بدأت وزارة الاستثمار منذ اكثر من عام في حصر الأراضي غير المستغلة للشركات والتصرف في بيعها والاكثر من ذلك تفكيرها الحالي في نقل مصانع الشركات نفسها الي المدن الصناعية للاستفادة من مواقع الارض داخل الكتل السكنية اهمها الدراسات الحالية لنقل مصانع شركة "ترانكو" الي العامرية الجديدة للاستفادة من قيمة الارض البالغة مليار جنيه وايضا نقل مصنع "سيد" الي اقرب مدينة صناعية الاقرب لها مدينة 6 اكتوبر اضافة الي بدء الاجراءات الخاصة ببيع الارض الواقعة بزمام شركة "غزل المحلة" وبذلك فان عمليات التقييم لن يدخل فيها قيمة الارض. علي سبيل المثال كما يقول وزير الاستثمار فان شركة "سيد" للادوية تم نقل ملكية الارض التي تمتلكها الي الشركة القابضة للدواء في هذا الاطار للتصرف فيها. يذكر ان وزارة الاستثمار وبخلاف الاراضي التي يتم بيعها سنويا حسب احتياجات السوق فقد نفذت صفقتين تعتبران من اكبر الصفقات التي تمت خلال العام الماضي وهي بيع ارض زهراء المقطم الي شركة اعمار دبي بقيمة 360 مليون جنيه وكذلك بيع ارض "توماس كوك" ببولاق الي الحكومة القطرية بقيمة 290 مليون جنيه وفقا لبيانات وزارة الاستثمار. وقد حدد المسئولون علي البرنامج امكانية الاستفادة من قيمة هذه الاراضي في سداد مديونيات الشركات واصلاح هياكلها المالية وتصحيح مسار الشركات لوقف نزيف الخسائر في بعض الانشطة. رصد "الاسبوعي" من خلال هذا التحقيق آراء الخبراء والمسئولين حول هذا الموضوع حيث اجمعوا علي اهميته في عملية اعادة الهيكلة وتقييم الشركات وفيما يلي نستعرض اهم هذه الآراء: غزل المحلة تعتبر شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة واحدة من كبري الشركات التي تعمل في مجال الغزل والنسيج بالشرق الاوسط حيث يؤكد محسن الجيلاني رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج ان الشركة وضعها جيد مقارنة باغلب الشركات في القطاع والتي تجاوزت خسائرها حقوق الملكية الا ان المحلة تساوي اجمالي خسائرها مع حقوق الملكية لهذا العام وان ايراداتها بلغت مليار جنيه. ويوضح الجيلاني ان الشركة تمتلك 6 مصانع ويبلغ رأسمالها 30 مليون جنيه موزعة علي 6 ملايين سهم تمتلكها الشركة القابضة بالكامل وتقوم الشركة بغزل ونسيج وتجهيز الاقمشة القطنية والصوفية والمخلوطة كما تقوم بانتاج البطاطين الصوفية والمخلوطة والقطن الطبي والملابس الجاهزة والاقمشة الحريرية وبلغت ايراداتها مليار جنيه العام المالي الماضي 2004- 2005. وعن مشكلات الشركة يؤكد الجيلاني انها تعاني من معظم المشكلات التي تشكو منها شركات القطاع واهمها سياسات القطن التي تسببت في خسائر 136 مليون جينه للشركات وكذلك من المديونيات التي تبلغ 950 مليونا. مديونيات المحلة ويؤكد الجيلاني ان مديونيات شركة المحلة تبلغ 950 مليون جنيه وتسعي الشركة من خلال بيع الارض البالغ مساحتها 36 فدانا تبلغ قيمتها 650 مليون جنيه الي الاستفادة من هذه الحصيلة في اعادة هيكلة الشركة عن طريق امتلاك جزء وتسوية بعض مديونيات الشركة متوقعا ان تصل ارباح الشركة بعد هذه الخطوة الي 50 مليون جنيه فورا ناتجة عن استغلال السيولة في اصلاح الهيكل التمويلي للشركة. ويوضح الجيلاني ان هذه الخطوة تأتي بعد ان تقدم عدد من المستثمرين لاقامة مناطق صناعية بالمنطقة لتبدأ بالفعل اجراءات التصرف في مساحة 36 فدانا الكائنة بزمام الشركة وذلك بالتنسيق مع وزارتي المالية والصناعة والتجارة. نقل المصانع ومن هذا المنطلق يؤكد محمد ربيع خبير استثمارات الغزل والنسيج ان هذا الاتجاه جيد لاصلاح شركة المحلة مشيرا الي ان شركات الغزل والنسيج كلها مقامة علي اراض داخل كردون المدن وتتعدي قيمتها السوقية ارقاما كبيرة مثل شركات "ستيا" و"السيوف" و"كوم حمادة" و"المحمودية" و"الدلتا" وغيرها الكثير. وحول امكانية نقل هذه المصانع بالكامل الي المدن الصناعية والاستفادة من قيمة اراضيها يؤكد ربيع ان تكلفة نقل اي مصنع تبلغ نصف ثمنها وهو ما يستدعي النظر الي حالة كل شركة من شركات القطاع علي حدة بالنسبة لمردود ذلك علي اداء الشركات واصلاحها. "ترانكو" وقد بدأت بالفعل الشركة القابضة للصناعات الكيماوية في إعداد دراسة فنية ومالية لنقل أنشطة شركة النقل والهندسة من منطقة سموحة بالإسكندرية الي العامرية الجديدة للاستفادة من قيمة الأرض المقام عليها المصانع. وتصل القيمة البيعية للأرض الي مليار جنيه كما أكدت الدراسات المالية التي ورد فيها ان عملية نقل المصانع تتكلف نحو 100 مليون جنيه يتم تنفيذها خلال 8 أشهر. ويصف شريف نور الشريك المسئول عن الاستشارات المالية ببرايس وترهاوس هذا الاتجاه "بالفعال" و"المبهر" لإعادة تصحيح مسار الشركات.. وخاصة في شركة النقل والهندسة التي تقع مصانعها علي نادي سموحة مباشرة. وأضاف نور أن ما يحدث الآن يأتي عكس ما تم في السابق بعد ان تم شراء شركة "كوكاكولا" وقيام المشتري نفسه بعد ذلك بنقل مصنع الشركة الي العاشر من رمضان والاستفادة من قيمة بيع الأرض التي كانت كائنة بمنطقة الدقي بالقاهرة. النقل أفضل وطالب نور بتعميم ذلك علي جميع الشركات التي تقع مصانعها في أماكن استراتيجية ومميزة داخل كردون المدن وخاصة أن ذلك سيساعد الشركة علي توفير السيولة اللازمة لإصلاح هياكلها المالية مشيرا الي ان معظم المصانع في شركات قطاع الأعمال العام تمتلك مصانع بالات تم تركيبها بعد الثورة أي أنها متهالكة وقديمة مما يعني أن عملية النقل ستساعد أيضا علي تجديد خطوط الانتاج في هذه المصانع. "سيد" ومن جانبه أوضح الدكتور مجدي حسن رئيس الشركة القابضة للأدوية عن المراحل التي سوف يتم تنفيذها بعد ان تم أخذ قرار بعدم اجراء قيمة الأرض التي تمتلكها الشركة في عملية تقييم سهم الشركة والتي تبلغ مساحتها 44 الف متر مربع وتقع في منتصف شارع الهرم الرئيسي حيث أكد انه سيتم نقل المصنع لاقرب مدينة صناعية علي أن تتم الاستفادة من قيمة الأرض في عمليات التطوير والنقل وخاصة ان تكلفة انشاء مصنع الدواء تتراوح بين 300 و350 مليون جنيه. وتعتبر شركة "سيد" إحدي شركات القابضة للأدوية البالغة 12 شركة وقد شهدت مؤشراتها المالية خلال العام المالي الماضي تحسنا ملحوظا حيث بلغت ايرادات النشاط نحو 23.1 مليون جنيه مقابل 20.3 مليون جنيه خلال العام المالي 2003 2004. وارتفعت مبيعات الشركة الي نحو 22.9 مليون جنيه مقابل 19.9 مليون جنيه كما زادت حصيلة التصدير الي نحو 10.8 مليون جنيه مقابل 9.6 مليون جنيه كما ارتفع صافي الأرباح بشكل ملحوظ ليصل الي 30.8 مليون جنيه مقابل نحو 19.8 مليون جنيه. تم تعيين نحو 165 عاملا بالشركة خلال العام المالي الماضي في إطار خطة الشركة لتعيين عمالة اليومية لتبلغ اعداد العمالة 2435 عاملا مقابل 2140 عاملا إجمالي أجورهم السنوية نحو 36.6 مليون جنيه.