تتراجع شعبية الحرب الأمريكية علي العراق كل يوم رغم ان البيت الابيض مازال يتمسك باستراتيجية مفادها بان السبيل الامثل لحماية المواطن الامريكي هو الابقاء علي المبادرة بالهجوم وهذا ما قاله بوش في خطابه امام اكاديمية القوات البحرية في نهاية الشهر الماضي اما المقابل لذلك فهو ما يشعر به البنتاجون من قلق جراء انخفاض الدعم الشعبي للحرب علي العراق مع خشية بعض الجمهوريين من تصاعد الموقف الذي قد يؤدي الي فقدان مقاعدهم في الكونجرس. ديمقراطية التعذيب رغم ما ادعته امريكا من انها جاءت الي المنطقة سعيا لنشر الديمقراطية والحريات وحماية حقوق الانسان الا ان تحركاتها اكدت النقيض فلقد اجتاحت العراق واحتلته ولم تحرره كما زعمت بل حولته الي ساحة من الانفلات الامني والعنف تماما كما فعلت في افغانستان ولعل ما حدث في سجون بجرام وأبو غريب وجوانتانامو يشي بأن امريكا انتهكت عمدا حقوق الانسان باسم الحرب علي الارهاب! ورغم حملة الانتقادات ضد ممارساتها في المعتقلات سالفة الذكر ورغم تحذيرات وجوه امريكية من ان هذا يشوه الوجه الامريكي الا ان ادارة بوش مضت في سياستها وبدا وكأنها ادمنت ممارسة التعذيب والقهر والاذلال والتطهير العرقي غير ان مردود هذه السياسة كان وبالا عليها اذ انعكس سلبا علي البنتاجون الذي عجز عن تجنيد الشباب الامريكي وانخفضت قوات الاحتياط بنسبة 21% وانهارت فاعلية اداء القوات الامريكية بنسبة 16%. الوجه القبيح..؟ ظن البعض علي اثر ما نشرته صحيفة "النيوزويك" حول تدنيس القرآن الكريم من امريكا ستتوقف عن التعذيب في محاولة لتحسين وجهها القبيح ولكن دون جدوي فلقد حدث العكس ودافع رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي عن جوانتانامو ودعا الي استمرار ما أسماه بمكافحة الارهاب وادعي بان البنتاجون قد اتخذ خطوات غير مسبوقة للتعامل مع الرموز الدينية علي حين نفي ديك تشيني نائب بوش ان يكون لدي الادارة أية خطة لاغلاق جوانتانامو في الوقت الراهن وسارع البنتاجون يوم الجمعة الماضي فأعلن عن تخصيص 30 مليون دولار من اجل اقامة مراكز جديدة للاعتقال في جوانتانامو!! معسكرات السخرة الروسية ويبدو ان امريكا تستثني نفسها دوما من انتهاك حقوق الانسان وتجاوز القانون وخرق اية شرعية فعندما سارعت منظمة العفو الدولية مؤخرا بادانة ادارة بوش وشبهت جوانتانامو بمعسكرات السخرة الروسية في الثلاثينيات حيث ان المعتقلين فيها سجناء بلا محاكمة انبري بوش فوصف انتقادها بانه سخيف اما رامسفيلد فاشاد بشفافية جوانتانامو وقال بان من الخطأ وصفها بمعسكرات السخرة واعتبر ان الانتهاكات التي تحدث في السجون هي مجرد حوادث صغيرة منفصلة ولا تشكل مشكلة علي نحو ما تذهب اليه منظمة حقوق الانسان فرامسفيلد يري ان جوانتانامو ليست ظالمة ولا تمارس عملها تحت نطاق السرية!! ومازال التدليس قائما تستمر امريكا في التدليس والتضليل والالتفاف حول الوقائع وإلا ما لجأت في قضية تدنيس القرآن الكريم والتي تأكدت عبر اكثر من مصدر الي التملص منها واندفعت لتنحو باللائمة علي مجلة "نيوزويك" بل وضغطت علي محررها لنفي الواقعة وبمعني آخر جعلته كبش فداء واسقطت بذلك مصداقية المجلة والغريب ان تأتي ادارة بوش بعد ذلك لتقحم نفسها في شئون دولنا الداخلية، وتنتقد حرية الاعلام لدينا ولا أدري كيف تفعل ذلك وهي التي دأبت علي اخافة وسائل الإعلام ومارست عليها الضغط لكي تنقل ما يريده المحافظون الجدد فقط وحتي لا تظهر فضائحهم علي الملأ لقد اسقط في يد امريكا عندما تحققت الجمعية الدولية للصليب الاحمر من صحة واقعة تدنيس القرآن ونشرت صور المعتقلين في أبو غريب وكيف انتهكت قدسية حقوق الانسان وكيف اهين المعتقلون وتم اذلالهم والتحرش بهم جنسيا! العار الأمريكي أمريكا فعلت كل شيء لإذلال المسلمين.. سلطت عليهم الكلاب لانها نجسة قامت بتعريتهم أساءت الي رموزهم الدينية وعلي حين ساءها ان يتم نشر الفضائح والجرائم لم يسئها القيام بالجرائم التي اعترف بها الجنرال "جاي هوود" قائد معتقل جوانتانامو عندما اكد بانه اكتشف حالات قام فيها جنود ومحققون باساءة التعامل مع القرآن وبأن تحقيقات البنتاجون حددت 13 حادثة باساءة التعامل مع المصحف من جانب عناصر عسكرية امريكية عشرة منها علي يد حراس وثلاثة علي يد محققين هذا فضلا عما كشف عنه الاتحاد المدني الامريكي للحريات من شكاوي سابقة عن تدنيس القرآن.. عار علي أمريكا ان تدمن الكذب والتضليل..!!