توافد المتظاهرون إلي الميدان من جميع المناطق وبعض المحافظات منذ الصباح الباكر، علي فترات زمنية متقطعة، خرجت المسيرات للإعلان عن رفضها أوضاع الأمن المتدهورة والتغيير السياسي البطيء، والمحاكمات العسكرية للمدنيين، وبدأت المسيرات توافدها عقب صلاة الجمعة مباشرة. في منطقة رمسيس خرج المتظاهرون في مسيرة في مسجد الفتح وخرجت أيضا مسيرات في منطقة روض الفرج والعباسية والزمالك والدقي وشبرا وعابدين، ومن مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، ومن مسجد مصطفي محمود بالمهندسين أيضا، وتوافد الكثير من المتظاهرين من بعض المحافظات خاصة محافظة الغربية ومدينة المحلة، اشترك في المسيرات جميع القوي السياسية من ناشطين سياسيين وممثلي الأحزاب والمستقلين. انضم ممثلو اتحاد الفلاحين بمحافظات مصر، بمسيرتهم من أمام مقر وزارة الزراعة، إلي المتظاهرين في ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط وزير الزراعة - الدكتور صلاح يوسف - وتمليك أراضي الجمعيات للفلاحين، بجانب توفير الخدمات الأساسية لهم من مياه وكهرباء وأسمدة وتقاوي، فضلا عن عدم تهميش الفلاحين والاعتراف بدورهم الأساسي والرئيسي في الاقتصاد المصري. وفي ظل غياب القوي الإسلامية، حل مكانها مشجعو كرة القدم «الألتراس» للمشاركة في جمعة تصحيح المسار، بقيادة الكابتن - نادر السيد - حارس مرمي منتخب مصر السابق، احتشد المتظاهرون في الميدان بعد انضمام الألتراس لهم. وأظهروا اللافتات التي تحمل المطالب الرئيسية لجمعة تصحيح المسار، وتتمثل في تغيير مجموعة من القوانين المعادية للثورة، علي رأسها قانون انتخابات مجلسي الشعب والشوري والأحزاب، مع تطهير مؤسسات الدولة وإقالة وزير الداخلية وإعادة هيكلة الوزارة وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج الفوري عن المعتقلين، وإصدار قانون استقلال السلطة القضائية قبل إجراء أي انتخابات، وطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري من إسرائيل وإصدار مرسوم بقانون للعزل السياسي، وتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية العاجلة. ومن اللافت للنظر أن الشعارات التي رفعت كانت مؤكدة لنفس مطالب ما قبل الثورة، عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية. نظم ألتراس الأهلي وانضم معه ألتراس الزمالك مسيرة من ميدان التحرير إلي وزارة الداخلية ورددوا فيها شعارات للمطالبة بالإفراج عن أصدقائهم المقبوض عليهم بعد أحداث مباراة الأهلي الأخيرة والتي وقعت فيها اشتباكات مع الأمن المركزي، وحين وصولهم إلي مبني وزارة الداخلية، انشقت مجموعة عنهم، وتعدوا علي المبني وشرعوا في تحطيم الاسم والشعار لوزارة الداخلية، فيما التزم الآخرون بالهتاف والعودة إلي الميدان للمشاركة في التظاهر داخله. وفي طريق العودة وبجوار مبني الجامعة الأمريكية، أشعلت مجموعة الألتراس الشماريخ والألعاب النارية، ورددوا الهتاف الذي كان هو مغذي مشاركتهم «الألتراس مش مجرم»، وهتاف آخر به عنف لفظي وتهجم علي شخص وزير الداخلية الأسبق - حبيب العادلي - وداخل ميدان التحرير سيطر الاختلاف في الرأي علي توجه المتظاهرين إلي السفارة الإسرائيلية لهدم ما أطلق عليه «الجدار العازل»، تفعيلا «للدعوة التي أطلقت علي شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وتواصلت النقاشات إلي إخلاء الميدان في الساعة السادسة مساء.