مفيش دورات مياه.. وقضاء الحاجة في الخلاء! هل يمكن أن يكون الطلاب قد انتظموا في هذا المبني الذي تعلوه لوحة كبيرة تقول إنها «مدرسة»؟ السؤال طرح نفسه أثناء المرور من أمام المبني ومشاهدة تلال من المخلفات أمام وداخل المدرسة. كان القرار سريعا: ضرورة خوض التجربة والدخول إلي هذا المبني وكانت الصورة التي رصدتها «الأهالي»: غياب الامن وعدم التزام الطلاب والمدرسين بالحضوروعدم ملاءمة المنشأة التعليمية للدراسة وعدم وجود دورات مياه أو حجرات للمدرسين حيث لاتجد ما يشعرك بأنك في مدرسة الزامية فالطابور عبارة عن تجمعات دائرية الكل يتحدث الي بعضه البعض ويتشاجرالطلاب. ولا توجد اذاعة مدرسية بسبب انقطاع الكهرباء بفعل اعمال الترميم التي تجري في المدرسة في وجود الطلاب وتبدأ بقراءة آيات قرآنية وتحية العلم بعدها الانصراف الي الفصول التي تبدو اشبه بالمخازن المحملة بالكراكيب بسبب اعمال التكسير والهدم في الحوائط اثناء اليوم الدراسي . المدرسة هي «المعادي الثانوية للبنين» التي قامت هيئة الابنية التعليمية بتسليمها قبل الانتهاء من اعمال الترميم التي تكلفت 2مليون جنيه، وعندما وصلت وجدت الباب الرئيسي للمدرسة مفتوحا والباب المجارور له والملحق به مكتب الامن بدون حراسة وبابه تم خلعه لتجديده ولا يوجد به أي فرد امن ولا حتي عامل من عمال المدرسة ولم اجد احدا داخل المدرسة يسألني من انا ولماذا دخلت فأستطعت التحرك بكل حرية داخل المنشأة والتصوير حتي داخل الفصول الدراسية. بعد انتهاء طابور الصباح مباشرة ينقسم المدرسون الي فريقين بعد تسجيل انفسهم في دفتر الحضور بسبب اشتراكهم في اضراب المعلمين.. مجموعة تمتنع عن الدخول الي الفصول وتقوم بتكوين حلقات نقاشية والجلوس علي مقاعد في نهاية كل طرقة ومجموعة تفضل دخول الفصول لكن تمتنع عن الشرح والقاء الدروس وتكتفي بتسجيل العنوان والتاريخ علي السبورة ثم تجلس داخل الفصل تاركين الحرية للطلاب في ان يتحدثوا الي بعضهم البعض والخروج الي الفصل المجاور ويعودوا ويحدثوا زملاءهم من النوافذ والبعض الاخر يخرج طعامه ويأكل اثناء الحصة . مخزن خردة أثناء تجولك في المدرسة كما لو كنت تتجول داخل مخزن للخردة ومواد الهدم والبناء فالفصول في الدور الثالث مسقوفة بالخشب وبدون شبابيك أو ابواب رغم اقتراب فصل الشتاء واسلاك الكهرباء تخرج من اللوحات حتي تلمس الارض من كل الجدران المحيطة بالمدرسة والبلاط في الطابق الارضي لم يستكمل والرمال متناثرة في كل مكان و تم تكسير جميع الحمامات والمعامل والمكاتب الادارية ايضا الامر الذي اضطر ادارة المدرسة الي تحويل حجرة انتظار المدرسين وغرفة الوسائل التعليمية التي تم اعدادها بمبالغ مالية كبيرة العام الماضي واستخدامها كفصول للدراسة . وتعمل مدرسة المعادي الثانوية للبنين الشهيرة" بالعسكرية" بنظام الفترتين صباحي ومسائي فيحضرالصفان الثاني والثالث بالفترة الصباحية والصف الاول مسائي ويواجه طلاب المدرسة مشكلة كبيرة في تلقي دروس المواد العملية والتي تعتمد عليها درجات اعمال السنة رغم ان المدرسة تعمل بقوة 150 معلما بسبب هدم المعامل بالكامل مثل معمل الاحياء والكمياء والفيزياء لتجديدها الامر الذي يكشف عن ان درجات السنة ستكون جزافية بالاضافة الي حرمان الطلاب من التدريب العملي التجريبي النشط . كالمعتاد تأخرت بعض الكتب الدراسية لمواد اساسية كمادة الرياضيات ولم تصل الي الطلاب حتي الان بالاضافة الي كتب التربية الوطنية والدين . 10 دقائق المأساة التي تهدد بكارثة أن هدم دورات المياه جعل الطلاب يقضون حاجتهم داخل الابنية المهجورة بالمدرسة ويقوم المدرسون الرجال باستخدام حمامات المساجد المجاورة للمدرسة والسيدات تستعين بحمام المدرسة الثانوية بنات المجاورة لهم الامر الذي يضطر ادارة المدرسة الي التعجيل بانهاء اليوم الدراسي مبكرا وانصرافهم الي منازلهم حيث لا تتجاوز الحصة مدة 35 دقيقة فقط والفسحة عبارة عن 10 دقائق اما «كانتين المدرسة» الذي يقوم بتقديم الوجبات الغذائية للطلاب فهو عبارة عن صينية كبيرة من الصاج مليئة بالفطائر موضوعة علي "ترابيزة كبيرة" بدون غطاء باحد اركان حوش المدرسة ويقف عليه عامل وهي معرضة لانتشار الذباب والاتربة في ظل انعدام اي اجراءات وقائية داخل المدرسة لاسعاف الطلاب حالة تعرضهم لاي مشاكل صحية كما لا توجد ايضا اي استعدادات صحية لمواجهة انتشار الأمراض بين الطلاب الامر الذي ينذر بكارثة صحية في المدرسة. والمتجول في فناء المدرسة من الداخل يشعر انه في إحدي ورش هيئة السكة الحديد من كثرة الكراكيب والخردة المحيطة بسور المدرسة والتي يستخدمها الطلاب في القفز من فوق السور للهروب خارج المدرسة رغم ان الباب مفتوح علي مدار اليوم مبررين عملية الهروب من فوق السور بخشيتهم من مقابلة ناظر المدرسة . ولأن الأوضاع لا تسر أحدا أخذت طريقي نحو الباب الرئيسي المفتوح علي مصراعيه لأخرج إلي الطريق العام.تحقيق وتصوير: ألفت مدكور