أكثر من سبب كان وراء اختيار د.حاتم الجبلي لحمل حقيبة وزارة الصحة في حكومة د.أحمد نظيف الجديدة.. ويمكن اختصارها إجمالا في أنه شخصية عامة وسياسية.. كما أنه شخصية علمية واقتصادية فكما ينتمي إلي الحزب الوطني.. ينتمي إلي مؤسسة علمية عريقة هي طب قصر العيني.. وإلي أكثر من تنظيم لمجتمع الأعمال أبرزها "جمعية رجال الأعمال".. ومنتدي مصر الاقتصادي.. بخلاف مؤسسات المجتمع المدني بمختلف مجالاتها. لكل ذلك كان حوار "العالم اليوم الاسبوعي" مع الدكتور حاتم الجبلي، طرحنا عليه كل التقارير التي تناولته خال الفترة التي تلت إعلان حمله لتلك الحقيبة الوزارية.. وحاولنا التعرف منه علي خططه لهذا القطاع المهم الذي تولي مسئولياته. أكد لنا د.الجبلي أن خصخصة وزارة الصحة ليست واردة أبدا.. ونفي تماما ما قيل بأنه سوف يقلبها إلي "قطاع استثماري"، وشدد علي أن الأولوية للمريض المصري محدود الدخل، وكل المرضي باختلاف مستوياتهم من القاع إلي القمة، وفيما يتعلق بالملفات الصعبة أكد أن دور الحكومة هو توفير الدواء الجيد بالسعر المناسب دون المساس بالاتفاقيات والالتزامات الدولية.. كما أشار إلي أنه سيتم وضع حلول غير تقليدية لمواجهة مشكلات تمويل وإدارة المستشفيات الحكومية.. وهكذا كان الحوار. قوبل انضمام رجال أعمال أو من يعملون في القطاع الخاص إلي الحكومة الجديدة بمخاوف حول خصخصة بعض القطاعات وخصوصا قطاع الصحة.. فما رأيك في ذلك خاصة ما يثار عن تحول القطاع من عام إلي قطاع استثماري؟؟! ليس واردا أن يحول القطاع الطبي الحكومي إلي قطاع استثماري ولن ولم تخصخص وزارة الصحة بكل قطاعاتها وأجهزتها وإلا لن يجد المريض البسيط محدود الدخل الخدمة الطبية التي ينشدها ويهمني التأكيد علي أن من أولويات خططي المريض محدود الدخل لأني أعلم جيدا معاناة المواطن المصري وأوجه القصور وجوانب الاستغلال فأنا من أهم أولوياتي توفير العلاج للمواطن البسيط وتوفير خدمة صحية مميزة في مصر يلمسها المواطن عن قرب وتعود عليه وعلي أسرته بالنفع كما أن اهتمامي بالمواطن المصري عام بغض النظر عن مستواه الاجتماعي وأنا علي يقين بأن موقعي الوزاري صعب جدا لأنه يرتبط بحياة الناس ومصيرهم بعد الله سبحانه وتعالي ولا يعني عملي السابق في القطاع الخاص خلال الفترة الماضية أننا أنني بعيد كل البعد عن مشكلات المواطن العادي التي يواجهها لأنني عملت في بداية حياتي بالحكومة حيث كنت أعمل استاذا جامعيا وفي المستشفيات الحكومية وتعرفت منذ بداية حياتي العملية علي مشكلات المواطنين بداية م تعييني بالجامعة كنائب طبيب وتعرفت علي معاناة الشعب المصري. وأمام كل ذلك فأنا أمام تحد كبير وليس فقط التحديات التي يواجهها أي وزير في منصبه التنفيذي ولكن أيضا من أجل اعطاء مثل جيد للقطاع الخاص وذلك بداية من سرعة اصلاح الأجهزة الطبية ومواجهة عدم توافر الميزانية الكافية لتوفير المستلزمات الطبية والأدوية وما يحتاجه المرضي. المرحلة الجديدة * إذن ما خطتك لتطوير وزارة الصحة في المرحلة القادمة.. وما هي أولويات التطوير؟! ** بداية يهمني التأكيد علي أن سياستي ستعتمد علي عدم تغير القيادات والكوادر الناجحة للوزارة وسوف تعتمد الاستراتيجية الخاصة بالعمل في المرحلة القادمة علي أربعة محاور رئيسية أولها: الاهتمام بالمواطن المصري البسيط العادي الذي لم يحصل علي خدمة صحية وطنية سليمة والعمل علي الاهتمام بكل مستويات المواطنين من القاع إلي القمة وسوف يتم في ذلك الاطار اعطاء أولوية للاهتمام بالوحدات الصحية الريفية والقضاء علي مشاكلها وتأهيلها لخدمة المواطنين باعتبارها تقدم حوالي 60% من حجم الخدمات الطبية التي تقدمها الوزارة ويأتي ذلك اتباعا للسياسة العامة التي أعلنها الرئيس مبارك في برنامجه الانتخابي.