رغم التراجع الملحوظ في ترشيح السيدات في الانتخابات الحالية وفوز اثنتين فقط في المرحلة الأولي إلا أن هناك سيدات "تنحتن في الصخر" من أجل تمثيل المرأة في مجلس الشعب ولاسيما في الريف. ومن بين هؤلاء هويدا مصطفي سالم المحامية التي تخوض الانتخابات مستقلة علي مقعد الفئات في دائرة السنبلاوين دقهلية أمام 31 رجلا من مختلف ألوان الطيف السياسي من وطني واخوان وحزبيين ومستقلين. في أول ديسمبر القادم ومع بدء المرحلة الثالثة من الانتخابات تتحدي هويدا الرجال وتنتظر نتيجة حصاد جولاتها التي لم تترك قرية أو نجعا في دائرتها السنبلاوين إلا وزارتها وجلست مع البسطاء خاصة النساء لتعرف احتياجات الدائرة عامة وسيداتها بصفة خاصة. "الاسبوعي" التقت بهويدا مصطفي لتتعرف علي تجربتها عن قرب وكيف لسيدة ريفية مثقفة تتخطي عادات وتقاليد وجه بحري دون مساندة من حزب أو جماعة وما حظوظها لخوض تلك الانتخابات وماذا تفعل في حالة نجاحها وهل تجربتها ستشجع سيدات أخريات في انتخابات قادمة علي خوض الانتخابات لزيادة عددهن في البرلمان من اجل الثراء الحياة السياسية في المستقبل. هويدا مصطفي عضوا ا تحاد المحامين العرب و"الدولي" وأهم طموحاتها هي المساهمة في حل مشكلة البطالة والتي أصابت - كما قالت في حوارها - 70% من شباب دائرتها بالأمراض النفسية خاصة الاكتئاب. وأكدت انها تخشي من التجاوزات الانتخابية خاصة البلطجة لاسيما انها تعتمد في حملاتها علي الحوار والاقناع. هويدا مصطفي سالم امرأة استطاعت أن تستجمع قواها لتقف في منافسة ضد 31 رجلاً من المحامين وأساتذة الجامعة والمهندسين وذلك عن دائرة "السنبلاوين دقهلية". وفي انتظار الدخول في منافسة حقيقية في المرحلة الثالثة المقرر انعقادها في أول ديسمبر المقبل وهي تلقي تأييداً كبيراً من جموع نساء الدائرة، كما تواجه أعمال عنف من منافسيها، وتخشي من التجاوزات الانتخابية وتعتمد في حملتها الانتخابية علي وسائل الاقناع المشروعة مثل الصدق في القول والفعل. * هل تنتمين لأي حزب أم فضلتي النزول كمستقلة؟ ** أنا مرشحة مستقلة أمام 31 رجلاً من مختلف الانتماءات من حزب وطني وإخوان مسلمين ومن مختلف المهن من أساتذة جامعة ومحامين ومهندسين * هل فكرت في ترشيح نفسك قبل ذلك؟ وما الذي جعلك تخوضين تجربة الانتخابات أمام هذا العدد الهائل من الرجال؟ ** هذه هي المرة الأولي التي أرشح فيها نفسي في الانتخابات والناس في دائرتي هم الذين شجعوني، حيث قدمت كثيرا من الخدمات من خلال الجمعية الخيرية التي أنشأتها في قريتي كما أنني محامية ولدي عدة مكاتب ويلجأ أهل الدائرة إلي لتقديم بعض الخدمات إليهم، مما جعل الناس يطالبونني بترشيح نفسي في الانتخابات. * ما العقبات التي تقف أمامك لكونك امرأة تخوض منافسة أمام رجال؟ ** أواجه كثيرا من المشكلات والعقبات أثناء حملتي الانتخابية حيث قام بعض المنافسين في بتقطيع صوري والإعلانات الخاصة بي كما تعرض المساعدون لي في حملتي الانتخابية للضرب المبرح من قبل المنافسين، ولكنني أفسر ذلك في النهاية أنني مصدر قلق لهؤلاء وإنني مؤثرة للغاية وهذا لا يقلقني ومن ناحية أخري فان كثيراً من السيدات والمثقفين يقفون بجانبي لأنني امرأة ويشجعونني ويعقدون لي الندوات والمؤتمرات. * ما المشكلات الاقتصادية التي تواجه المواطنين في دائرتك خاصة النساء؟ وما برنامجك الانتخابي لحل تلك المشكلات وطرق علاجها؟ ** ان أولويات برنامجي هو الاهتمام بالمرأة ومحو أميتها القانونية لتعرف حقوقها وواجباتها القانونية والسياسية وكذلك الدعاية الصحية، لأنها لا تأخذ القدر الملائم من الاهتمام الصحي وتفتقر للتغذية السليمة علي الرغم من أن المرأة يقع عليها الكثير من الأعباء وهي في حاجة إلي كثير من الاهتمام بصحتها وتغذيتها. أما المشكلة الكبري والتي تؤرقني كثيرا هي مشكلة البطالة التي تواجه 70% من المتعلمين حاملي المؤهلات العليا والمتوسطة فقد ارتضي الكثير من حملة الشهادات الجامعية العمل في مجال النقاشة والحدادة وخلافه علي غير رغبتهم وأود أن أشجعهم علي التخلص من مشكلة البطالة عن طريق المشروعات الصغيرة وإقامة مصانع صغيرة علي مساحة 100 متر علي الأراضي الزراعية المزروعة طماطم مثلا.. حيث تلقي تلك المشروعات رفضا من الحكومة لأن القانون يمنع البناء علي الأراضي الزراعية إلا أن 100 متر لبناء مصنع لن تضر بأرض زراعية شاسعة ويمكن لهذا المصنع أن يقضي علي بطالة 100 شاب. كما أن برنامجي يتضمن الاهتمام بالبيئة حيث إنه في دائرتي لا يوجد بها صرف صحي ومن ثم وضعت خطة لتغطية الترع والمصارف لحماية الاطفال خاصة من الأمراض التي تنتج من عدم الاهتمام بعلاج مشكلة الصرف الصحي ويتضمن كذلك الاهتمام بالطفل، حيث يعاني أطفال الدائرة من سوء التغذية والفقر والافتقار الي الرعاية الصحية. * ما أول عمل سوف تقومين به عندما تصلين إلي مجلس الشعب؟ ** أول شيء هو علاج مشكلة البطالة وأفكر جديا في جمع التبرعات لتأسيس مشروع ضخم في دائرتي يسهم في تشغيل آلاف الشباب لأنه لا يجوز أن نلقي العبء كله علي الحكومة حيث ينبغي الاهتمام بالمشروعات الصغيرة التي لا تحتاج لأموال ضخمة لاقامتها. * حدث كثير من التجاوزات خلال المرحلة الاولي من الانتخابات، رشاوي واعمال بلطجة وخلافه.. الا تخشين وأنت امرأة من تلك التجاوزات التي قد تكون سببا في عدم نجاحك؟ وماذا ستفعلين اذا تعرضت لنفس الموقف خلال المرحلة الثالثة؟ ** طبعا ان قلقه جدا من هذه التجاوزات، وقد اصبت بحالة من الاحباط لما حدث في المرحلة الأولي من الانتخابات ولكنني مصممة علي المضي في تلك التجربة، فأنا واثقة في نفسي وفي الناخبين الذين اختاروني لانني اعتمد في حملتي علي الصدق في القول والفعل وبيني وبين الناخبين نوع من الثقة والشفافية، وانا لا ألجأ أبدا إلي الرشوة مثل الآخرين لاجتذاب أصوات الناخبين.. واذا ما تعرضت لهذه المواقف من رشوة وبلطجة قد تؤدي إلي دم فلن أسكت، سأتقدم بشكوي لاعادة الانتخابات فلن أدع مجهودي يضيع هباء.