الانتاج العالمي ارتفع الانتاج الصيني بنحو 27.4% في التسعة شهور الاولي من العام الماضي وارتفع الانتاج الياباني بنحو 0.7% عند 84.6 مليون طن. وارتفع انتاج كوريا الجنوبية بنحو 0.6% الي 35.3مليون طننتيجة خطط الحكومة لاعادة البناء والتنمية. واشارت الدراسة الي الدور الاساسي الذي لعبته ارباح الاسكندرية للحديد والصلب في دعم دخل حديد عز من الاستثمار خلال التسعة شهور الاولي من عام 2005، اذ ساهمت بنسبة 103% في مكاسب حديد عز من دخل الاستثمار. واوضحت الدراسة ان عوامل الربحية متوفرة بنفس الدرجة بالنسبة لحديد عز وان كانت حديد الاسكندرية لديها ميزات تتمثل في تنويع منتجاتها من الحديد واستخدامها تكنولوجيا اعلي وانخفاض تكلفة خام الحديد الذي تقوم باستيراده مقارنة باسعار واردات قضبان الحديد التي تقوم شركة عز باستيراده. التحليل المالي للعز وحول الاداء المالي لشركة العز لحديد التسليح ابرزت الدراسة نمو صافي ارباح الشركة خلال التسعة شهور الاولي من عام 2005 بنسبة 41% الي 2.4 مليار جنيه نتيجة لنمو اجمالي المبيعات في السوق المحلية والتي تمثل 94% من مبيعات الشركة بنحو 48% الي 2.2 مليار جنيه، حيث نجحت الشركة في دعم حصتها من مبيعات السوق المحلية من 29% الي 33% خلال عام 2005 في حين دعمت نفوذها في السوق المحلي ككل بعد اضافة حصتها في الاسكندرية للحديد والصلب لتصل الي 68% من حجم السوق الكلي في 2005 مقارنة بنحو 63% عام 2004.