"شرارة ثورة يناير .. انطلقت من المدينة المناضلة .. صاحبة التاريخ " هكذا تستطيع أن تطلق علي مدينة السويس تلك المدينة التي قال عنها جمال عبد الناصر "ما من بلد ارتبط اسمه بالتاريخ المصري والنضال المصري كما يرتبط أسم السويس " وكعادتها سباقه في كل المواقف النضالية وكانت السويس ، خاصة ميدان الأربعين شاهدا علي نضال ابنائها. الثورة تبدأ يوم 21 يناير فقد انطلقت شرارة غضبها ضد النظام البائد يوم 21 يناير 2011 لتنطلق شرارة الثورة حيث قامت القوي السياسية والحزبية بالسويس " التجمع - الوفد - الناصري - 6 إبريل " بعمل مظاهرة تأييد للشعب التونسي، وقدمت أول الشهداء مساء يوم 25 وهو مصطفي رجب البالغ من العمر من 20 عاما وسقط أمام قسم شرطة الأربعين ، هذا اليوم استطاع ميدان الأربعين وحده قبل جمعة الغضب من إسقاط وزارة الداخلية التي كانت تعذب وتقمع المتظاهرين، استطاع ميدان الأربعين أن يهزم مبارك وأعوانه بالصمود، استطاع ميدان الأربعين أن يعلي كلمة الثورة المصرية فأصبح رمزا يشهد عليه التاريخ . وظلت السويس علي صفيح ساخن، وبعد أقل من 4 شهور من رحيل المخلوع " تندلع المظاهرات الثورية بالسويس ويتم غلق ميدان الأربعين والاعتصام بداخله من قبل شباب الثورة والاعتصام أمام مبني الارشاد والتهديد بغلق القناة وذلك علي خلفية قرار محكمة جنايات السويس بأخلاء سبيل الضباط المتهمين بقتل ثوار السويس اليوم يطل علينا 25 يناير ذلك اليوم المحفور في ذهن جميع السوايسة، بينما من الآن اتضحت معالم اليوم، بشكل كبير والذي يعتبره بعض النشطاء السياسيين فارقا وتاريخيا بالمحافظة، ومن ثم طرح السؤال: هل ستكون السويس شرارة لثورة ثانية لإسقاط حكم العسكر؟ فرغم التحفظ علي ابراهيم فرج ووالده المتهمين بقتل المتظاهرين فقد تقرر إقامة منصة شعبية بميدان الأربعين وفق ما أكده علي الجنيدي المتحدث باسم اسرالشهداء مشيرا إلي الاتفاق علي عمل محاكمة شعبية لمبارك ونجله والضباط المتهمين في قضية قتل ثوار السويس بميدان الأربعين عصر 25 يناير الماضي، في مسيرة تحمل نعش رمزي وارتداء أهالي الشهداء أكفان، وذلك عقب صلاة العصر وانطلاقهم في مسيرة إلي ميدان الأربعين للتأكيد علي ضرورة القصاص. ورفض شباب المتظاهرين والحركات السياسية أن يكون 25 يناير هو يوم احتفال لأن الثورة لم تكتمل، حيث بذلت 6 إبريل وتكتل شباب السويس مجهودا كبيرا خلال الأسبوعين السابقين لحشد المواطنين للتظاهر يوم 25 يناير، وذلك عن طريق إقامة عروض "حملة كاذبون" بميادين السويس أو عن طريق حملات "مكملين - سلاسل الثورة"، فضلا عن توزيع عدد كبير من البيانات في الشارع منها "حافظوا علي الجيش المصري ولابد من عدم تدخل العسكري في السياسة - دماء الشهداء لن تضيع ونحن مع القصاص - ثورتنا سلمية". ويتوقع أن تلعب اللجان الشعبية دورا كبيرا اليوم، حيث تم التنسيق مع حملة "السويس بلدي" لنشر ما يقرب من 2000 شاب بطول شارع الجيش وأمام البنوك ومراكز الاتصالات والأحياء وأقسام الشرطة وديوان المحافظة لتأمينهم والمحافظة عليه من الخارجين علي القانون والمندسين، هذا بالإضافة إلي تشكيل لجان وعمل كردون حول المتظاهرين والتحقق من هوية جميع المتظاهرين لمنع أي مندس قد يثير الفتنه أو يدفع المتظاهرين إلي الأماكن الحيوية وإحداث تخريب، وهذا ما أكدته أمل محمود رئيسة جمعية "السويس بلدي" أن هناك تنسيقا مع جميع أحياء السويس الخمسة والجمعيات الأهلية واللجان الشعبية، لتوفير أكبر عدد من المتطوعين لحماية السويس من أي عمليات نهب أو تخريب علي أن يكون الجميع مرتديا زيا موحدا وإشارات تدل أنه ضمن اللجان والحملة .