مصر الولادة.. وهذا النموذج المشرف لا يستطيح أحد من محبي وعشاق كرة القدم أيا كان انتماؤه إلا أن يحس بالإعجاب والتقدير لما حققه حسام البدري مع فريق نادي المريخ في السودان الشقيق.. واستحق عليه هذا التكريم الذي سيظل عالقا في الأذهان لسنوات قادمة، ويرفع من شأن المدربين المصريين.. بل يؤكد قدرتهم علي تحقيق النجاحات إذا ما توفر لهم المناخ المناسب والإمكانيات. ولا شك أن نجاح البدري في حصول فريقه علي بطولة الدوري العام مع أول موسم يتولي فيه المسئولية.. وفي أول تجربة تدريبية له خارج مصر هو تأكيد جديد لكل كلمة سبق أن أشدنا بها هنا في «الأهالي» علي هذا المدرب الموهوب ابن النادي الأهلي وأحد نجوم جيله من اللاعبين في فريق ناديه ومنتخب مصر، وصاحب الشخصية القوية الملتزمة والخلق الذي يحتذي، والذي لبي نداء الواجب لناديه وأقدم علي تولي مسئولية قيادة تدريب الفريق الأول في فترة بالغة الحساسية بعد رحيل مانويل جوزيه.. واستطاع في تلك الظروف التي يصفها جمهور النادي وأعضاؤه.. أنها لم تكن طبيعية بعد اعتذار المدير الفني البرتغالي عن الاستمرار والانتقال لتدريب منتخب أنجولا قبل بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة 2010.. وأثبت البدري وقتها لكل المشككين والمتربصين أنه أهل للمسئولية وهذه الثقة التي أولاها له حسن حمدي رئيس النادي.. وأنه كان شريكا حقيقيا في تلك الإنجازات التي تحققت في وجود جوزيه محليا وأفريقيا بعد الفوز ببطولة الدوري العام والاحتفاظ باللقب خمسة مواسم متتالية والوصول إلي نهائيات بطولة كأس العام لأبطال القارات ثلاث مرات في اليابان. ورغم تلك الظروف التي تولي فيها البدري بعد أن تراجع مستوي الفريق في الفترة التي سبقت اعتذار جوزيه عن الاستمرار وخروج الفريق من دور الثمانية في دوري رابطة أبطال أفريقيا استطاع البدري في الحفاظ علي بقاء درع الدروي في الجزيرة مضيفا الرقم السادس، وكذلك الوصول بالفريق إلي نهائي دوري أبطال أفريقيا والخروج بعد تلك الفضيحة التحكيمية في تونس.. وكان ذلك بعد أن نجح في بدء مرحلة الإحلال والتجديد وتصعيد مجموعة الناشئين أمثال شهاب أحمد وعفروتو وأحمد شكري وغيرهم من الذين أثبتوا وجودهم.. ورغم ذلك لم يسلم من الانتقاد الذي لم يكن يتوقعه بعد أن تعثرت نتائج الفريق في بداية الموسم.. فاختار الاعتذار عن الاستمرار بعد أن شعر أن النية تتجه إلي الاستعانة بجوزيه من جديد.. وقبل عرض المريخ أحد قطبي الكرة السودانية واستطاع الرجل بما يملك من قدرات وكفاءة تدريبية ووجود الإدارة الواعية المتفهمة أن يحقق أمل جماهير النادي السوداني وإسعادهم وأن يلقي منهم هذا التكريم الذي يستحقه.