دار فاسكو دي جاما حول إفريقيا، واكتشف طريق رأس الرجاء الصالح، ووصل إلي الهند، فاكتشف أن الهنود أكثر الشعوب تسامحا، حيث لا يهتم أحد بدين الآخر، ويحرك المجتمع مندوبو الإدارات الذين يهتمون بقيادة الشعب، وفقا للسياسة المدنية العامة. وقبل وصول البرتغاليين، وصل العرب المسلمون، الذين اعتبروا وصول البرتغاليين إلي الهند وما حولها، عدوانا عليهم، وعلي وجودهم العربي الإسلامي.. إلا أن العرب والبرتغاليين تبين لهم جميعا أنهم ما جاءوا إلي هذه المناطق، إلا ابتغاء التجارة في الفلفل والتوابل.. وعرف العرب - قبل البرتغاليين - كل التفاصيل عن البحر الأحمر والخليج الفارسي والمحيط الهندي.. بل إن هناك من يؤكد أن البحّار العماني «أحمد بن ماجد» قد وصل إلي مجموعات من الجزر قريبة من رأس الرجاء. وبالرغم من حديث العهد القديم «التوراة» عن تكريم الإنسان وخلقه بهيئة خاصة تكرمه عن غيره من الكائنات، مثلما كرم القرآن الكريم الإنسان بقوله «ولقد كرمنا بني آدم..».. فإن الأديان السامية الثلاثة قد أقرت بالرق واستعباد الإنسان لأخيه الإنسان.. في حين أن مصر القديمة استبدلت بالرق نظام «أقنان الأرض» وهو أقل استعبادا للإنسان من الأديان السامية. وكذلك نجد أن موسي الذي تربي في المعبد الفرعوني «وأخذ اسمه من مصر: مُس = وليد أو ربيب، وتجدها في اسم مثل: تحوت مس أي ابن تحوت رب الحكمة» نجد موسي قد تخلص من ماعت MAET ربة العدالة حيث كانت تقف مع أوزير، حيث يشدان «الصراطا» عند منحني جبال قنا، مع أن تأثير مصر الفرعونية في موسي واضح في: «سورتا» المتن المستخدم في القدّاس «والكلمة نفسها نجدها في سورة من سور القرآن، وصوارا الأرامية وسوار السريانية، وتأثير مصر في موسي واضح في بارادوس «بارا = بيت أو باب، دوس = نعمة» التي انتقلت من اليهود إلي اليونان ثم الرومان، وجي هانوم «وادي العذاب = جهنم في معظم اللغات السامية» كذلك نجد فرعون منقولة إلي كل لغات «بار = باب أو بيت، أون = العالي، أي البيت العالي». احتل العرب المسلمون، بقيادة عبدالرحمن الناصر، أرض «الواندالس» المقيمين في شبه جزيرة أيبريا «اسبانيا والبرتغال».. ولكن لبعد العرب عن العقلانية واستمرائهم للغيبوبة «كما حدث في فلسطين».. طُرد سادة العرب، من شبه جزيرة أيبريا، ولم تتبق للعرب أية سيادة، بل أجبر من لم يسلم علي العبور إلي الشاطئ الأفريقي، مع الاحتفاظ بلقب «سيدي» سيدي بشر، سيدي المرسي أبوالعباس، سيدي كرير، سيدي سعد «في المنصورة». سُئل ابن رشد عن بحر الظلمات وأعمدة هرقل فقال «خلف البحر بحار وفي البحار جزر وبشر وعوالم مليئة بالبشر والحيوانات..» وابن رشد سابق علي فكر ماجلان ورحلاته الاستكشافية. وعندنا الآن من يعلن شعار الجهاد، ومن يؤمن بأخذ السيدات الأوروبيات جواري.. وتشعر بالشبق الجنسي في حديث هذا السلفي المعتوه.. الذي قال مرة: «لا يصح أن تحكمنا امرأة تحيض وتبيض».. مع أن جولدامائير هزمتنا سنة 1967.. كما أن مارجريت تاتشر استطاعت أن تحارب من أجل السيطرة علي جزر تابعة لبريطانيا في المحيط الهادي. معروف أن تخلف الخطاب الديني، هو الوجه البغيض لتخلف الخطاب السياسي، كذلك فإن الاستبداد السياسي يوازيه الاستبداد في الفكر الديني، الذي لا يقيم وزنا لأديان الآخرين.. والأغبياء من أصحاب اللحي يصرون علي أن المصري القبطي حين يستشهد في أي معركة مصرية، لايصح أن نطلق عليه لفظ شهيد. وتمر الذكري الأولي لوفاة نصر أبوزيد، رحمه الله، وكان ينكر حكاية أن «الحاكمية لله» وأن هناك فرقة واحدة «ناجية»، ورفع عبدالصبور شاهين ورفاقه قضية «حِسبة» ضد نصر، وفرقوا بينه وبين زوجته السيدة ابتهال، إلا أنه آثر السفر للخارج وعمل ببعض الجامعات الأجنبية. وكان نصر يكرر كثيرا، مع التساؤل: لماذا لم تظهر أديان السماء إلا في المنطقة السامية؟ ولماذا اختصت الهند بالبوذية، والصين بالكنفوشية واليابان بالطاوية، ولماذا كانت أديان غرب آسيا أقرب إلي الفلسفة منها إلي الدين؟ وحين اكتشفت الأمريكتان لم يعثر فيها علي دين سماوي واحد، بالرغم من كثرة الأديان في جبال الأنديز، وفيما يعرف اليوم بدولتي شيلي والبرازيل، صحيح أن المسيحية انتشرت في هذه المناطق، إلا أنه لاتزال أعداد كبيرة تدين بالديانات القديمة، التي كانت موجودة قبل الفتح الأوروبي للأمريكتين.