ع الكورنيش .. ملاءة صغيرة بأي رقعة خضراء تتوسطها الأسرة. أو مركب صغيرة تذهب بهم إلي القناصر الخيرية. هذه هي السبل الوحيدة لاحتفال ساكني خط الفقر بعيد شم النسيم بتكلفة قليلة في مواجهة غلاء أسعار الفسيخ والأماكن الترفيهية. «أحمد حسن» موظف، أكد أن الكورنيش هو المكان الوحيد الذي يسمح له بالتنزه فيه مع خطيبته حتي أنه يقول مازحا «الكورنيش اشتكي مننا»، ويضيف «أحمد» أن أسباب توجهه للكورنيش لارتفاع أسعار الأماكن الترفيهية وخاصة الحدائق فتذكرة واحدة لهذه الأماكن قد تودي بمرتب الشهر كاملا. أما «عمرو عصام» طالب بكلية الهندسة، فيقول إن الاحتفال بشم النسيم دائما ما يكون بحديقة الفسطاط وملاءة صغيرة وتجمع الأسرة داخل المساحات الخضراء هو الملاذ الوحيد لمحاكاة فكرة النزهة، ويعود «عمرو» ليؤكد أن دخول هذه الحدائق في مثل هذه المواسم يتحول سنويا لمعاناة بعد أن اقتصرت هذه الأماكن علي امكانية دخول أصحاب الدخول المنخفضة فالحديقة تكتظ بالأسر الفقيرة والحجز مقدما. أما «عماد محمود» سائق تاكسي- فيقول إن رحلة القناطر دائما ما تكون هي الحل في عيد شم النسيم فتتجمع اسرته داخل مقاعد التاكسي وطوال الطريق يحاولون الوصول لفكرة النزهة والفرحة بغناء «يا سواق يا شاطر ودينا القناطر»، عماد «23 عاما» لم يتزوج إلي الآن ويقول مازحا إن الاعياد الرسمية وغير الرسمية أصبحت حملا جديدا علي عائق الشباب فلابد من هدية اثناء عيدي الفطر والأضحي وشم النسيم وهو ما يرفع تكلفة الزواج والعيد ويجعل كل منهما «قضاء وقدر». ويقول «رجب بدوي» - ناقد فني- إن رحلة العائلة للفيوم أمر مقدس أثناء الاعياد فهو ينتمي للفيوم، لا يمكن أن تمر أي مناسبة دون الذهاب لهناك والاستمتاع بالطبيعة والطعام الفلاحي فقط بعشرين جنيها وهكذا تشكل رحلة الفيوم حلا بسيطا لارتفاع تكلفة النزهة بالقاهرة.