المشهد العام لأحداث 9 أكتوبر أمام ماسبيرو يمثل نكسة كبري للمسيرة المصرية وانتكاسة في طريق ثورة 25 يناير التي فجرها الشعب لينهض ويتكاتف ويبني وطنه. وازدادت النكسة بما فعله التليفزيون المصري بناء علي توجيهات صفوت الشريف عفوا أسامة هيكل الذي جاء وزيرا للإعلام 7 يوليو الماضي وهو بالمناسبة يوم نكسة أيضا. هيكل أصدر أوامره للتليفزيون بتوخي الحذر فماذا فعل؟ أكاذيب لا أول لها ولا آخر.. لا اشارة للقتلي من المدنيين، والحديث عن شهداء الجيش وتأكيدات متتالية أن الأقباط ضربوا الشرطة العسكرية و... إن التليفزيون المصري لم يكذب فقط ، بل أن كذبه يزيد الموقف اشتعالا، وقد يحرق البلد. تكريم شرف كلما حلت بنا كارثة يخرج علينا مسئول ليكرر كلاما سمعناه كثيرا. هذه المرة المسئول هو د. عصام شرف الذي تكلم عن أياد خارجية لابد أن نقطعها وناشد الجميع ضبط النفس ووعد بتطبيق القانون علي كل من يخالفه. سيدي رئيس الوزراء قبل أن تطالبنا بضبط النفس ارجوك أن تضبط الجناة في حادث كنيسة صول لو أن القانون جري تطبيقه لما وصلنا لما نحن فيه لو مفيش عندك غير الكلام يا ريت ترتاح وتأكد أن الشعب المصري كريم سيقيم لك حفل تكريم ماحصلش مع أي حد. عالم فلول اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أخذ يشتت أذهان الناس ويتباكي علي أحوال البلد ويخرج عن أصل الأزمة التي أشعلت الموقف من الكنيسة بسبب قراراته وتصريحاته وذلك علي قناة C.B.C وسط ابتسامات خيري رمضان الذي لم يهتم طبعا أن يسأله عما يقال حول وجود قرار ببناء الكنيسة حتي ولو كان السؤال من باب استكمال الشكل. صحيح عالم فلول سواء المذيع أو المحافظ. بالمناسبة فارق كبير بين أن تشد علي أيدي قواتنا المسلحة وجيشنا العظيم أو تنافق المجلس العسكري.. وخيط رفيع يفصل بين انتقاد أداء مجلسنا العسكري وبين الهجوم علي جيش مصر. والمغزي واضح. فساد ما سبق عندما تقرأ مقالا بعنوان (لا عفا الله عما سبق) فهذا يعني أن كاتبه من الشباب الثائر ولكن الغريب أن رئيس التحرير المعين بقرار من مبارك والمستمر حتي الآن في موقعه يكلمنا كما لو كان هو صانع الثورة ويقول : «لا يرضي أحد من الكتلة الغالبة للشعب المصري أن يقال للذين قننوا الفساد: اذهبوا أنتم الطلقاء» العبارة صحيحة والفساد بالمناسبة ليس فسادا ماليا فقط عودوا إلي مقالات الكاتب نفسه في كيل المديح للرئيس المخلوع لتتأكدوا أن الكاتب ينتمي لفصيلة «ما سبق»، وتنبهوا من فلول كثيرة انتشرت كالجراد علي صفحات الصحف القومية وبعض الصحف الخاصة. أمانة مفتقدة الصحيفة التي تعطينا دروسا في المهنة والدقة والأمانة تجاهلت عمدا في عددها الصادر الأحد الماضي شهادة الصحفي محمد أبو زيد كشاهد اثبات علي التهمة الموجهة للدكتور فتحي سرور في موقعة الجمل، مساحة ضخمة في الصفحة الأولي ومساحة أضخم في صفحة داخلية خلت حتي من اسمه ولم تنشر حرفا واحدا من شهادته. يكفي أن أبو زيد قال في شهادته إنه حاول أن ينشر المعلومات والتفاصيل في الصحيفة التي كان يعمل بها (وهي نفسها هذه الصحيفة) إلا أن محاولاته باءت بالفشل. وسلم لي علي الشفافية والموضوعية. سيادته مضلل سيادته تساءل : «هل للأحزاب السياسية أن تفرض وصايتها علي الشعب» وسيادته بسؤاله إما جاهل أو يعمل علي التضليل لأن الأحزاب مش نازلة ببراشوت زي الحزب الوطني الذي كان يتغني به. الأحزاب من الشعب وتضم مواطنين تجمعهم رؤية مشتركة، وفي كل الدنيا ليس كل الشعب أعضاء في أحزاب ولكن كل مواطن يشعر بالحزب الذي يعبر عنه. وسيادته صبري غنيم مازال يمارس ما يجيده من غزل دائم في المسئولين، وآخرها قصيدة غزل في مسئول كبير في الحكومة. حديث جيهان قالت السيدة جيهان السادات : «في يناير 77 أوقف السادات قرارات رفع الأسعار بعد أن ثارت الجماهير من الإسكندريةلأسوان لأنه اكتشف أن القرار كان خطأ» كلماتها تستحق التقدير لأنها ترد علي السادات رحمه الله الذي وصف ما حدث بانتفاضة الحرامية. ولكن جيهان السادات التي قالت أيضا أن اعتقالات سبتمبر كانت خطأ فإن دبلوماسيتها المعهودة لم تسعفها حينما قالت للرئيس السادات: «أنت صنعت من ناس لا قيمة لهم أبطالا». هل كل رموز مصر من الكتاب والسياسيين وأهل الرأي الذين حبسهم السادات في سبتمبر.. لا قيمة لهم؟! شروط واجبة شباب النت كتبوا في مدوناتهم علي «تويتر» شروطا واجبة في رئيس البلاد القادم منها: «مايقعدش علي كرسي الحكم ويفضل واقف جنبه.. احنا لسه ح نشيل ونخلع؟!» و«نمضيه علي كمبيالات ونخليها معانا لحد ما يسيب الحكم» و«يكون بيكره صفوت الشريف». ع الماشي انظر حولك.. ارصد.. تابع ستجد نفسك تتساءل: هو مبارك راجع امتي؟! أحسن.. وأسوأ كل عام وجيشنا وشعبنا بخير.. أحسن عنوان في صفحات الصحف عن أكتوبر كان عنوان ملحق الأخبار «يا ثوار.. عدونا غدار» وأسوأ كاريكاتير في الجريدة نفسها للفنان مصطفي حسين الذي مارس هوياته في النفاق.. إنه يرسم الشعب (ممثلا في ثورة يناير) يقدم أكاليل الورد للجيش ممثلا في 6 أكتوبر، ونسي أنه في عيد سابق رسم الشعب يقدم أكاليل الورد للرئيس المخلوع كما لو كان هو الذي صنع النصر.